هشام: مستعدون للتخلي عن الجمهوريين والعودة إلى الديمقراطيين

أنصار ترمب من العرب الأميركيين يرحبون باتفاق غزة.. ويخشون الانهيار

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجوار زعماء الجالية العربية والمسلمة في ميشيجان، خلال تجمع انتخابي. 26 أكتوبر 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بجوار زعماء الجالية العربية والمسلمة في ميشيجان، خلال تجمع انتخابي. 26 أكتوبر 2024 - Reuters
ديربورن (ميشيجان)-رويترز

بعدما كانت من مؤيدي الحزب الديمقراطي لفترة طويلة، أصبحت سمراء لقمان من المؤيدين بقوة لدونالد ترمب خلال حملته الانتخابية في عام 2024 إذ ساعدت في حشد الدعم له بين الأميركيين العرب في ديربورن بولاية ميشيجان، على أمل أن يتمكن من إنهاء حرب غزة.

والآن، بعد أن ساعد ترمب في التوسط باتفاق وقف إطلاق النار، تشعر سمراء بسعادة غامرة وبأنها قادرة إلى حد ما على تبرير موقفها بعد انتقادات على مدى أشهر من الجيران الغاضبين من دعم ترمب لإسرائيل.

وقالت سمراء، وهي أميركية من أصل يمني: "إنها تقريباً لحظة تجعلني قادرة على قول لقد كنت على حق". وأضافت: "ما كان بوسع رئيس آخر أن يُجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الموافقة على وقف إطلاق النار".

وعبرت سمراء وغيرها من أنصار ترمب من العرب الأميركيين عن تفاؤل حذر إزاء الاتفاق المبرم حديثاً، لكنهم قالوا إنهم يخشون أن تنتهك إسرائيل وقف إطلاق النار كما فعلت في الماضي في غزة ولبنان.

وقال مايك هشام، وهو مستشار سياسي أميركي من أصل لبناني ومقيم في ديربورن وشارك بقوة في حملة ترمب الانتخابية عام 2024: "إننا جميعاً نحبس أنفاسنا".

وأضاف: "يجب أن أنسب الفضل لمن يستحقه.. لكن هذا ليس اتفاق سلام.. إنه مجرد نهاية لحرب دموية، ولن تعود تلك الأرواح التي أُزهقت من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني".

تفاؤل حذر

أججت الغارات الجوية الإسرائيلية على قطر ودول عربية أخرى في الأشهر القليلة الماضية انعدام الثقة في إسرائيل بين سكان ميشيجان ذوي الأصول العربية الذين يتجاوز عددهم 300 ألف نسمة، لكن الاتفاق يعد أكبر خطوة حتى الآن لإنهاء الحرب.

ووفقاً لأكثر من 10 ناخبين أميركيين عرب دعموا ترمب في ميشيجان العام الماضي، شعر كثيرون بالقلق حيال تجديد ترمب حظر الدخول لمواطني عدة دول ذات أغلبية مسلمة وحملاته على حرية التعبير، التي تستهدف المتظاهرين الداعمين للفلسطينيين.

وشعر العديد ممن أُجريت معهم المقابلات أيضاً بخيبة أمل لأن دعم الأميركيين العرب، الذين ساهموا بآلاف الأصوات في فوز ترمب في ميشيجان، لم يترجم على أرض الواقع إلى نيلهم هم والمسلمين مناصب عليا رفيعة المستوى في إدارته.

ولم يتضح بعد ما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيؤثر على هؤلاء الناخبين المتشككين، في الوقت الذي يواجه فيه حزب ترمب الجمهوري انتخابات التجديد النصفي وكذلك انتخابات لاختيار حاكم ولاية ميشيجان العام المقبل، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية لعام 2028.

وقال هشام إن ترمب سيُشاد به باعتباره "بطل السلام" بعد توسطه في وقف إطلاق النار في غزة، لكنه أضاف أن الناخبين العرب الأميركيين قد ينقلبون ضده وضد الجمهوريين الآخرين إذا انهار الاتفاق.

