قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، إن الجمهوريين يجب أن يستغلوا إغلاق الحكومة لـ"التخلص من الهدر والفساد"، فيما واصل التلويح بفصل نهائي للموظفين الفيدراليين، وإنهاء برامج "يفضلها الديمقراطيون".
وأضاف ترمب في منشور على منصته "تروث سوشيال"، إنه يمكن توفير مليارات الدولارات خلال فترة الإغلاق بعدما هدد بـ"إجراءات لا يمكن الرجوع عنها"، وواصل إلقاء اللوم على الديمقراطيين في الإغلاق الذي يدخل يومه الثاني، دون مخرج واضح في الأفق، وبعد فشل محاولة بمجلس الشيوخ الأربعاء، لإنهاء الإغلاق.
ونقلت وسائل إعلام أميركية عن مصادر قولها إن مدير مكتب الميزانية بالبيت الأبيض راسل فوت أبلغ الجمهوريين بالكونجرس خلال مكالمة هاتفية، بأنه يخطط لبدء عمليات فصل الموظفين الفيدراليين خلال يوم أو يومين.
وأغلقت الحكومة الأميركية مع منتصف ليل الثلاثاء، بعد فشل الجمهوريين والديمقراطيين بالكونجرس في التوصل إلى اتفاق لتمديد التمويل، وسط رفض الجمهوريين لمطالب الديمقراطيين بتمويل إعانات الرعاية الصحية.
ترمب يهدد بفصل موظفين فيدراليين
وفي مقابلة مع قناة OAN اليمينية، واصل ترمب تهديداته بفصل الموظفين الفيدراليين، وقال: "قد تكون هناك عمليات فصل، وسيكون هذ خطأهم (الديمقراطيين)".
وهدد بأنه "يمكننا التخلص من مشروعات أرادوها، مشروعاتهم المفضلة، وسيتم إنهائها بشكل لا رجعة فيه".
وتابع: "الكثيرون يقولون إن ترمب أراد هذا، أنني أردت هذا الإغلاق، وأنا لم أرد هذا، ولكن الكثيرين يقولون هذا، لأنه سيمكنني من إنهاء الكثير من الأمور التي لم يكن يجب أن يجيزوها في المقام الأول، وعلى الأرجح سأقوم بذلك".
إلغاء تمويل لولايات ديمقراطية
وألغت إدارة ترمب نحو 8 مليارات دولار من تمويل برامج المناخ في ولايات ديمقراطية، وفقاً لما أعلنه مدير مكتب الموازنة في البيت الأبيض راسل فوت.
وقال فوت على منصة "إكس"، "نحو 8 مليارات دولار من تمويل ما يسمى بالاحتيال الأخضر الجديد، لدعم أجندة اليسار المناخية تم إلغاؤها. ستصدر معلومات إضافية من وزارة الطاقة، المشاريع تقع في الولايات التالية: كاليفورنيا، كولورادو، كونيتيكت، ديلاوير، هاواي، إلينوي، ميريلاند، ماساتشوستس، مينيسوتا، نيوهامبشير، نيوجيرسي، نيومكسيكو، نيويورك، أوريجون، فيرمونت، واشنطن".
وكل هذه الولايات فيما عدا ولايتين فقط (فيرمونت ونيوهامشير)، يحكمها ديمقراطيون.
فشل محاولة لإنهاء إغلاق
وفشلت محاولة مجلس الشيوخ الأربعاء، في إنهاء الإغلاق بتمرير مشروع للتمويل، بعدما رفض الجمهوريون التفاوض مع الديمقراطيين.
ورغم أن نتائج التصويت أظهرت بوادر انقسام في صفوف الديمقراطيين، إلا أنها لم تحقق أي اختراق حقيقي، ومع تعثر التوصل إلى اتفاق بين البيت الأبيض والكونجرس لإبقاء البرامج والخدمات الحكومية قيد التشغيل، دخلت الولايات المتحدة في حلقة جديدة من حالة عدم اليقين.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 750 ألف موظف فيدرالي سيُحالون إلى الإجازة القسرية، مع احتمال فصل بعضهم نهائياً، في وقت تعهّد فيه ترمب باتخاذ "إجراءات لا رجعة فيها" لمعاقبة الديمقراطيين.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون: "أُصلي من أجل أن يعودوا إلى رشدهم"، في إشارة إلى الديمقراطيين الذين حمّلهم المسؤولية عن الإغلاق، في مؤتمر صحافي عقده مع قادة الحزب الجمهوري.
يُعد هذا الإغلاق الثالث الذي يحدث خلال رئاسة ترمب، والأول منذ عودته إلى البيت الأبيض هذا العام، في مؤشر جديد على عمق الانقسام السياسي بشأن أولويات الميزانية، في مشهد سياسي يكافئ المواقف المتشددة أكثر من الحلول الوسط التقليدية بحسب "أسوشيتد برس".
واختار الديمقراطيون وعلى غير المعتاد خوض هذه المعركة رغم ميلهم التاريخي للحفاظ على عمل الحكومة، مدفوعين بضغط قواعدهم الشعبية الراغبة في تحدي أجندة ترمب خلال ولايته الثانية، وهم يطالبون بتمويل إعانات التأمين الصحي التي يستفيد منها ملايين الأميركيين بموجب قانون Affordable Care Act (أوباماكير)، والتي أدت إلى ارتفاع حاد في أقساط التأمين مع انتهاء صلاحيتها.
أما الجمهوريون، فرفضوا الدخول في أي مفاوضات، وشجعوا ترمب على الابتعاد عن طاولة الحوار. وبعد اجتماع مع قادة الديمقراطيين في البيت الأبيض، نشر ترمب مقطع فيديو ساخراَ ومسيئاً لهم، وُصف بأنه "غير جاد وعنصري".