اجتمع قادة ومسؤولون أوروبيون وعرب في باريس، الخميس، لبحث سبل رسم مستقبل غزة بعد الحرب، وذلك بعد ساعات من موافقة "حماس" وإسرائيل على المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وافتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاجتماع، وقال إن الهدف هو العمل بالتوازي مع خطة الولايات المتحدة، موضحاً أن المناقشات في باريس مكملة لها.
من جانبه قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في منشور على منصة "إكس": "قبل 75 عاماً، في هذه القاعة، أطلق روبرت شومان مشروع المصالحة الأوروبية بعد قرن من الحروب.. وكما حدث في عام 1950، علينا أن نبتكر، ونتّحد، ونحوّل الأمل إلى واقع، فالسلام في الشرق الأوسط ضرورة إنسانية، واستراتيجية، وأخلاقية".
وعقب الاجتماع أوضح جان نويل بارو للصحافين: "ناقشنا المجالات الرئيسية التي نعتزم المساهمة فيها وهي: الأمن، والحوكمة، وإعادة الإعمار، والمساعدات الإنسانية"، مضيفاً أن بعض الدول حددت مساهمات وجهود أخرى ترغب في تقديمها بعد انتهاء حرب غزة، دون تقديم التفاصيل.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس للصحافيين: "هذه أفضل فرصة لدينا حالياً.. لكن علينا العمل على خطة ما بعد الحرب لتكون مستدامة، ولهذا السبب أيضاً نحن هنا"، فيما قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني: "أبلغت جميع الوزراء بأننا نريد أن نكون طرفاً رئيسياً في إعادة الإعمار إلى جانب الأمن".
وأوضحت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان شارك في الاجتماع التحضيري الذي استضافه الرئيس الفرنسي قبل انطلاق الاجتماع الوزاري بشأن الخطة الأميركية لغزة، والخطوات المقبلة من أجل وقف إطلاق النار، بحضور وزراء خارجية وممثلي كل من قطر، ومصر، والأردن، وتركيا، والإمارات، وإيطاليا، وبريطانيا، وألمانيا، وإسبانيا، وكندا، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي".
وأضافت أنه "جرى في بداية اللقاء التأكيد على الترحيب بمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب والاتفاق الذي تم التوصل له بشأن غزة، ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى، وإطلاق سراح المحتجزين، والتأكيد على أهمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل، إضافة إلى التنسيق حيال معالجة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وجهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار، ودعم السلطة الفلسطينية وتمكينها، والتشديد على أهمية ربط الضفة الغربية وقطاع غزة في إطار تنفيذ حل الدولتين وفقاً لإعلان نيويورك بشأن الحل السلمي للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين".
وكان من المقرر حضور وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لكنه لم يشارك، ولم ترسل الولايات المتحدة ممثلاً عنها رغم إصرار مسؤولين فرنسيين على أن هناك تنسيقاً وثيقا مع واشنطن.
وقال روبيو للصحافيين في مبنى الكونجرس الأميركي، الأربعاء: "كنت أخطط للحضور، لكنني ألغيت ذلك لأنني قد أسافر إلى الشرق الأوسط.. الأمور تطورت هناك بسرعة كبيرة".