وتابع هشام: "نحن مستعدون للتخلي عن الجمهوريين والعودة إلى الديمقراطيين.. لقد أظهرنا لدونالد ترمب أننا قادرون على تغيير تأييدنا كيفما نشاء".

الغضب بشأن غزة

فاز ترمب بولاية ميشيجان بعدما نال أكثر من 80 ألف صوت في عام 2024، معوضاً خسارته بفارق 154 ألف صوت أمام الديمقراطي جو بايدن في عام 2020.

وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأميركي في أكتوبر 2024 أن 42% من الأميركيين العرب على مستوى البلاد فضلوا ترمب، مقابل 41% أيدوا كامالا هاريس، بانخفاض 18 نقطة مئوية عن نسبة التأييد لبايدن في عام 2020.

وقالت سمراء إنه بالإضافة إلى الغضب إزاء حرب غزة، استغلت حملة ترمب لعام 2024 مخاوف بعض أعضاء هذه الفئة المحافظة بشأن دفاع الديمقراطيين عن حقوق المتحولين جنسياً، ورجحت أن يواصل هؤلاء الناخبون تأييد الجمهوريين.

لكن سمراء أشارت إلى أن مجموعة أكبر من الأميركيين العرب صوتت لصالح ترمب في 2024 "بدافع الغضب" من الديمقراطيين، وسيعتمد استمرار دعمهم للحزب الجمهوري على الأرجح على ما سيحدث في غزة.

وقالت: "أعتقد أنهم لم يجدوا في الجمهوريين فصيلهم السياسي بعد"، مضيفة أن ضغوط ترمب على نتنياهو قد "تعزز شعبية جيه.دي فانس في الانتخابات المقبلة وأي جمهوري يترشح في انتخابات التجديد النصفي".

وانضم الإمام بلال الزهيري إلى ترمب على منصة في ميشيجان قبل أيام قليلة من انتخابات 2024، إلى جانب 22 رجل دين آخرين، وكان على قناعة بأنه يمثل أفضل فرصة لوقف إطلاق النار، لكنه قال إن العديد من الأميركيين من أصول يمنية شعروا بخيبة أمل لاحقاً بعد أن أعاد ترمب فرض حظر الدخول على مواطني العديد من الدول الإسلامية.

وقال: "الآن، يشعر الكثيرون بقلق بالغ.. إنهم يخشون على أنفسهم وعلى عائلاتهم.. هناك انعدام ثقة بعد حظر الدخول".

وبعد أن واجه انتقادات لاذعة بسبب تأييده لترمب، قال الزهري إنه قرر الانسحاب من السياسة "التي تستنزف الروح" للتركيز على الدين وعائلته.

تهدئة الإحباط

وعاد المبعوث الخاص ريتشارد جرينيل، وهو من ميشيجان واختاره ترمب لقيادة جهوده في التواصل مع الناخبين العرب الأميركيين والمسلمين، إلى منطقة ديترويت الشهر الماضي لعقد أول اجتماعاته مع قادتهم منذ نوفمبر. وكانت مهمته تهدئة الإحباط المتزايد والحيلولة دون ميل الأميركيين العرب نحو الحزب الديمقراطي، كما فعلوا بعد غزو الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش للعراق عام 2003.

وحاصر الزهيري وسمراء وعشرات آخرون جرينيل بأسئلتهم في مقهى في ديربورن بشأن حظر الدخول ومبيعات الأسلحة الأميركية لإسرائيل. وفي جلسة منفصلة، سُئل عن سبب عدم بذل الإدارة المزيد من الجهود لمساعدة المسيحيين في العراق.

وقال جرينيل، القائم سابقا بأعمال مدير المخابرات خلال ولاية ترمب الأولى، إن الحوار مهم.

وأضاف: "ما زلت أعتقد أن العرب والمسلمين في ميشيجان هم مفتاح الفوز بالولاية.. أعرف هؤلاء القادة جيداً، وهم يريدون ويستحقون الوصول إلى صناع القرار السياسي".

تصنيفات

قصص قد تهمك