طالبان تتهم واشنطن بانتهاك اتفاق الدوحة وتوجه دعوات لحضور تنصيب حكومتها (تغطية مباشرة)

أعلنت وزارة الخارجية الصينية الأربعاء، أن بكين قدمت مواد غذائية ولقاحات وأدوية إلى أفغانستان، التي تسيطر عليها حركة طالبان، بقيمة تصل إلى نحو 31 مليون دولار.

وقال وزير الخارجية الصيني وانج يي، إن بلاده "ستتبرع بـ3 ملايين جرعة لقاح لأفغانستان في دفعة أولى"، دون تحديد موعد لتسليمها، بحسب وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا".

وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشونين، إلى أن القرار أُعلن عنه خلال الاجتماع الأول لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان وسيكون لـ"الاستخدام الطارئ للشعب الأفغاني".

وقال القادة الصينيون مراراً إن الصين "ستشارك العالم في لقاحات فيروس كورونا، خاصة مع البلدان ذات الدخل المنخفض"، مشيرين إلى أن أفغانستان لها "الأولوية في اللقاحات".

وكانت بكين ضمن أولى القوى الدولية التي رحبت باستلام طالبان مقاليد الحكم، بعد انسحاب القوات الأميركية بالكامل نهاية أغسطس الماضي.

قالت حركة طالبان إن حديث وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" عن أن بعض أعضاء حكومتها الجديدة أو أفراد عائلة حقاني مدرجون على القائمة السوداء للولايات المتحدة، يمثل انتهاكاً واضحاً لاتفاق الدوحة الذي أبرمته الحركة مع إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب. 

وأضافت طالبان في بيان أنها "تعتبر هذا الموقف انتهاكاً واضحاً لاتفاق الدوحة، وهو ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو أفغانستان".

وتابع البيان: "عائلة حقاني هي جزء من الإمارة الإسلامية وليس لها اسم وتنظيم منفصلان، وكان من الممكن إزالتها من القائمة السوداء إذا كان الطلب لا يزال سارياً".

وطالبت الحركة بتحويل موقف الولايات المتحدة من حكومتها من "موقف خاطئ" إلى موقف دبلوماسي في أسرع وقت ممكن. 

قال مسؤول أميركي، إن سلطات حركة طالبان وافقت على السماح لـ200 أميركي ومواطني دول أخرى ظلوا في أفغانستان بعد انتهاء عملية الإجلاء الأميركية، بمغادرة البلاد على متن رحلات مستأجرة من مطار كابول.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لوكالة "رويترز"، إن مبعوث الولايات المتحدة الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد، ضغط على طالبان للسماح برحيل هؤلاء الأشخاص.

ومن المتوقع أن ترحل المجموعة الخميس. ولم يقل المسؤول إن كان الأميركيون ومواطنو الدول الأخرى من بين من تقطعت بهم السبل لأيام في مدينة مزار الشريف بسبب عدم السماح للطائرات المستأجرة بالمغادرة أم لا.

عين الرئيس الأميركي، جو بايدن، السفير السابق لي ولوسكي، الذي قاد جهود الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، لإغلاق معتقل جوانتانامو، لتنسيق الجهود القانونية للإدارة لإعادة توطين اللاجئين الأفغان، حسب موقع "أكسيوس".

ونقل الموقع الأميركي عن مصدر مطلع لم يذكر اسمه القول، إن "ولوسكي سيُعين موظفاً حكومياً خاصاً، ومن المتوقع أنه سيعمل لمدة تقل عن 130 يوماً".
 
وأشار الموقع الأميركي إلى أنه من خلال الاستعانة بجهود محامٍ متمرس يتمتع بخبرة في القطاعين العام والخاص، يحاول بايدن ضمان أن برنامج إعادة التوطين غير المسبوق التابع لإدارته يستند إلى أسس قانونية متينة.
 
ولوسكي، الذي سيعمل كمستشار خاص للرئيس، سيأخذ إجازة من شركته، "جينر آند بلوك إل إل بي"، للعمل مع مجلس الأمن القومي، ومسؤولي الإدارة الآخرين على إعادة التوطين، بالإضافة إلى مسائل أخرى متعلقة بالانسحاب الأميركي من أفغانستان.

