أنهى زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي، تشاك شومر، وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، اجتماعاً مع الرئيس دونالد ترمب "دون حل الخلافات الكبيرة" من أجل تمرير مشروع قانون لتفادي الإغلاق الحكومي، حسبما نقلت عنه شبكة CBS News.
وعلق البيت الأبيض على اللقاء، بأن ترمب منح شومر والديمقراطيين فرصة للاتفاق على حل منطقي وغير حزبي من شأنه أن يبقي الحكومة ممولة ومفتوحة، ولكن لسوء الحظ، اختار إغلاق الحكومة.
وفي تصريحات أدلى بها خارج الجناح الغربي للبيت الأبيض، الاثنين، أوضح شومر أن الديمقراطيين والإدارة الأميركية لديهم "خلافات كبيرة جداً" بشأن بالرعاية الصحية، معرباً عن قلقه من أن يسعى الجمهوريون والبيت الأبيض إلى إلغاء تمويل حكومي سبق أن أُقِر، من خلال ما يُعرف بـ"إجراءات الاسترداد"، وهي آلية تشريعية تهدف إلى إلغاء جزء من الإنفاق الذي أقرّه الكونجرس.
وقال شومر: "للمرة الأولى، استمع الرئيس لاعتراضاتنا، واطّلع على الأسباب التي تدفعنا للمطالبة بمشروع قانون يحظى بدعم الحزبين.. مشروعهم لا يتضمن مساهمة ديمقراطية.. وهذا ليس الأسلوب الذي اعتدنا اتباعه من قبل".
وأضاف أنه وجيفريز قدّما بعض المقترحات للرئيس الأميركي، مؤكداً أن "القرار النهائي يعود إليه".
وأعرب شومر عن أمله في أن يطلب ترمب من الجمهوريين العمل مع الديمقراطيين على القضايا الرئيسية، وفي مقدمتها الرعاية الصحية.
ورفض الديمقراطيون في مجلس الشيوخ مشروع قانون قصير الأمد، وطالبوا بأن يلغي أي تشريع تخفيضات أقرها الجمهوريون في الآونة الأخيرة في برامج الرعاية الصحية.
"نقاش صريح ومباشر"
ومن جانبه، قال جيفريز للصحافيين إن قادة الكونجرس وترمب أجروا "نقاشاً صريحاً ومباشراً"، لكن "لا تزال هناك خلافات كبيرة وجوهرية".
وأضاف زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب: "الديمقراطيون يناضلون لحماية الرعاية الصحية للشعب الأميركي"، واصفاً القضية بأنها "بالغة الجدية بالنسبة للأميركيين".
في المقابل، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إن الإدارة أجرت "محادثة صريحة جداً" مع القيادة الديمقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب.
واتهم فانس الديمقراطيين بأنهم "يضعون مسدساً على رأس الشعب الأميركي"، في إشارة إلى تهديدهم بإغلاق الحكومة في حال عدم التوصّل إلى اتفاق.
وأضاف: "نُدرك أن سياسة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة تعاني من خلل.. وقد حاولنا إصلاح هذا الخلل خلال الأشهر الثمانية التي أمضيناها في المنصب".
وشدد نائب الرئيس على أن المفاوضات المتعلقة بسياسات الرعاية الصحية "يجب أن تتم خارج سياق تمويل الحكومة".
واختتم بالقول: "أعتقد أننا نتجه نحو إغلاق حكومي لأن الديمقراطيين يرفضون القيام بما هو صائب. آمل أن يغيّروا موقفهم، لكننا سنرى ما سيحدث".
ويسيطر الجمهوريون على كلا المجلسين في الكونجرس، لكن الإجراء المؤقت الذي سيبقي أجهزة الحكومة عاملة يجب أن يحصل على 60 صوتاً على الأقل في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد، مما يعني ضرورة الحصول على أصوات بعض الأعضاء الديمقراطيين.
وكان آخر إغلاق حكومة، وهو الأطول في تاريخ البلاد، قد حصل في شتاء 2018-2019، وذلك بعدما أصر ترمب خلال ولايته الأولى على تخصيص أموال فيدرالية لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك، قبل أن ينتهي بعد 35 يوماً بتراجعه.