أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، الخميس، أنه اتفق مع نظيره المغربي ناصر بوريطة على "رفع مستوى العلاقات والتمثيل الدبلوماسي إلى التطبيع الكامل"، مشيراً إلى أنه سيتم فتح سفارتين في المغرب وإسرائيل خلال "الأشهر المقبلة".
ونقل مراسل "أكسيوس" في إسرائيل باراك رافيف عن لبيد، قوله: "سيصل ناصر بوريطة على متن أول رحلة متجهة من الرباط إلى تل أبيب، وسيتم خلال الزيارة المتوقعه في أكتوبر أو نوفمبر، فتح سفارة المغرب في إسرائيل".
وافتتح لبيد، الخميس، رسمياً مكتب اتصال هو بمثابة ممثلية دبلوماسية لبلاده بالرباط، بمناسبة أول زيارة رسمية لمسؤول إسرائيلي على هذا المستوى إلى المغرب منذ تطبيع علاقات البلدين العام الماضي، وفق ما نقلت وكالة "المغرب العربي للأنباء".
وأضافت الوكالة أن لبيد وبوريطة وقعا 3 اتفاقيات للتعاون تهدف لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات السياسة والثقافة والشباب والرياضة والخدمات الجوية.
وعن حفل الافتتاح الذي حضره الوزير المنتدب في الخارجية المغربية محسن الجزولي، قال لبيد في تغريدة على تويتر: "هذه لحظة تاريخية لقد افتتحنا الممثلية الإسرائيلية بالمغرب"، لافتاً إلى أن "سلم نظيره المغربي رسالة من الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ يدعو فيها الملك محمد السادس لزيارة إسرائيل".
وبحسب قناة "i24" الإسرائيلية، جاء في نص الرسالة: "جلالة الملك، نيابة عن شعب ودولة إسرائيل، يشرفني أن أقدم لكم التهاني بمناسبة عيد العرش، جلالة الملك، أرحب بفرصة مقابلتك في المستقبل القريب".
وأضافت الرسالة: "اسمحوا لي أن أعرب عن خالص تقديري لقرار الملك بإقامة علاقات دبلوماسية وسلمية وودية كاملة بين المغرب وإسرائيل، ونحن ملتزمون بتعميق قوة علاقاتنا ونأمل أن تتوسع وتزدهر بمرور الوقت".
واستطرد: "تشترك دولتانا في علاقة طويلة وتاريخية، وأنا أقدر التزام العائلة المالكة بضمان سلامة وأمن اليهود في بلدك على مر السنين"، مشيراً إلى أن "هذا الالتزام متعدد الأجيال، والذي بدأ مع أسلافك، هو رمز عزيز على التضامن".
وأجرى وزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصل، الأربعاء، مباحثات مع نظيره المغربي وأعلن على إثرها توقيع اتفاقية لاستحداث آلية تشاور سياسي بين البلدين وأخرى للتعاون في مجالات الثقافة والرياضة والخدمات الجوية.
من جانبه، وصف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مؤتمر صحافي، زيارة لبيد بـ"التاريخية"، وقال إنها تأتي "ترجمة لالتزام مشترك للمضي قدماً في إعطاء مضمون ملموس للعلاقات الثنائية، بالارتكاز على آليات للتعاون مرنة وفعالة".
وأكد بوريطة أن استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، هو "تعبير عن إرادة واقتناع" عبّر عنهما الملك المغربي محمد السادس، الذي ترأس في ديسمبر الماضي، حفل التوقيع على الاتفاق الثلاثي المغربي الأميركي الإسرائيلي، الذي وضع أسس العلاقة الثنائية بين المغرب وإسرائيل.
وقال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، إن علاقة المغرب بإسرائيل "تستمد قوتها من الروابط الخاصة التي تجمع الجالية اليهودية بإسرائيل من أصل مغربي بالمملكة"، مشيراً إلى أن استئناف العلاقات "يعكس رغبة الملك في إعادة تفعيل آليات التعاون بين المغرب وإسرائيل، في إطار علاقات سلمية طبيعية".
وأعلن المغرب عقب التوقيع على اتفاق ثلاثي بين الرباط وواشنطن وتل أبيب في ديسمبر الماضي، إعادة فتح مكاتب الاتصال مع إسرائيل بدلاً من تبادل فتح السفارات، كما جرى مع دول عربية أخرى وقعت اتفاقات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي في وقت سابق إن المغرب "احتفظ بخيار فتح السفارات مع إسرائيل كورقة تفاوض، في حال قررت الإدارة الأميركية الجديدة التراجع عن قرار الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء".
