تباين روسي بشأن أميركا.. أوشاكوف يتمسك بالدبلوماسية وريابكوف: انتهى الزخم

مصافحة بين ترامب وبوتين خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان في عام 2019 - REUTERS
مصافحة بين ترامب وبوتين خلال قمة مجموعة العشرين في اليابان في عام 2019 - REUTERS
موسكو/بروكسل -رويترز

قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السياسة الخارجية، الخميس، إن الجهود التي تبذلها روسيا والولايات المتحدة لإنهاء الصراع في أوكرانيا لا تزال قائمة، فيما يتناقض على ما يبدو مع تصريحات أدلى بها دبلوماسي روسي رفيع المستوى، الأربعاء.

وكان سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قال، الأربعاء، إن الزخم الناتج عن قمة 15 أغسطس الماضي في أنكوريدج بولاية ألاسكا الأميركية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب "استُنفد إلى حد كبير"، متهماً حلفاء أوكرانيا الأوروبيين بنسف جهود السلام.

لكن وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلت عن أوشاكوف قوله: "القول بأن زخم أنكوريدج يتلاشى، أو إن الزخم استُنفد، غير صحيح تماماً.. نواصل العمل مع الأميركيين بناء على ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين في ألاسكا".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف يحضران اجتماعا مع رئيس موزمبيق فيليبي جاسينتو نيوسي في سانت بطرسبرغ، روسيا. 27 يوليو 2023
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف يحضران اجتماعا مع رئيس موزمبيق فيليبي جاسينتو نيوسي في سانت بطرسبرغ، روسيا. 27 يوليو 2023 - Reuters

وفشلت قمة ترمب وبوتين في تحقيق أي انفراجة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات ونصف السنة، بالإضافة إلى تزايد انتقاد ترمب لبوتين في الأسابيع القليلة الماضية.

وتحرص موسكو على تأكيد أنها لا تزال منفتحة على تسوية دبلوماسية، لكنها تقول إنها ستواصل الضغط لتحقيق أهدافها عسكرياً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً، إنه لا يعتقد أن بوتين صادق في سعيه إلى السلام، متهماً إياه بالمماطلة في المفاوضات من أجل مواصلة القتال.

حيرة أوروبية

من جهته، قال مسؤول العقوبات بالاتحاد الأوروبي لوكالة "رويترز"، إن العقوبات تلحق ضرراً واضحاً بالاقتصاد الروسي، لكن ترمب يترك الحلفاء في حيرة بشأن ما إذا كان سيفرض مزيداً من العقوبات رغم أن واشنطن طرف في اتفاق مجموعة السبع لتنسيق الخطوات ضد الكرملين.

وفي الأسبوع الماضي، وافقت دول مجموعة السبع "الولايات المتحدة، واليابان، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا" على تنسيق العقوبات وتكثيفها ضد موسكو بسبب حربها على أوكرانيا من خلال استهداف الدول التي تشتري النفط الروسي، وبالتالي تساعد في التحايل على العقوبات.

ولم تُذكر أسماء تلك الدول، لكن الهند، والصين، وتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ودول أخرى، زادت بشكل كبير من مشترياتها للنفط الخام الروسي منذ غزو موسكو لأوكرانيا في فبراير عام 2022.

وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية إضافية 25% على الواردات القادمة من الهند في محاولة للضغط على الأخيرة لوقف مشترياتها من النفط الروسي المباع بسعر مخفض، مما رفع إجمالي الرسوم المضادة على السلع الهندية إلى 50%.

لكن واشنطن لم تتخذ أي إجراء مماثل تجاه مستوردي النفط الخام الروسي الآخرين، ومن غير الواضح ما إذا كانت واشنطن ستؤيد فرض أي عقوبات جديدة على الكرملين.

وقال مبعوث الاتحاد الأوروبي للعقوبات ديفيد أوسوليفان في مقابلة مع "رويترز" إن "هذا الأمر يبقى من أكثر الأمور غير الواضحة في هذا الوضع".

وأضاف: "هناك مؤشرات على أنه (ترمب) يفقد صبره مع الرئيس بوتين.. لكن ما إذا كان ذلك سيدفعه إلى اتخاذ قرار بضرورة فرض عقوبات جديدة على روسيا، يبقى سؤالاً مفتوحاً".

ودعا المبعوث الأوروبي، الولايات المتحدة، إلى اللحاق ببقية دول مجموعة السبع بشأن العقوبات بعد أن ركزت في السابق على جهود إحلال السلام بين روسيا، وأوكرانيا.

تباطؤ الاقتصاد الروسي

وتسعى القوى الغربية إلى الاستفادة من تباطؤ الاقتصاد الروسي من خلال تقليص المزيد من عائدات موسكو التي لا تزال كبيرة من صادرات النفط والغاز.

وقال أوسوليفان، إنه يرحب بمزيد من الضغط الأميركي على سلوفاكيا، والمجر العضوين في الاتحاد الأوروبي، لإنهاء مشترياتهما من النفط والغاز عبر خطوط الأنابيب، وهي مسألة شائكة بالنسبة للاتحاد.

وفي الوقت نفسه، يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تسريع عملية التخلص التدريجي من وارداته من الغاز الطبيعي المسال الروسي ضمن حزمة العقوبات التاسعة عشرة المقترحة.

وذكر أوسوليفان أن العقوبات الغربية على روسيا تؤتي "نتائج واضحة"، مشيراً إلى أن "جميع مؤشرات الاقتصاد الروسي تُشير إلى تباطؤ".

وتابع: "كل ذلك يعكس حجم الضغط الذي تتعرض له روسيا نتيجة عقوباتنا، ولكنهم، بطبيعة الحال، يبتكرون باستمرار وسائل جديدة للالتفاف على هذه العقوبات، ويبتكرون أفكاراً جديدة حول كيفية الالتفاف عليها وعلينا سد هذه الثغرات".

تصنيفات

قصص قد تهمك