تقدم طالبان يفتح على بايدن جبهة انتقادات

الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماع عبر الفيديو مع أعضاء الكونجرس لبحث خطته للاستثمار في البنية التحتية - 11 أغسطس 2021 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماع عبر الفيديو مع أعضاء الكونجرس لبحث خطته للاستثمار في البنية التحتية - 11 أغسطس 2021 - REUTERS
واشنطن- أ ف ب

بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن الأسبوع بأجواء احتفالية، عقب الدعم الواسع في مجلس الشيوخ لخطته الاستثمارية في البنية التحتية، ولكن الأسبوع انتهى بسيل من الانتقادات، بعدما وصلت حركة طالبان إلى مشارف كابول، وسط خطط واشنطن لإرسال 3 آلاف جندي أميركي لإجلاء دبلوماسييها.

وقال زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، كيفن مكارثي، "إن إدارة بايدن سلّمت دولة بأكملها للإرهابيين، كما كان متوقعاً"، بحسب وصفه.

واعترف مكارثي بأن الرئيس السابق دونالد ترمب هو من أطلق الانسحاب، بعد 20 عاماً من الحرب التي بدأت رداً على هجمات 11 سبتمبر 2001، ولكنه وجّه اتهاماً إلى الرئيس الأميركي الحالي بايدن بتسريع الأزمة عبر "إفشال" هذه العملية. 

وجاءت انتقادات مكارثي غداة هجوم شنّه نظيره في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الذي تحدث عن "كارثة متوقعة"، داعياً بايدن إلى دعم الجيش الأفغاني ضد طالبان أولاً بمساندة جوية، أما الرئيس الجمهوري السابق فقد استنكر في بيان "الفوضى المأساوية". 

ويواجه بايدن أكبر الاختبارات في بداية ولايته الرئاسية، مع الانهيار الذي تشهده أفغانستان، حيث باتت حركة طالبان على بعد نحو 50 كيلومتراً من العاصمة كابول.

وفي مؤشر على حجم الأزمة، لا تأتي الانتقادات القاسية فقط من الجانب الجمهوري، إذ صدر بعضها عبر وسائل إعلام تحرص عادة على مراعاة بايدن.

انتقادات إعلامية 

وتعرض شبكة "سي.إن.إن" بشكل متكرر مقطع فيديو قال فيه بايدن، مطلع يوليو، إن "احتمال أن تسيطر طالبان بشكل كامل على البلاد وتحكمها غير مرجح"، كما كتبت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحية الخميس "أرواح الأفغان التي دُمّرت أو فُقدت ستظل جزءاً من الإرث السياسي لبايدن". 

وذكر أندرو وايلدر الخبير في شؤون أفغانستان وعضو "المعهد الأميركي للسلام"، الجمعة، أنه مثل كثيرين "فوجئ بالسرعة التي تغيّر فيها الوضع في هذا البلد"، مُديناً الانسحاب الذي اعتبره "غير منظم وغير مسؤول".

وأضاف:"من الصعب ألا نستنتج أن الأمر الذي لعب دوراً حاسماً في كل هذا لم يكن الانسحاب الأميركي، بل الطريقة التي انسحبنا بها".

ووقعت الولايات المتحدة في 29 فبراير 2020، في عهد ترمب، اتفاقية مع طالبان تعهدت بموجبها واشنطن بسحب كل القوات الأميركية من أفغانستان قبل الأول من مايو 2021. 

وفي أبريل الماضي، أكد بايدن الانسحاب العسكري الكامل، ولكنه أرجأ موعده إلى 11 سبتمبر ثم إلى 31 أغسطس.

حرب مكلفة 

وفي محاولة للنأي بنفسه، أشار بايدن الثلاثاء إلى أنه لم يندم على قراره، في ظل تكاليف الحرب الطويلة التي كبّدت أميركا أكثر من ألف مليار دولار في 20 عاماً، وقرابة 2500 جندي قتيل.

وقال:"يجب على الأفغان أن يمتلكوا الإرادة للقتال من أجل أنفسهم". 

وضاعف البيت الأبيض، الجمعة، رسائله بشأن المشاريع الهائلة للاستثمارات، معوّلاً على أن الأميركيين سيواصلون تأييد هذا الانسحاب الذي تؤكد استطلاعات الرأي أنه يحظى بشعبية.

وكتبت منظمة المحاربين القدامى التقدمية "فوتفيتس"، الجمعة: "يجب الإشادة بالرئيس بايدن لامتلاكه القوة لمعارضة الذين يريدون حروباً لا نهاية لها"، في المقابل قال براين كاتوليس من "مركز التقدم الأميركي" البحثي اليساري لوكالة "فرانس برس": "لا يمكن التكهن برأي الأميركيين".

وتابع: "إذا رأينا سلسلة من الفظائع تضرب الأفغان وحدهم فقد لا يبالون، ولكن إذا طالت أميركيين فكل شيء يصبح ممكناً".