إدارة ترمب تبدأ تسريح الموظفين الفيدراليين مع دخول الإغلاق الحكومي يومه العاشر

راسل فوت، مدير مكتب الإدارة والميزانية (OMB)، خلال جلسة استماع للجنة المخصصات بمجلس الشيوخ في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، 25 يونيو 2025 - Bloomberg
راسل فوت، مدير مكتب الإدارة والميزانية (OMB)، خلال جلسة استماع للجنة المخصصات بمجلس الشيوخ في واشنطن العاصمة، الولايات المتحدة الأمريكية، الأربعاء، 25 يونيو 2025 - Bloomberg
واشنطن/ دبي-رويترزالشرق

بدأت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب عمليات تسريح موظفين فيدراليين ضمن حملة تخفيضات في القوى العاملة، الجمعة، حيث أرسلت إخطارات إلى ما لا يقل عن 4100 موظف فيدرالي، وفقاً لتقديرات وردت في ملف قدمه مسؤول في الإدارة إلى المحكمة، حسبما ذكرت "أكسيوس".

وأعلن مدير إدارة الميزانية في البيت الأبيض راسل فوت على منصة "إكس": أن عملية تخفيضات القوى العاملة بدأت، دون أن يقدم أي تفاصيل أخرى.

ووصف متحدث باسم مكتب الميزانية في البيت الأبيض عمليات التسريح بأنها "كبيرة" من حيث العدد.

وقال مسؤول في الإدارة، طلب عدم الكشف عن هويته، إن عمليات التسريح طالت وزارات الأمن الداخلي، والخزانة، والتجارة، والتعليم، والطاقة، والصحة والخدمات الإنسانية، ووزارة الإسكان والتنمية الحضرية، ووكالة حماية البيئة، وفقاً لما ذكرت "بوليتيكو".

وفي حالات الإغلاق السابقة، كان الموظفون الفيدراليون يُسرّحون مؤقتاً، ولا يُفصلون.

وأشار ترمب مراراً وتكراراً إلى الموظفين الفيدراليين باعتبارهم أعضاءً في ما أسماه بـ"الدولة العميقة". وتُعدّ هذه "التخفيضات في القوى العاملة"، أو اختصاراً RIF، أحدث ضربة للقوى العاملة الفيدرالية، التي خسرت 200 ألف موظف هذا العام.

وقال ترمب، الخميس، في البيت الأبيض: "سنقوم بخفض البرامج الديمقراطية الشعبية التي لا تحظى بشعبية لدى الجمهوريين".

وأعلن اتحاد موظفي الحكومة الأميركي، أكبر نقابة لموظفي الحكومة الفيدرالية، التي تمثل نحو 800 ألف عامل في بيان، أنه "رفع دعوى قضائية ضد الإدارة ولن يتوقف عن القتال حتى يتم إلغاء كل إشعار بالتسريح".

وطلب البيت الأبيض من الوكالات الاستعداد لخفض الوظائف بشكل دائم في وقت سابق من هذا العام، وبدأت بعضها في تنفيذ هذه الخطوة.

ويقول المحامون الذين يمثلون الموظفين الفيدراليين أن إجراء عمليات فصل من العمل أثناء الإغلاق أمر غير قانوني، وهو الرأي الذي يتفق معه بعض أعضاء الإدارة الأميركية نفسها، وفقاً لأكسيوس.

تحذير من فوضى وقضايا

وحذّر اقتصاديون في شركة "إيفركور آي إس آي"، وهي شركة أبحاث مقرها وول ستريت، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن استخدام الإغلاق الحكومي كذريعة لتسريح الموظفين، كما يحاول البيت الأبيض، سيؤدي إلى "ارتباك وعمليات تقاضي". 

وأضافوا أنه حتى وزراء حكومة ترمب قلقون.

وعلى الرغم من عدم وضوح عدد الأشخاص الذين تلقوا إشعارات بتخفيض عددهم بدقة، إلا أنه من المتوقع أن تكون الأرقام "كبيرة".

وأكدت وزارة الصحة الأميركية أن بعض موظفيها تلقوا إشعارات بتسريحهم.

