أعلن البيت الأبيض، الاثنين، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعرب لنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، عن أسفه للهجوم الذي نفذته إسرائيل على الدوحة في 9 سبتمبر، وذلك خلال اتصال هاتفي ثلاثي بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال البيت الأبيض، إن نتنياهو عبّر عن "أسفه العميق بسبب أن الضربة الصاروخية الإسرائيلية التي استهدفت قادة في حركة حماس في قطر أدّت عن غير قصد إلى قتل عنصر أمن قطري".
واستضاف ترمب، نتنياهو، لإجراء محادثات بشأن إنهاء الحرب على غزة، والمستمرة منذ نحو عامين وتواجه إسرائيل بسببها عزلة دولية متزايدة.
ووفقاً للبيان، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن أسفه لأن "استهداف قادة حماس خلال مفاوضات المحتجزين شكّل انتهاكاً لسيادة قطر"، مؤكداً أن "إسرائيل لن تنفذ مثل هذا الهجوم مجدداً في المستقبل".
وذكر البيت الأبيض، أن رئيس الوزراء القطري رحب بهذه الضمانات، معرباً عن "استعداد قطر لمواصلة المساهمة بشكل فعّال في تعزيز أمن واستقرار المنطقة"، فيما أكد نتنياهو "التزامه بالتوجّه ذاته".
وأعرب الرئيس الأميركي، عن رغبته في "وضع العلاقات بين إسرائيل وقطر على مسار إيجابي بعد سنوات من الخلافات وسوء الفهم".
"آلية ثلاثية" لحل الخلافات
ووفقاً للبيان الأميركي، وافق القادة على مقترح ترمب بإنشاء آلية ثلاثية لتعزيز التنسيق، وتحسين قنوات التواصل، وحل الخلافات المتبادلة، وتعزيز الجهود المشتركة لمنع التهديدات.
وأكدوا التزامهم المشترك، بالعمل معاً بشكل بناء، وإزالة التصورات الخاطئة، والبناء على العلاقات الطويلة الأمد التي تجمع كلاً منهما بالولايات المتحدة.
كما أكد القادة التزامهم، بالعمل معاً بروح بناءة، وتبديد التصورات الخاطئة، والبناء على علاقات كل منهم الطويلة الأمد مع الولايات المتحدة.
وبحث القادة الثلاثة، مقترحاً لإنهاء الحرب في غزة، وآفاق إرساء شرق أوسط أكثر أمناً، وسبل تعزيز التفاهم بين بلديهما، بحسب البيان.
وأشاد ترمب باستعداد الجانبين لاتخاذ خطوات نحو تعاون أكبر وذلك خدمةً للسلام والأمن للجميع.
ترحيب قطري بالضمانات
من جهتها، قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن قدم في بداية الاتصال الشكر للرئيس الأميركي على جهوده لـ"تحقيق السلام في المنطقة، بما في ذلك الضمانات بعدم تكرار العدوان على قطر، والتزام الولايات المتحدة بالشراكة الدفاعية معها".
وأشار البيان القطري، إلى أن "رئيس وزراء إسرائيل قدم، خلال الاتصال، اعتذاره عن هذا الهجوم وانتهاك السيادة القطرية ما أسفر عن استشهاد المواطن القطري بدر الدوسري، متعهداً بعدم تكرار أي استهداف لأراضي دولة قطر في المستقبل".
من جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء القطري، "رفض دولة قطر التام والقاطع المساس بسيادتها تحت أي ظرف من الظروف"، مشدداً على أن "حماية المواطنين والمقيمين على أرضها تمثل أولوية قصوى".
كما رحّب بـ"الضمانات المقدمة حيال حماية دولة قطر من الاستهداف والتعهدات بعدم تكرار هذه الاعتداءات".
وأكد رئيس الوزراء القطري "استعداد دولة قطر لمواصلة الانخراط في العمل للوصول لنهاية للحرب في قطاع غزة في إطار مبادرة الرئيس الأميركي، استمراراً على النهج الذي طالما التزمت به الدولة تجاه حل الأزمات عبر السبل الدبلوماسية، وبما يتوافق ودورها في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي".
نتنياهو: استهدفنا حماس وليس القطريين
من جانبه، ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، أن نتنياهو قال للشيخ محمد بن عبد الرحمن: "السيد رئيس الوزراء، أريدك أن تعلم أن إسرائيل تأسف لقتل أحد مواطنيك خلال غارتنا، وأن أريد أن أؤكد لكم أن إسرائيل كانت تستهدف حماس، وليس القطريين".
وأضاف نتنياهو: "أود أيضاً أن أؤكد لكم أن إسرائيل ليس لديها أي خطة لانتهاك سيادتكم مرة أخرى في المستقبل، وقد قطعت هذا الالتزام للرئيس (ترمب)".
خطة ترمب لإنهاء حرب غزة
وجاء الاتصال الثلاثي خلال لقاء ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض، لبحث ملفات عدة، أبرزها إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
وذكرت شبكة CNN الأميركية، في وقت سابق الاثنين، أن ترمب اتصل بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن مسؤولاً قطرياً زار البيت الأبيض قبل اجتماع ترمب ونتنياهو.
والأسبوع الماضي، نقل "أكسيوس" عن مصدرين، بأن قطر طلبت اعتذاراً من إسرائيل عن هجومها على الدوحة، وذلك قبل استئناف وساطتها بين تل أبيب وحركة "حماس" بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر الموقع الأميركي، أن الاعتذار الإسرائيلي لقطر قد يفتح الباب أمام إبرام مثل هذا الاتفاق، فيما لفت مصدر مطلع على سير المحادثات لـ"رويترز"، إلى أن وفداً قطرياً متواجد أيضاً في البيت الأبيض.
وأثارت إسرائيل غضب القطريين وتعرضت لانتقادات من ترمب بسبب هجوم جوي استهدف قادة "حماس" في الدوحة في 9 سبتمبر الجاري.
وأثار الهجوم الإسرائيلي موجة من الإدانات الإقليمية والدولية، وطرح تساؤلات حول مستقبل الوساطات السياسية في المنطقة.