اعترضت القوات الإسرائيلية، الأربعاء، عدة سفن تابعة لأسطول "الصمود العالمي" أثناء محاولتها إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، وأفادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بأن الركاب يُنقلون حالياً إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
ونشرت الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة "إكس" مقطع فيديو يظهر تونبري فيما يبدو وعدداً من أفراد الجيش الإسرائيلي الملثمين والمسلحين.
وكان أسطول الصمود العالمي، الذي يحاول إيصال مساعدات إلى قطاع غزة، قال في وقت سابق الأربعاء، في منشور على "تليجرام" إن سفنه تتعرض لاعتراض غير قانوني من البحرية الإسرائيلية وتعطيل للكاميرات، مشيراً إلى أن عسكريين يصعدون على متن السفن.
وقال أسطول الصمود العالمي، إن "القارب فلوريدا تعرض للاصطدام عمداً في البحر، واستهداف القاربين أولارا وميتيكي وغيرهما بمدافع المياه"، موضحاً أن جميع الركاب على متن القوارب سالمون حتى الأن.
وأكد الأسطول أن قوات البحرية الإسرائيلية تستخدم سلوكاً عدائياً ضد قواربهم.
جاء ذلك بعد إعلان الأسطول أن الحكومة الإسرائيلية حاولت ترهيب أفراده عبر الراديو، وهددت بإيقاف السفن ومصادرتها إذا واصلت رحلتها صوب قطاع غزة.
جهود دولية
وأكدت تركيا أنها بدأت إجراءات للإفراج عن رعاياها، فيما طالبت إسبانيا، إسرائيل، بضمان سلامة وحقوق النشطاء، كما قالت وزارة الخارجية الإيرلندية إن "التقارير الواردة مثيرة للقلق"، مؤكدة أن "العملية سلمية وتهدف إلى تسليط الضوء على كارثة إنسانية مروعة".
كما طلبت كل من إيطاليا، واليونان من إسرائيل عدم إلحاق الأذى بالنشطاء.
ووفق بيانات التتبع الخاصة بالأسطول، فقد تم اعتراض أو توقيف سبعة قوارب، رغم تشويش الاتصالات، بما فيها البث الحي من بعض القوارب، وكان الاعتراض قد وقع على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً من غزة، داخل منطقة بحرية تفرض فيها إسرائيل رقابة مشددة لمنع أي قوارب من الاقتراب.
ودعت أكبر نقابة عمالية في إيطاليا، الأربعاء، إلى إضراب عام، الجمعة المقبل، للتضامن مع أسطول الصمود العالمي الذي يسعى إلى نقل المساعدات إلى قطاع غزة، بينما اندلعت احتجاجات في عدد من المدن في وقت متأخر الأربعاء بعد ورود تقارير عن اعتراض أفراد عسكريين للأسطول.
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، لم يسمح عمال الموانئ الإيطاليون المحتجون لعدد من السفن بالرسو والتحميل، مستهدفين سفناً ترتبط بعلاقات تجارية مع إسرائيل.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في وقت سابق إن نظيره الإسرائيلي أكد له أن الجيش الإسرائيلي لن يستخدم العنف ضد النشطاء على متن الأسطول.
"أكثر من 20 سفينة مجهولة الهوية"
وقبيل إعلانه عن تعرضه لاعتراض قال الأسطول إنه رصد على أجهزة الرادار أكثر من 20 سفينة مجهولة الهوية تبعد مسافة 3 أميال بحرية فقط عن موقعه، مشيراً إلى أنه يتوقع قيام البحرية الإسرائيلية باعتراضه.
وأضاف الأسطول أن سفينتين إسرائيليتين اقتربتا الأربعاء من بعض قواربه، وأجرتا "مناورات خطيرة وترهيبية" مع اقتراب الأسطول من القطاع.
وأكد منظمو الأسطول أن سفينتين "حربيتين" إسرائيليتين اقتربتا بسرعة وحاصرتا اثنين من قواربه، هما (ألما) و(سيرياس).