سجال مع الديمقراطيين 

وتأتي عمليات التسريح الجماعي في الوكالات الفيدرالية في وقت يبدو فيه أن قيادة الحزب الجمهوري تفقد صبرها تجاه الديمقراطيين، الذين واصلوا رفض مشروع قانون التمويل الذي اقترحه الجمهوريون، وتمسكوا إلى حد كبير بموقفهم المطالب بتمديد إعانات قانون الرعاية الصحية الأميركي (أوباما كير) المقرر انتهاء صلاحيتها في ديسمبر المقبل، وفقاً لما ذكرته "بوليتيكو".

وكان الإحباط واضحاً على وجوه رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون خلال مؤتمرهما الصحافي، الجمعة.

وقال جونسون للصحافيين "هذا أمرٌ مُشين للغاية"، مضيفاً "كل عضو ديمقراطي في مجلس الشيوخ يُوافق على هذا، أنتم تفتقرون إلى الشجاعة الأخلاقية لفعل الصواب".

خطط التقليص

وفي مذكرة إلى الوكالات الفيدرالية قبل أسبوعين، أصدر مكتب الإدارة والميزانية تعليمات لمسؤولي إدارة ترمب بالاستعداد لتنفيذ خطط تقليص القوى العاملة RIF أثناء الإغلاق، مستهدفاً الموظفين الذين يعملون في برامج لا يُطلب قانوناً استمرارها أو تتعارض مع أولويات سياسة ترمب.

وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون "أعتقد أنهم صمدوا قدر استطاعتهم".

وقال موظفان في وزارة الداخلية المسؤولة عن الحدائق والمتنزهات، بعد منشور راسل فوت على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهما لم يتلقيا أي معلومات من مسؤولي الوزارة بشأن احتمال تسريح عدد كبير من الموظفين.

وقال أحدهما إن "ممثلاً نقابياً أبلغه بأن النقابة لم تُبلّغ أيضاً بعمليات تسريح وشيكة". وذكر موظف ثانٍ في وزارة الداخلية تعليقاً على منشور فوت: "إنه حقاً متصيد".

وخفّض ترمب بالفعل من قوى العمل الفيدرالية في الأشهر الأولى من ولايته الثانية، مُقلّصاً بذلك جهازاً بيروقراطياً اتهمه بـ"الإهدار والاحتيال وسوء الاستخدام".

وصرحت السكرتيرة الصحافية كارولين ليفيت هذا الأسبوع قائلةً: "تريد هذه الإدارة إعادة فتح الحكومة، لا نريد أن نرى تسريح الموظفين، ولكن للأسف، إذا استمر هذا الإغلاق، فسيكون تسريح الموظفين عاقبةً وخيمة".

تهديدات ترمب 

وهدد ترمب مراراً بفصل موظفين فيدراليين خلال أزمة الإغلاق، التي دخلت يومها العاشر، الجمعة، وأشار إلى أن إدارته ستستهدف في المقام الأول "الوكالات الديمقراطية".

وأمر ترمب بتجميد ما لا يقل عن 28 مليار دولار من أموال البنية التحتية لنيويورك وكاليفورنيا وإيلينوي، وهي ولايات تضم كتل انتخابية تميل للديمقراطيين.

ويحظى الجمهوريون بالأغلبية في مجلسي الكونجرس لكنهم يحتاجون إلى سبعة أصوات ديمقراطية على الأقل للتصديق على إجراء تمويل مؤقت في مجلس الشيوخ، إذ يتمسك الديمقراطيون بتمديد الدعم للأميركيين الذين يستفيدون من التأمين الصحي عبر برنامج حكومي.

وقال مدير إدارة الاتصالات بوزارة الصحة أندرو نيكسون إن"موظفين في أقسام متعددة بالوزارة تلقوا إشعارات بتسريحهم".

ويعمل 78 ألفاً من موظفي الوزارة في إدارة برامج التأمين الصحي الكبرى، ورصد تفشي الأمراض وتمويل البحوث الطبية، وأداء مجموعة واسعة من المهام الصحية الأخرى.

تصنيفات

قصص قد تهمك