تعهد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الخميس، ببذل كل ما في وسعه للقضاء على "معاداة السامية" وحماية يهود بريطانيا، وذلك عقب حادث دهس وطعن نفّذه مهاجم قرب كنيس يهودي في إنجلترا، خلال عيد الغفران اليهودي (يوم كيبور)، فيما أكدت شرطة مكافحة الإرهاب أن اسم المشتبه به هو جهاد الشامي، البالغ من العمر 35 عاماً، وهو مواطن بريطاني من أصل سوري.
وقال الملك تشارلز ملك بريطانيا إنه شعر "بصدمة عميقة وحزن لدى معرفته بالهجوم".
وعاد ستارمر مبكراً من قمة أوروبية في كوبنهاجن بعد الهجوم، وأشارت الشرطة إلى أنه تم اعتقال 3 أشخاص، رجلان في الثلاثينيات من عمرهما وامرأة في الستينيات من عمرها، وهم محتجزون للاشتباه في ارتكابهم أعمالاً إرهابية، والتحضير لها والتحريض عليها.
وقال ستارمر: "إلى كل يهودي في هذا البلد، أود القول إني أعرف مقدار الخوف الذي ستشعر به في داخلك أعرفه حقاً"، مضيفاً: "بالنيابة عن بلدنا، أعبر عن تضامني، ولكن أيضاً عن حزني لأنكم ما زلتم مضطرين للتعايش مع هذه المخاوف، ينبغي ألا يفعل أحد ذلك".
وزوجة ستارمر يهودية، وسبق له الحديث عن ارتباطه بهذه الديانة.
وأكد ستارمر أن "الحكومة ستنشر المزيد من رجال الشرطة خارج المعابد اليهودية في بريطانيا، وأنه سيبذل قصارى جهده لطمأنة الجالية اليهودية".
وقال: "أعدكم بأنني سأبذل كل ما في وسعي لأضمن لكم الأمن الذي تستحقونه".
إعلان الهجوم
وبالعودة إلى تفاصيل الحادث، صرخ ضابط شرطة مسلح محذراً المارة وهو يحاول إبعادهم "معه قنبلة، ابتعدوا"، وبعد لحظات سمع دوى رصاصة وسقط المشتبه به أرضاً، بينما كان يحاول النهوض على قدميه.
وقالت أنجيلا كراوشو، إحدى سكان المنطقة المجاورة، لـ"رويترز"، رأيت 3 من رجال الشرطة يوجهون أسلحتهم نحو رجل في موقف سيارات الكنيس المجاور، ويأمرونه بعدم التحرك قائلين: "ابق في مكانك لا تتحرك وإلا سنطلق النار".
وأضافت: "ثم أطلقوا النار، فسقط أرضاً، وبعد أن حاول النهوض مجدداً، أطلقوا عليه النار مرة أخرى، بعدها ساد الذعر".
واستدعت السلطات وحدة تفكيك القنابل لاحقاً إلى موقع الحادث، وأكدت الشرطة أن السترة الناسفة التي كان يرتديها المشتبه به لم تكن قابلة للانفجار.
وقال لورانس تايلور قائد شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا إن "الهجوم حادث إرهابي".
وأضاف أن الشرطة تعتقد أنها تعرف هوية المهاجم، لكنها لم تتمكن من تأكيدها بعد، معلناً أنه "تمكن من اعتقال شخصين".
وقال للصحافيين: "التجمعات في أنحاء بريطانيا التي عادة ما تحتفل بهذا اليوم، حزينة وقلقة الآن على سلامتها، أريد أن أكون واضحاً الشرطة البريطانية تجمع قواتها، وتحشدها بسرعة".
"صدمة اليهود"
وبعد الهجوم، شوهدت الشرطة وهي تصطحب مجموعة كبيرة من كبار السن معظمهم من اليهود بعيداً عن الكنيس وبدت عليهم الصدمة.
وقال رئيس شرطة مانشستر الكبرى ستيفن واتسون: "تسنى منع المهاجم من اقتحام الكنيس بفضل الشجاعة التي أظهرها موظفو الأمن ورواد الكنيس في الداخل على الفور، بالإضافة إلى الاستجابة السريعة للشرطة".
و"يوم كيبور" هو أقدس يوم في التقويم اليهودي، حيث يخصص كثيرون، حتى من غير رواد الكنيس المنتظمين، وقتاً للصلاة وتتوقف حركة المرور في جميع الطرق بإسرائيل.