"مناطق حرب".. شيكاجو تشهد مداهمات غير مسبوقة بالمروحيات والغاز المسيل للدموع

متظاهرون خلال مواجهة مع ضباط إدارة الهجرة والجمارك الأميركية في حي ليتل فيليج في شيكاجو بولاية إلينوي الأميركية. 4 أكتوبر 2025 - reuters
متظاهرون خلال مواجهة مع ضباط إدارة الهجرة والجمارك الأميركية في حي ليتل فيليج في شيكاجو بولاية إلينوي الأميركية. 4 أكتوبر 2025 - reuters
دبي-الشرق

نفذت قوات الهجرة الأميركية الفيدرالية سلسلة مداهمات غير مسبوقة في شيكاجو، استخدمت خلالها طائرات مروحية وغازات كيميائية، في تحرك وصفه سكان ومسؤولون محليون بأنه "يحول الأحياء إلى مناطق حرب" ويؤجج التوترات في ثالث أكبر مدن الولايات المتحدة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس". 

وأوضحت الوكالة أن العمليات شملت إنزالاً من مروحيات على مجمع سكني، بينما كانت العائلات نائمة، واستخدام مواد كيميائية قرب مدرسة عامة، وتقييد عضو في مجلس مدينة شيكاجو بالأصفاد داخل أحد المستشفيات.  

وقال ناشطون وسكان وزعماء محليون إن "هذه الأساليب العدائية على نحو متزايد التي يستخدمها ضباط الهجرة الفيدراليون تؤدي إلى اندلاع العنف وزيادة حدة التوتر داخل الأحياء السكنية". 

بدوره، قال حاكم ولاية إلينوي جي بي بريتسكر، الأحد، في مقابلة مع شبكة CNN: "هم من يحولونها إلى ساحة حرب. يطلقون قنابل الغاز المسيل للدموع والدخان، ويجعلون الأمر يبدو وكأنه ساحة حرب". 

وجرى اعتقال أكثر من ألف مهاجر منذ بدء حملة المداهمات الشهر الماضي في منطقة شيكاجو، فيما تعهدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بنشر قوات من الحرس الوطني ضمن خطتها لتكثيف عمليات الترحيل. 

لكن من بين المعتقلين كان هناك مواطنون أميركيون ومهاجرون يتمتعون بوضع قانوني وأطفال، في مواجهات "قاسية وعدوانية على نحو متزايد" تحدث بشكل يومي في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة وضواحيها.

وفي أحد المباني السكنية بجنوب شيكاجو، الأحد، تجمع ناشطون وسكان لتقييم الأوضاع بعد عملية أمنية نفذتها وزارة الأمن الداخلي أسفرت عن اعتقال 37 مهاجراً، وأثارت دعوات من الحاكم بريتسكر لفتح تحقيق في ملابساتها.

وركزت المداهمات في الغالب على الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية من المهاجرين واللاتينيين، لكن العملية التي نُفذت في وقت مبكر من الثلاثاء الماضي، استهدفت حي "ساوث شور" ذي الأغلبية السمراء، الذي شهد مؤخراً تدفقاً محدوداً لمهاجرين أعيد توطينهم في شيكاجو أثناء سعيهم للحصول على اللجوء. 

عملية إنزال 

واستخدم العملاء شاحنات مجهولة وطائرة مروحية لتطويق مبنى سكني مكون من 5 طوابق، وذكرت شبكة News Nation، التي وُجهت إليها دعوة لمتابعة العملية، أن العملاء "هبطوا بالحبال من طائرات بلاك هوك" وبعد ذلك، طرق العملاء أبواب الشقق واحداً تلو الآخر، وأيقظوا السكان، واستخدموا أربطة بلاستيكية لتقييدهم. 

وقال السكان وتحالف "إلينوي لحقوق المهاجرين واللاجئين"، إن بين المقيدين أطفالاً ومواطنين أميركيين. 

وذكر براندون لي، من "تحالف إلينوي لحقوق المهاجرين واللاجئين"، أن بعض السكان وضعوا تحت المراقبة عبر أساور إلكترونية، بينما لا يزال آخرون مفقودين.

وروى رودريك جونسون، وهو مواطن أميركي يبلغ من العمر 67 عاماً، اعتُقل لفترة وجيزة، لصحيفة Chicago Sun-Times، أن العملاء اقتحموا بابه وقيدوه بأربطة بلاستيكية.

