حذّر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الجمعة، من تصرفات الرئيس الأميركي دونالد ترمب معتبراً أنها قد "تشعل النار" في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أن بلاده لا تخشى الحرب ولكنها في الوقت ذاته "لن تبدأها"، مرحباً بزيارة المفتشين النوويين لبلاده والتأكد من حقيقة ما إذا كان النظام الإيراني بصدد بناء منشأة نووية أخرى تحت الأرض.
وعلق بيزيشكيان في مقابلة على قناة NBCNEWS عندما سُئل عما إذا كان يشعر بالقلق إزاء حرب محتملة مقبلة بالقول:"لا نسعى للحرب ولا نخشى وقوعها"، مذكراً بما سبق وأن صرح به ترمب بأن "إدارته جاءت لإحلال السلام"، معتبراً أن "المسار الذي سلكوه سيُشعل المنطقة بأسرها"، موضحاً أن "إيران لم تبدأ حرباً، ولن تبدأ أي حروب أبداً".
وقال بيزيشكيان:"من يهاجمنا، سنبذل قصارى جهدنا لردّه بالقوة، وسنعزز قدراتنا يومياً لمنع أي شخص من مهاجمتنا".
وجاءت تعليقاته، بعد أن قال ترمب في خطابه أمام الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن الهجمات الأميركية في يونيو الماضي، أصابت"منشأة نووية إيرانية رئيسية ودمرت كل شيء تماماً".
وتأتي هذه المقابلة في وقت تعيش فيه إيران المزيد من الاضطرابات الشديدة، إذ تضررت بشدة من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، والضربات الجوية من الولايات المتحدة، كما أنها تواجه جولة جديدة من العقوبات؛ بسبب برنامجها النووي، وهو ما قد يؤدي إلى تدمير الاقتصاد الإيراني المتعثر.
وتناول بيزشكيان الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو الماضي، التي قُتل فيها كبار القادة العسكريين والعلماء ومئات المدنيين الإيرانيين، في المقابل لقي 28 إسرائيلياً حتفهم خلال الصراع.
وتطرق الرئيس الإيراني إلى الإصابة التي في ساقه قائلاً: "لم تكن شيئاً خاصاً، ببساطة إنه تجمع دموي في منطقة الركبة، وتم تجاوزه".
زيارة المفتشين النوويين
وعند سؤاله عن تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الذي استند إلى مراجعة صور الأقمار الاصطناعية الذي يشير إلى تزايد العمل في موقع تحت الأرض داخل إيران، إذ يقول محللون إنه قد يكون منشأة نووية مستقبلية محتملة، وما إذا كان النظام الإيراني بصدد بناء منشأة نووية أخرى، قال بيزيشكيان إن "المفتشين النوويين مرحب بهم لزيارة بلاده".
وأضاف:"إذا كانوا يقولون الحقيقة، فقد توصلنا إلى اتفاق مؤخراً، مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يمكنهم أن يأتوا ويفتشوا عن قرب".
وتابع: "إن نشر شيءٍ بناءً على صورٍ مزعومةٍ التقطتها الأقمار الاصطناعية، ليس مُناسباً لوضع أطرٍ لا تستند إلى الواقع".
وأردف: "أليس من الأسهل والأكثر واقعية وتحققاً إجراء عمليات تفتيش ميدانية شخصية؟".
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي، قد حدد نطاق ما يمكن أن ينجزه بيزيشكيان خلال فترة وجوده في نيويورك، عندما قال في خطاب، الثلاثاء، إن "إيران لن تتحدث مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، ولن تتفاوض بشأن قضية الصواريخ الباليستية أو تخصيب اليورانيوم".
وبينما تُصرّ إيران على سلمية برنامجها النووي، دعا برلمانيون متشددون إلى "تطوير سلاح نووي".