تواجه خطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشأن تسريح آلاف الموظفين الفيدراليين وتجميد التمويل الفيدرالي أثناء الإغلاق الحكومي، اعتراضاً من عدد قيادات الجمهوريين في الكونجرس.
ويخشى عدد من النواب الجمهوريين في الكونجرس، من أن تضر هذه الإجراءات بمشاريع وناخبين في عدد من الدوائر التي يسيطر عليها الجمهوريون، كما يحذرون أن يؤدي استخدام الإغلاق كفرصة لخفض الإنفاق إلى نتائج عكسية على الجمهوريين، بينما يحاولون إلقاء اللوم على الديمقراطيين، وفق موقع "ذا هيل".
وأعرب النائب الجمهوري (عن نيويورك)، مايك لولر، عن معارضته لخطوة مدير مكتب الإدارة والميزانية، راسل فوجت، بتعليق التمويل الفيدرالي لمشاريع مترو الأنفاق في مدينة نيويورك.
ورغم أن جمهوريين اعتبروا هذه الخطوة بمثابة ضربة لزعيمي الديمقراطيين، السيناتور تشاك شومر، والنائب حكيم جيفريز، وكلاهما من نيويورك، إلا أن لولر عارض القرار، وقال في منشور على "إكس"، إنه "منخرط بشكل مباشر" مع البيت الأبيض ويدفع لإلغائه.
وأضاف أنه لا ينبغي قطع التمويل الحيوي للبنية التحتية.
نفوذ السلطة التنفيذية
وإلى جانب تعليق تمويل البنية التحتية في نيويورك، أعلن مكتب الإدارة والميزانية عن خطط إلغاء 8 مليارات دولار من تمويل مشروعات الطاقة في 16 ولاية يقودها الديمقراطيون.
كما تخطط إدارة ترمب لتسريح جماعي للموظفين الفيدراليين غير الأساسيين إذا استمر الإغلاق. وقال مدير مكتب الإدارة والميزانية فوجت للجمهوريين في مجلس النواب عبر مكالمة جماعية، الأربعاء الماضي، إن إخطارات "التخفيض في القوة العاملة" ستصدر خلال يوم أو يومين.
ولكن النائب الجمهوري (عن نبراسكا)، دون بيكون قال لـ"ذا هيل": "أنا شخصياً لا أحب ذلك ولا أعتقد أنه عادل للموظفين الذين وقعوا ضحية لتصويت الديمقراطيين لصالح الإغلاق".
لكنه اعتبر الخطوة نتيجة لامتناع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن التصويت لصالح قرار مؤقت وصفه بـ"النظيف" صاغه الجمهوريون، لتمديد التمويل لمدة 7 أسابيع أثناء تفاوضهم بشأن الرعاية الصحية.
وأشار إلى أن الجمهوريين حذروا الديمقراطيين من أن إغلاق الحكومة سيمنح السلطة التنفيذية مزيداً من النفوذ. وأضاف: "لم يكن لدينا إغلاق خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن جزئياً لأننا لم نرد أن نمنحه نفوذاً إضافياً".
تداعيات سياسية
وحذر السيناتور الجمهوري (عن نورث داكوتا) كيفن كريمر، في تصريحات لشبكة CNN، من أن عمليات التسريح قد تكون لها "تداعيات سياسية على الجمهوريين".
وأعرب قادة الجمهوريين عن ثقتهم في أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ سيرضخون تحت ضغط الرأي العام ويصوتون لإعادة فتح الحكومة. لكن استطلاعاً أجرته صحيفة "واشنطن بوست" على 1000 أميركي، وجد أن 47% من المستطلَعين ألقوا باللوم على ترمب والجمهوريين في الكونجرس بشأن الإغلاق الحكومي، بينما حمّل 30% اللوم للديمقراطيين في الكونجرس، فيما لم يكن 23% متأكدين.
وقال رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون لشبكة NewsNation، الخميس، إنه "ليس قلقاً" من فقدان الجمهوريين دعم الرأي العام بسبب الصراع حول تسريح الموظفين الفيدراليين واستهداف التمويل الفيدرالي.
وأضاف جونسون: "كيف للعالم أن يلوم الأشخاص هنا الذين قاموا بعملهم وأرسلوا قراراً نظيفاً لاستمرار تمويل الحكومة؟".
وما زال العديد من الجمهوريين في الدوائر التي ستتأثر أكثر بالتسريحات وإلغاء التمويل، يقفون خلف خطاب القيادة في الوقت الحالي.
وأبدى النائب الجمهوري (عن أوكلاهوما) توم كول، الذي يشغل منصب رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب، دعمه لقيادة الجمهوريين، وقال إن "أفضل طريقة لتجنب ذلك هي إعادة فتح الحكومة".
ووفقاً لتقرير خدمة أبحاث الكونجرس، فإن نحو 7.3% من العمال في دائرة توم كول الانتخابية، هم موظفون فيدراليون.
أما النائب الجمهوري آندي هاريس (عن ماريلاند)، والذي يمثل دائرة يعمل فيها نحو 6.5% من العمال لدى الحكومة الفيدرالية، فقد اعتبر أن تهديد التسريحات قد يدفع الديمقراطيين إلى طاولة المفاوضات.
وقال هاريس لقناة Fox Business: "أعتقد أن الديمقراطيين سيغيرون موقفهم، وسيغير عدد كاف منهم في مجلس الشيوخ موقفه، وسيصوت عدد كاف منهم على إبقاء الحكومة مفتوحة لسبعة أسابيع، بينما نتفاوض بشأن جميع القضايا الأخرى التي يثيرها الديمقراطيون الآن".
الديمقراطيون يتمسكون بموقفهم
ولكن زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، قال إنه "غير متأثر بتهديد التسريحات الجماعية للموظفين الفيدراليين".
واعتبر جيفريز، أن "إدارة ترمب تقوم بفصل آلاف الموظفين الفيدراليين خارج سياق الإغلاق الحكومي منذ 20 يناير. لقد كانوا حرفياً منخرطين في عمليات فصل جماعية منذ ذلك اليوم".
وأضاف: "في نهاية المطاف، يعرف الشعب أن دونالد ترمب والجمهوريين قد أغلقوا الحكومة الفيدرالية، وأنهم مستمرون في إشاعة الفوضى والقسوة والفساد الذي رأيناه من هذه الإدارة منذ اليوم الأول للرئاسة"، وفق وصفه.