وأضاف: "سألتهم إن كان لديهم مذكرة تفتيش، وطلبت محامياً، لكنهم لم يُحضروا أي محام".

صورة تظهر الغاز المسيل للدموع أثناء عمل ضباط إنفاذ القانون خلال مواجهة متظاهرين مع ضباط إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في شيكاغو، إلينوي. الولايات المتحدة 4 أكتوبر 2025
صورة تظهر الغاز المسيل للدموع أثناء عمل ضباط إنفاذ القانون خلال مواجهة متظاهرين مع ضباط إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في شيكاغو، إلينوي. الولايات المتحدة 4 أكتوبر 2025

وقال ديكسون روميرو من منظمة Southside Together التي تقدم الدعم للسكان، إن الأبواب اقتُلعت من مفاصلها. وأضاف: "الجميع ممن تحدثنا إليهم شعروا بعدم الأمان. هذا ليس طبيعياً، وليس مقبولاً". 

وأصدر الحاكم الديمقراطي بريتسكر، توجيهات لوكالات حكومية بالتحقيق في مزاعم تفيد بأن أطفالاً قُيدوا وأُبعدوا عن ذويهم، مؤكداً أن "الأساليب العسكرية" لا ينبغي أن تُستخدم ضد الأطفال.

كما دعا عدد من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين عن إلينوي إلى وقف المداهمات خلال اجتماعهم قرب الموقع الأحد.

ماذا قالت وزارة الأمن الداخلي؟

من جانبها، قالت وزارة الأمن الداخلي إنها كانت تستهدف أفراداً مرتبطين بعصابة "ترين دي أراجوا" Tren de Aragua.

وذكرت الوزارة أن "بعض المستهدفين يشتبه بتورطهم في الاتجار بالمخدرات وتوزيعها، وارتكاب جرائم أسلحة، وانتهاك قوانين الهجرة"، من دون تقديم تفاصيل حول الاعتقالات أو توضيح كيفية معاملة الأطفال.

ونشرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، السبت، مقاطع فيديو "مُعدلة بشكل كبير" على منصة "إكس" أظهرت العملاء وهم يقتحمون الأبواب، وتظهر فيها طائرات مروحية وبالغون مقيدون بأربطة بلاستيكية، مع موسيقى على معظم لقطات المقطع الذي استمر نحو دقيقة. 

ودافعت نويم عن الأساليب المتشددة، ووصفت المهمة بأنها شديدة الخطورة على العملاء، مشيرة إلى تعرض الضباط لتهديدات تمس حياتهم. وقالت، الأحد، في برنامج  Fox & Friends الأسبوعي: "الوضع بالغ الخطورة".

غاز مسيل للدموع وقنابل دخان

وفي الوقت نفسه، بات استخدام المواد الكيميائية أكثر تكراراً ووضوحاً خلال الأسبوع الماضي، فبعد أن كانت تُستخدم في البداية للسيطرة على المتظاهرين، لجأ إليها العملاء هذا الأسبوع في شوارع المدينة وأثناء عمليات المداهمة، بحسب التحالف الحقوقي.

وتجاوز عدد البلاغات الواردة إلى الخط الساخن المخصص لرصد أنشطة عملاء الهجرة 800 اتصال الجمعة، وهو اليوم نفسه الذي قال فيه ناشطون إن العملاء ألقوا عبوة كيميائية قرب مدرسة في حي "لوجان سكوير" شمال غربي المدينة، ما دفع مدرسة "فونستون" الابتدائية المجاورة إلى إلغاء فترة الاستراحة في الهواء الطلق. 

وفي اليوم نفسه، وُضعت عضو مجلس المدينة جيسي فوينتس في الأصفاد داخل أحد المستشفيات، بعدما طلبت من العملاء إبراز مذكرة توقيف بحق شخص كُسرت ساقه أثناء مطاردته من قبل عملاء وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، ونُقل لاحقاً إلى قسم الطوارئ. 

 وقالت النائبة الديمقراطية ليليان خيمينيز: "وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك تصرفت كأنها جيش غازٍ في أحيائنا. المروحيات حلقت فوق منازلنا، وأرعبت العائلات، وأخلت بسلم مجتمعنا. هذه الأفعال المخزية وغير القانونية لا تنتهك الدستور فحسب، بل تمس حقاً أساسياً: العيش بحرية من الاضطهاد والخوف". 

تصنيفات

قصص قد تهمك