أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب استعداده للعمل مع الديمقراطيين بشأن السياسة الصحية "أو أي قضية أخرى" بشرط إنهاء الإغلاق الحكومي، الذي دخل يومه السادس، وذلك سط تبادل اتهامات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن المسؤولية عن الجمود التشريعي في ظل تحذيرات من خسائر اقتصادية أسبوعية ضخمة جرّاء توقف عمل المؤسسات الفيدرالية.
وقال الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر صحافي في المكتب البيضاوي، إن "الديمقراطيين أغلقوا حكومة الولايات المتحدة في وقتٍ تشهد فيه البلاد واحدة من أنجح الفترات الاقتصادية، بما في ذلك سوق أسهم قياسي لم يسبق له مثيل في تاريخها"، بحسب تعبيره.
وأضاف ترمب: "هذا الإغلاق أثّر، للأسف، على العديد من البرامج والخدمات والجوانب الأخرى في المجتمع التي يعتمد عليها الأميركيون، موضحاً أن كل ذلك لا ينبغي أن يحدث أبداً". وأشار إلى أنه مستعد للعمل مع الديمقراطيين بـ"شأن سياساتهم الصحية الفاشلة أو أي قضية أخرى"، لكنه استدرك: "عليهم أولاً أن يسمحوا بإعادة فتح الحكومة".
ويربط الديمقراطيون موافقتهم على تمرير التمويل الحكومي المؤقت بتمديد الإعانات الصحية التي تخفّض تكلفة خطط التأمين ضمن قانون الرعاية الميسرة المعروف باسم "أوباما كير".
"الكرة في ملعب الديمقراطيين"
وخلال مؤتمر صحافي في وقت سابق الاثنين، شدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون على أنه "لا توجد نقاط تفاوض مطروحة حالياً"، مؤكداً أن مجلس النواب "قام بواجبه"، وأن "الكرة الآن في ملعب الديمقراطيين في مجلس الشيوخ" لإعادة فتح الحكومة، وفقا لمحطة "ABC NEWS" الأميركية.
وقال جونسون: "هناك استعداد لدى الجمهوريين لمناقشة إصلاح نظام الرعاية الصحية مع الديمقراطيين، لكن ذلك لن يحدث إلا بعد إقرار مشروع التمويل المؤقت الذي قدمه الحزب الجمهوري".
وأضاف أن الجمهوريين "يريدون تحسين الرعاية الصحية"، ولكنه أضاف أن الديمقراطيين "اختاروا افتعال مواجهة حول هذا الملف".
وفي ردّه على تحدي زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز لمناظرة علنية، وصف جونسون دعوته بأنها "استعراض سياسي"، قائلاً إن "جيفريز حصل على فرصته بالفعل".
وسبق أن وجه جيفريز رسالة رسمية إلى جونسون تطلب عقد مناظرة "في أوقات الذروة" على أرضية المجلس تُبث مباشرة للأميركيين، لشرح أسباب استمرار الإغلاق.
وقال جيفريز في رسالته إن "الظروف الحرجة الراهنة، ورفض الجمهوريين التوصل إلى اتفاق ثنائي، يستوجبان نقاشاً علنياً وشفافاً أمام الشعب الأميركي"، مضيفاً أن "الوقت حان ليُبرر جونسون نهجه القائم على مبدأ: إمّا طريقتي أو لا شيء".
ويأتي هذا التصعيد بعد أن ألغى قادة الجمهوريين سلسلة من الجلسات التصويتية في مجلس النواب، فيما يستعد مجلس الشيوخ لعقد جلسة تصويت مساء الاثنين على مشروع قانون تمويلي قصير الأجل تدعمه الأغلبية الديمقراطية. ويتضمن المشروع تمديداً لبرامج الرعاية الصحية، وهو ما يعارضه الجمهوريون.
وفي حال فشل تمرير المشروع الديمقراطي، يتجه المجلس إلى التصويت على مشروع بديل للجمهوريين لتمويل الحكومة لمدة 7 أسابيع، وهو المشروع الذي سبق أن أقرّه مجلس النواب.
تحذيرات اقتصادية
اقتصادياً، حذّر المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض كيفن هاسيت من أن الإغلاق سيكلف الاقتصاد الأميركي نحو 15 مليار دولار أسبوعياً، أي ما يعادل عُشر نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال هاسيت لقناة CNBC: "إذا استمر الإغلاق لفترة طويلة، فسيظهر أثره واضحاً في أرقام النمو، لكنني أعتقد أنه سينتهي ليصبح مجرد هامش في التاريخ".
وكتب زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر على منصة "إكس": "الأمر بسيط. يمكن للجمهوريين إعادة فتح الحكومة وخفض تكاليف الرعاية الصحية، لكنهم يرفضون. هذا إغلاقهم هم".
وردّ عليه زعيم الأغلبية الجمهورية في المجلس جون ثيون قائلاً إن "شومر أشعل الأزمة استجابةً لضغوط مجموعات اليسار المتطرف"، داعياً الديمقراطيين إلى "التعقل والتصويت لصالح مشروع قانون التمويل القصير الأجل وغير الحزبي".