ترمب يهدد بسحب الدعم عن الأرجنتين إذا لم يفز ائتلاف ميلي بانتخابات التجديد النصفي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء ترحيبه بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة في الولايات المتحدة. 14 أكتوبر 2025 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب أثناء ترحيبه بالرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في البيت الأبيض بواشنطن العاصمة في الولايات المتحدة. 14 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إن انتخابات التجديد النصفي في الأرجنتين ستكون بمثابة استفتاءٍ على سياسات الرئيس خافيير ميلي، مهدداً بسحب المساعدات منها في حال لم يفز ائتلافه، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وتشهد الأرجنتين انتخابات تشريعية في 26 أكتوبر الجاري، لانتخاب نصف المقاعد في مجلس النواب وثلث المقاعد في مجلس الشيوخ، وهي الانتخابات النصفية الأولى خلال رئاسة خافيير ميلي.

وأضاف ترمب خلال استقباله ميلي في البيت الأبيض: "إذا خسر، فلن نكون كرماء مع الأرجنتين"، في إشارة إلى سحب المساعدات عن البلاد، محذراً من أن الولايات المتحدة لن "تُضيع جهودها" تجاه بوينس آيرس إذا لم يفز ائتلاف ميلي.

وهذه ليست المرة الأولى هذا العام التي يسعى فيها الرئيس الأميركي إلى التدخل في الشؤون الداخلية لدولةٍ أخرى لحماية زعيمٍ يعتبره حليفاً له.

وجاءت هذه التعليقات بعد يوم من دعوة ترمب، أثناء حديثه في الكنيست الإسرائيلي، إلى العفو عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاكمات يواجهها بتهم الفساد.

ووصف ترمب محاكمة نتنياهو بأنها "حملة شعواء"، وهو مصطلحٌ استخدمه لوصف قضاياه أمام الماحكم الأميركية أثناء ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة، العام الماضي.

كما وصف ترمب الملاحقة القضائية ضد الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، لمحاولته إلغاء انتخابات عام 2022، بأنها "حملة شعواء"، ثم فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 50% على الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية.

"الأجندة الإصلاحية"

واعتبر وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الإدارة تعتقد أن ائتلاف ميلي في الانتخابات النصفية المقبلة "سيحقق نتائج جيدة وسيواصل أجندته الإصلاحية".

وأشار ترمب، عندما افتتح اجتماعه مع ميلي، إلى أن فلسفة الرئيس الأرجنتيني تشبه شعار حملته الانتخابية "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، ما يعني "جعل الأرجنتين عظيمة مرة أخرى".

وقبل اجتماعه في البيت الأبيض، أشاد ميلي بترمب، واستخدم تكتيكاً ساعد في تحويل الأرجنتين التي تعاني من ضائقة مالية إلى واحد من أقرب حلفاء إدارة ترمب.

والأمر الآخر هو معرفة كيف ستنفذ الولايات المتحدة خطة تبادل العملات بقيمة 20 مليار دولار لدعم البيزو الأرجنتيني، وتجديد احتياطياتها المستنفدة من العملات الأجنبية قبل انتخابات التجديد النصفي الحاسمة في وقت لاحق من هذا الشهر.

واتخذت إدارة ترمب قراراً غير عادي للغاية بالتدخل في سوق العملة الأرجنتينية، بعد أن عانى حزب ميلي من خسارة ساحقة في الانتخابات المحلية، الشهر الماضي.

وبالإضافة إلى النكسات التي مني بها الحزب في الكونجرس الذي يهيمن عليه المعارضون، خلقت الهزيمة الساحقة، التي مني بها الحزب، أزمة ثقة حيث سجل الناخبون في مقاطعة بوينس آيرس إحباطهم إزاء ارتفاع معدلات البطالة، وانكماش النشاط الاقتصادي، وفضائح الفساد المتزايدة.

وبسبب انزعاجهم من أن هذا قد يكون نذير نهاية الدعم الشعبي لبرنامج السوق الحرة الذي اقترحه ميلي، تخلص المستثمرون من السندات الأرجنتينية وباعوا البيزو.

