مصادر لـ"الشرق": أصوات في الحركة تطالب بعودة السلطة الفلسطينية لتولي إدارة القطاع

نقاشات حماس حول المقترح الأميركي.. خشية من ألغام و تخوف من الرفض

رام الله-محمد دراغمة

رجحت مصادر في "حماس"، أن تطلب الحركة إيضاحات وتعديل عدد من البنود الجوهرية في الخطة الأميركية لإنهاء الحرب، خاصة فيما يتعلق بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من القطاع والسلاح والمحتجزين ومجلس "الوصاية".

وقالت المصادر إن الحركة تسعى للحصول على إيضاحات بشأن الوقف التام للحرب في الخطة، مع ضمانات بعدم عودة الهجمات، كما يجري في لبنان، وأنها ستطالب بجدول زمني واضح للانسحاب من قطاع غزة.

وأشارت المصادر إلى أن الحركة تفرق بين نوعين من السلاح، الهجومي والدفاعي، وأن السلاح الدفاعي مسألة وجودية للحركة غير قابل للتفاوض والمساومة.

وأضافت المصادر التي اطلعت على اجتماعات داخلية للحركة لدراسة الخطة، أن قياديين في الحركة سجلوا عدداً من ما يسمونه "الألغام" في الخطة، ومنها تحديد وحصر مهام اللجنة الإدارية الفلسطينية في الخدمات البلدية، ومنح الصلاحيات الكبرى ذات الأبعاد السياسية والوطنية لـ"مجلس السلام" الذي وصفته بـ"مجلس الوصاية الأجنبي".

وحذرت من أن هذا المجلس قد يتخذ قرارات تسهل عملية تهجير أهل القطاع، وفتح المجال أمام استثمارات عقارية وسياحية على حساب الوجود الفلسطيني والحقوق الوطنية في الأرض والموارد، وإقامة ما يسمى بالمدن الذكية لتحقيق أغراض سياسية منها تغيير أنماط الحياة والتفكير.

وترى الحركة أن الإدارة الفلسطينية هي الجهة التي يجب أن تتولى المسؤولية عن إعادة بناء غزة، وليس فقط الخدمات البلدية، وأن المجلس الدولي ليس هو من يقرر السياسات، وإنما اللجنة الفلسطينية.

عودة السلطة الفلسطينية

وظهرت أصوات في الحركة تطالب بعودة السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة، والتفاوض مع الجهات الدولية بشأن كل ما يتعلق بالقطاع بصفته أرضاً فلسطينية وجزء أساسي من دولة فلسطين التي تحظى باعتراف غالبية دول العالم.

ورجحت أن تطالب الحركة في ردها على الخطة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وفق جدول انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، معربة عن شكوكها بتراجع إسرائيل عن الانسحاب بعد حصولها على المحتجزين في الأيام الثلاثة الأولى من تطبيق الخطة.

وتساءل أحد المسؤولين: "ما الذي سيمنع إسرائيل من وقف الانسحاب وربما إعادة قواتها إلى قلب التجمعات السكانية تحت أية ذرائع".

وأضاف: "التجربة في لبنان وفلسطين تقول إن إسرائيل يمكنها الانقلاب على أية تفاهمات في أية لحظة".

وقال مسؤولون إن الخطة الأميركية التي تلقتها الحركة رسمياً من الوسطاء مختلفة جوهرياً عن الخطة الأصلية التي عرضت في لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قادة الدول الإسلامية والعربية الثمانية، مشيرة إلى ما كشفته وسائل إعلام أميركية عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه بإدخال تعديلات جوهرية عليها.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن نتنياهو قوله في اجتماع الحكومة الأخير إنه عمل بصورة شخصية على إبعاد أي تمثيل للسلطة الفلسطينية في ما يسمى "مجلس السلام"، مؤكداً أن إسرائيل ستكون ممثلة في هذا المجلس.

وتلقى قادة "حماس" نصائح من دول صديقة مثل تركيا وقطر ومصر بقبول الخطة، مع تسجيل ملاحظات حول النقاط التي تثير شكوكها. ورجحت المصادر أن تتعامل الحركة بإيجابية مع هذه النصائح.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد حذر لدى إعلانه عن الخطة بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل ستتمتع "بدعم كامل" من الولايات المتحدة في اتخاذ أي إجراءات ضرورية إذا رفضت حماس المقترح، فيما توعد نتنياهو بأن تنهي إسرائيل المهمة بنفسها "بالطريقة السهلة أو الصعبة" إذا رفضت حماس الخطة أو انتهكتها.

تصنيفات

قصص قد تهمك