قالت "جبهة المقاومة الوطنية" في ولاية بنجشير شمالي أفغانستان، بقيادة أحمد مسعود، إنها ستعلن عن "حكومة موازية" بعد التشاور مع سياسيين؛ رداً على الحكومة الجديدة التي أعلنت حركة طالبان تشكيلها.

ووصفت الجبهة في بيان، حكومة تصريف الأعمال التابعة لحركة طالبان بأنها "غير شرعية"، وتجسد "خصومة واضحة" ضد شعب أفغانستان، حسبما نقلت وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء.

وأكدت الجبهة في بيانها على المقاومة ضد طالبان، لافتة إلى أن طالبان "تشكل خطراً" على المنطقة والعالم. وأضافت: "أقرت جبهة المقاومة بأنها ستؤسس حكومة انتقالية ديمقراطية وشرعية، يجري تشكيلها على أساس أصوات الشعب، وتحظى بقبول المجتمع الدولي".

أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأربعاء، عن أمل بلاده في أن يكون تشكيل حكومة تصريف الأعمال في أفغانستان "خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأمن والاستقرار ونبذ العنف والتطرف وبناء مستقبل مشرق يتماشى مع هذه التطلعات".

وجدد الأمير فيصل بن فرحان في الاجتماع الوزاري الافتراضي بشان أفغانستان، "وقوف المملكة إلى جانب شعب أفغانستان خلال هذه المرحلة الحاسمة من تاريخهم"، موكداً دعم بلاده لـ"الشعب الأفغاني والخيارات التي يتخذها بشأن ما يتعلق بمستقبل بلادهم، بعيداً عن التدخل الخارجي".

وأوضح الوزير السعودي، أن بلاده "تأمل بأن تعمل حركة طالبان وجميع الأطراف الأفغانية على حفظ السلام والأمن وحماية أرواح المدنيين وممتلكاتهم"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".

وأكد أن "المملكة تولي أهمية قصوى لدعم السبل التي يمكن لأفغانستان من خلالها التغلب على تحدياتها الحالية".

أفاد مصدر من طالبان لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية، بأن الحركة وجهت دعوات لكلّ من روسيا والصين وقطر وتركيا وباكستان وإيران لحضور حفل تنصيب الحكومة الأفغانية الجديدة.

أفاد مراسل "الشرق" في أفغانستان، بأن وزارة الداخلية في الحكومة التي أعلنت طالبان عن تشكيلها الثلاثاء لتصريف الأعمال، أصدرت قراراً يمنع كل أنواع المظاهرات.

أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، عن تحفظ بلاده على بعض الأسماء بالحكومة التي أعلنت حركة طالبان تشكيلها في أفغانستان، الثلاثاء. 

وقال بلينكن في مؤتمر صحافي، بقاعدة رامشتاين الأميركية في ألمانيا، إن حكومة طالبان الجديدة "ليست شاملة"، في إشارة إلى عدم مشاركة أي من الفصائل السياسية بأفغانستان المعارضة لطالبان في الحكومة. 

وأكد وزير الخارجية الأميركي في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس، أن الولايات المتحدة ستواصل توصيل المساعدات للشعب الأفغاني، داعياً حركة طالبان إلى السماح بتوصيل المساعدات الإنسانية. 

وأشار بلينكن، إلى أن حركة طالبان، "قدمت سلسلة من الالتزامات علناً وسراً"، لافتاً إلى أنها "لم تلتزم بتسهيل وصول العالقين وتتذرع بعدم امتلاكهم وثائق السفر المطلوبة". 

وشدد وزير الخارجية الأميركي، على أن واشنطن تبذل كل ما في وسعها لاستئناف رحلات الإجلاء من أفغانستان. 

ذكرت قناة "أريانا" الأفغانية الأربعاء، أن مجموعة من النساء نظمن مظاهرة جديدة ضد حركة طالبان التي تسيطر على البلاد، احتجاجاً على تغييب المرأة في تشكيل الحكومة التي أعلنتها مساء الثلاثاء.

وسبق لمئات الناشطات تنظيم مظاهرات مماثلة قبل تشكيل الحكومة، في هرات غربي البلاد، والعاصمة كابول، للمطالبة بحقوق المرأة ومنها تمثيلها فى الحكومة.