كشفت مصادر عسكرية سودانية لـ"الشرق"، أن الجيش نفذ عملية إسقاط جوي في مدينة الفاشر بشمال دارفور، شملت مواد غذائية وطبية وذخائر، موجهة إلى الجيش السوداني والقوة المشتركة.
وتُعد هذه العملية الأولى من نوعها، منذ نحو خمسة أشهر، وذلك بعد أن أسقطت قوات الدعم السريع طائرتي شحن تابعتين للجيش في وقت سابق.
وتعيش مدينة الفاشر حصاراً متواصلاً منذ أكثر من عام فرضته قوات الدعم السريع، بدأ تدريجياً حتى شمل جميع الطرق المؤدية إلى داخل المدينة.
وأدى هذا الحصار إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، ودفع العديد من السكان إلى النزوح نحو منطقة خاضعة لسيطرة قوات عبد الواحد نور.
وكانت شبكة أطباء السودان، طالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وكل الجهات ذات الصلة، بـ"الضغط الجاد لضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية فورية وتوفير الغذاء والدواء للمدينة المنكوبة".
وتشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصاعداً في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما تتفاقم الأوضاع الإنسانية، مع استمرار الاشتباكات ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قالت الأسبوع الماضي، إن عدد الضحايا المدنيين في السودان، ارتفع كثيراً في النصف الأول من العام الجاري، في ظل تصاعد العنف على أساس عرقي.
وزادت حدة العنف ضد المدنيين، إلى مستويات مروعة منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي تسبب في أحد أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
ووفق تقرير جديد أصدره مكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، لقي ما لا يقل عن 3384 مدنياً حتفهم في الفترة بين يناير ويونيو الماضيين، معظمهم في دارفور.
وذكرت المفوضية، أن غالبية عمليات القتل نجمت عن قصف مدفعي، بالإضافة إلى غارات جوية وطائرات مسيرة في مناطق مكتظة بالسكان. وأشار التقرير إلى وقوع كثير من الوفيات خلال هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وكذلك على مخيمات زمزم وأبو شوك للنازحين في أبريل.
وخلص التقرير، إلى أن "نحو 990 مدنياً تم قتلهم في عمليات إعدام صدرت الأحكام فيها وفق إجراءات موجزة خلال النصف الأول من العام، مع تزايد العدد ثلاثة أمثال في الفترة من فبراير إلى أبريل الماضيين".