الاحتياطات الثمينة

وبدأت وزارة الخزانة الأرجنتينية في نزيف احتياطياتها الثمينة من الدولار بوتيرة محمومة، في محاولة لدعم العملة والحفاظ على سعر صرفها ضمن النطاق التجاري المحدد كجزء من الصفقة الأخيرة التي أبرمتها البلاد مع صندوق النقد الدولي بقيمة 20 مليار دولار.

ولكن مع استمرار انخفاض قيمة البيزو، أصبح ميلي يائساً، والتقى ترمب في 23 سبتمبر، أثناء وجوده في مدينة نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وسرعان ما تلا ذلك وعود بيسنت العلنية للأرجنتين بمساعدات إنسانية بقيمة 20 مليار دولار، وابتهجت الأسواق الأرجنتينية، وتنفس المستثمرون الصعداء.

وفي الأيام التي تلت ذلك، أمضى وزير الاقتصاد الأرجنتيني لويس كابوتو ساعات في اجتماعات بواشنطن سعياً لإبرام الصفقة.

وجاءت التطمينات، الخميس، عندما أعلن بيسنت أن الولايات المتحدة ستسمح للأرجنتين باستبدال رصيد من البيزو بما يعادل 20 مليار دولار.

وأكد بيسنت أن نجاح برنامج ميلي "ذو أهمية نظامية"، مضيفاً أن وزارة الخزانة الأميركية اشترت مباشرةً كمية غير محددة من البيزو.

وبالنسبة لإدارة ترمب، كان التوقيت محرجاً، إذ تواجهه صعوبة في إدارة صورة إنقاذ مُتعثر، في خضم إغلاق حكومي أميركي أدى إلى تسريحات جماعية. 

كما انتقد المشرعون الديمقراطيون الأميركيون وغيرهم هذه الخطوة، معتبرين إياها مثالاً على مكافأة ترمب للموالين على حساب دافعي الضرائب الأميركيين.

ولكن بالنسبة للأرجنتين، جاء ذلك في الوقت المناسب.

وإدراكاً منه لكيفية تأثير ضعف العملة على إنجازه في ترويض التضخم وشعبيته، يأمل ميلي في درء ما يراه العديد من الاقتصاديين انخفاضاً حتمياً في قيمة العملة حتى ما بعد انتخابات التجديد النصفي في 26 أكتوبر.

ومن المرجح أن "يؤدي انخفاض قيمة البيزو إلى تفاقم التضخم"، وقال المحلل السياسي ومدير الأميركتين في شركة "هورايزون إنجايج" للاستشارات في مجال المخاطر السياسية مارسيلو جيه جارسيا: "ميلي ذاهب إلى الولايات المتحدة في لحظة يأس الآن".

انتخابات مرتقبة 

وتُشكل الانتخابات الأرجنتينية المُرتقبة الخطر الرئيسي على رهانات السوق الصاعدة، إذ يقول مستثمرون إن موجة الدعم المالي الأميركي للسياسات الاقتصادية للرئيس الأرجنتيني"لا تضمن دعم الناخبين لحزبه"، وفقاً لـ"رويترز".

وقد عززت سياسات ميلي اليمينية مكانته لدى إدارة ترمب، في حين أن تخفيضاته في الإنفاق، وتركيزه على التضخم منح المستثمرين بعضاً من أفضل العوائد في الأسواق الناشئة منذ توليه السلطة في ديسمبر 2023.

لكن الانتكاسات الانتخابية الأخيرة لحزب ميلي، التي غذتها مزاعم فساد طالت دائرته المقربة، أضرت بشعبية الزعيم، وهي مؤشر رئيسي للمستثمرين، مما أثر سلباً على البيزو والسندات الحكومية.

ويسعى حزب ميلي"لا ليبرتاد أفانزا" إلى زيادة مقاعده في كلا المجلسين في انتخابات 26 أكتوبر، ليتمكن من المضي قدماً في سياساته التقشفية، وإصلاحات السوق الحرة في ثاني أكبر اقتصاد في أميركا الجنوبية، الذي عانى تاريخياً من حالات التخلف عن السداد، وأزمات مالية أخرى.

تصنيفات

قصص قد تهمك