الصين تُبقي قنوات الاتصال مفتوحة مع أميركا رغم تصاعد التوترات

العلم الوطني الصيني في مقر أحد البنوك التجارية بشارع مالي بالقرب من مقر بنك الشعب الصيني البنك المركزي الصيني في وسط بكين - REUTERS
العلم الوطني الصيني في مقر أحد البنوك التجارية بشارع مالي بالقرب من مقر بنك الشعب الصيني البنك المركزي الصيني في وسط بكين - REUTERS
دبي-الشرق

قالت الصين إنها تبقي قنوات التواصل مفتوحة مع الولايات المتحدة بعد سلسلة من الإجراءات المتبادلة التي زادت حدة المواجهة بين أكبر اقتصادين في العالم، بحسب "بلومبرغ".

وأكدت وزارة التجارة الصينية، الثلاثاء، أن "الباب ما زال مفتوحاً" أمام المفاوضات، رغم دفاعها عن قرار بكين فرض قيود على صادرات المعادن النادرة وسط تصاعد التوترات التجارية في الأسابيع الأخيرة. 

وفي سياق متصل، عقد نائب وزير المالية الصيني لياو مين، وهو من الأعضاء الرئيسيين في فريق التفاوض التجاري الصيني الموجود حالياً في واشنطن، اجتماعاً مع نظيره في وزارة الخزانة الأميركية، وفقاً لمصدر مطلع على الأمر.

وأوضح المصدر الذي طلب من "بلومبرغ" عدم الكشف عن هويته لأن المحادثات غير علنية، أن لياو يشارك في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومن المتوقع أن يجري مزيداً من المناقشات مع المسؤول الأميركي في وقت لاحق هذا الأسبوع. 

اقرأ أيضاً

"الحرب التجارية" بين أميركا والصين تشتعل مجدداً.. ما القصة؟

بعد أشهر من الهدوء، أعاد ترمب إشعال الحرب التجارية مع الصين بقرارات مضاعفة الرسوم الجمركية إلى 100%. الرد الصيني جاء سريعاً بإجراءات مضادة.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان: "الجانبان حافظا على التواصل المستمر في إطار آلية المشاورات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، وقد عقدنا اجتماعاً على مستوى الخبراء يوم أمس".

وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من قول وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسينت إن بكين لم ترد على استفسارات واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع، عقب إعلان الصين فرض قيود على تصدير منتجات تحتوي على آثار من بعض المعادن النادرة.

وشكلت تلك الخطوة أول محاولة كبرى من الصين لممارسة ما يُعرف بـ"الولاية القضائية العابرة للحدود" ضد شركات أجنبية تستهدف صناعة الرقائق. ووصفت الوزارة القيود العالمية الواسعة بأنها "إجراء مشروع"، متهمة الولايات المتحدة بفرض قيود جديدة تستهدف الصين منذ اللقاء الذي جمع القوتين في مدريد في سبتمبر الماضي.

وقال المتحدث باسم الوزارة: "أود أن أشير إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها الدعوة إلى الحوار وفي الوقت نفسه تهديد الصين أو ترهيبها بإجراءات تقييدية جديدة. هذا ليس الأسلوب الصحيح للتعامل مع الصين".

وكان الوزير بيسينت قد ذكر أن اجتماعات على مستوى الخبراء ستُعقد هذا الأسبوع بين مسؤولين أميركيين وصينيين في واشنطن على هامش اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، في إشارة على الأرجح إلى المحادثات التي سيجريها فريق لياو.

وأفادت "بلومبرغ" بأن السفارة الأميركية في بكين لم ترد على طلب التعليق على محادثات لياو في واشنطن، كما لم ترد وزارة التجارة الصينية فوراً عن استفسارات عن الجهات الحكومية المشاركة في الاجتماع الفني الذي عُقد الاثنين.

كما أعلنت وزارة التجارة الصينية، الثلاثاء، فرض قيود على 5 شركات أميركية تابعة لمجموعة "هانوا أوشن" (Hanwha Ocean)، وهي إحدى أكبر شركات بناء السفن في كوريا الجنوبية.

وتُعد "هانوا أوشن" أول شركة كورية تمتلك حوضاً أميركياً لبناء السفن، وتسعى إلى نقل بعض خبراتها إلى الولايات المتحدة، في إطار جهود شركات بناء السفن الكورية لتقديم حوافز لواشنطن لمساعدتها على إحياء قطاع بناء السفن الأميركي.

وذكر خبراء من "بلومبرغ إيكونوميكس"، أن التصعيد المتبادل يجعل مسار التوصل إلى اتفاق تجاري "أكثر تعقيداً وأمداً"، وسيكون الضرر المباشر على الثقة لا على التجارة فحسب.

وكانت القيود الجديدة التي أعلنتها بكين الأسبوع الماضي على المعادن النادرة قد دفعت الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى التهديد، الجمعة، بإلغاء اللقاء المقرر مع نظيره الصيني شي جين بينج خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية في وقت لاحق من الشهر الجاري.

كما أعلن ترمب عزمه فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية ابتداءً من 1 نوفمبر المقبل. لكنه خفف لهجته لاحقاً ملمحاً إلى انفتاحه على التوصل إلى اتفاق مع بكين، بينما قال بيسينت الليلة الماضية إنه لا يزال يتوقع عقد اللقاء بين ترمب وشي في كوريا الجنوبية، مشيراً إلى أنه يتوقع لقاء نائب رئيس الوزراء الصيني "في آسيا" قبل اجتماع الزعيمين.

تصنيفات

قصص قد تهمك