وتعطلت جميع أجهزة الملاحة والاتصالات في ما وصفه تشياجو آفيلا، وهو أحد المنظمين الموجودين على متن الأسطول، في مؤتمر صحافي بأنه "هجوم إلكتروني".
واستعاد الأسطول بعض الاتصالات على ما يبدو، وقال في بيان: "هذه الأعمال العدائية تعرض مدنيين عزل من أكثر من 40 دولة لخطر جسيم".
"مناورات خطيرة" وهجوم مسيرات
يتألف أسطول الصمود من أكثر من 40 قارباً مدنياً، ويقل نحو 500 شخص، من بينهم برلمانيون ومحامون ونشطاء مثل الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا ثونبرج.
والأسطول هو أحدث محاولة بحرية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الفلسطيني وإيصال الغذاء والدواء إليه. وهو موجود حالياً على بعد 120 ميلاً بحرياً من سواحل غزة، داخل منطقة تفرض إسرائيل رقابة عليها لمنع اقتراب أي قوارب.
ولم تتضح بعد الجهة التي تدير السفينتين اللتين اقتربتا من الأسطول. وأظهر مقطع مصور على صفحة الأسطول على "إنستجرام" ما يبدو أنه ظل سفينة حربية مزودة بمنصة متحركة لإطلاق النار على مقربة من السفن المدنية.
وأكدت "رويترز" أن المقطع تم تصويره من السفينة "سيرياس" لأن معداتها وحبالها تتطابق مع صورها الأرشيفية، فيما لم تتضح هوية السفينة الأخرى التي تظهر في المقطع أو متى تسنى التقاطه.
وكان الأسطول أثار توتراً دولياً في الأيام القليلة الماضية، إذ تعرض لهجوم من طائرات مسيرة ألقت قنابل صوتية ومسحوقاً مثيراً للحكة على السفن، ما تسبب في أضرار دون وقوع إصابات.
ولم تعلق إسرائيل على الهجوم، لكنها قالت إنها ستستخدم أي وسيلة لمنع السفن من الوصول إلى غزة، معتبرة أن "حصارها البحري لغزة قانوني".
ونشرت إيطاليا وإسبانيا سفناً من سلاحي البحرية لمرافقة الأسطول، وذلك للمساعدة في أي عملية إنقاذ أو احتياجات إنسانية، لكنهما توقفتا عن متابعته عندما أصبح على بعد 150 ميلاً بحرياً (278 كيلومتراً) من غزة لأسباب أمنية. وتتابع طائرات تركية مسيرة أيضاً السفن.
وحثّت إيطاليا واليونان الأربعاء، إسرائيل إلى عدم إيذاء الناشطين على متن السفينة، داعيةً الأسطول إلى تسليم المساعدات إلى الكنيسة الكاثوليكية لتسليمها بشكل غير مباشر إلى غزة، وهو اقتراح سبق أن رفضه الأسطول.
محاولات سابقة لإيصال المساعدات
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده المنظمون الأربعاء، قالت فرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن أي اعتراض للأسطول "سيُشكل انتهاكاً جديداً للقانون الدولي وقانون البحار"، مؤكدة أن إسرائيل لا تملك ولاية قانونية على المياه قبالة غزة.
وتفرض إسرائيل حصاراً بحرياً على غزة منذ سيطرة "حماس" على القطاع الساحلي عام 2007، وحاول ناشطون مرات عدة إيصال مساعدات إلى غزة عبر البحر، سواء خلال الصراع الحالي أو في مرات أخرى.
وفي عام 2010، لقي 9 نشطاء مصرعهم بعدما صعد جنود إسرائيليون على متن أسطول مكون من 6 سفن كانت تقل نحو 700 ناشط مؤيد للفلسطينيين من 50 دولة.
وفي يونيو هذا العام، احتجزت القوات البحرية الإسرائيلية جريتا ثونبرج و11 شخصاً من أفراد الطاقم على متن سفينة صغيرة أرسلتها مجموعة مؤيدة للفلسطينيين تُعرف باسم تحالف أسطول الحرية في أثناء اقترابهم من غزة.