الرئيس الأميركي: الرسوم الجمركية 100% على الصين ليست مستدامة

وسط تصاعد التوتر التجاري.. ترمب يعتزم لقاء شي في كوريا الجنوبية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال حفل عشاء في البيت الأبيض. 15 أكتوبر 2025 - REUTERS
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال حفل عشاء في البيت الأبيض. 15 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي/ واشنطن-الشرقرويترز

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه سيلتقي نظيره الصيني، شي جين بينج، في كوريا الجنوبية "خلال بضعة أسابيع"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الرسوم الجمركية بنسبة 100% التي فرضها على السلع القادمة من الصين "لن تكون مستدامة"، فيما حمّل بكين مسؤولية "أحدث أزمة" في المحادثات التجارية بين البلدين.

وأوضح ترمب، في مقابلة مع شبكة Fox News: "سنرى ما الذي سيحدث مع الصين.. لطالما كانت لدي علاقة جيدة مع شي جين بينج، كما تعلمون، لكنهم دائماً يبحثون عن الأفضلية". وتابع: "سنلتقي خلال أسابيع، وسنجتمع في كوريا الجنوبية مع شي، وبعض القادة الآخرين أيضاً".

وكان ترمب قد كشف عن رسوم إضافية بنسبة 100% على صادرات الصين المتجهة إلى الولايات المتحدة قبل أسبوع، فضلاً عن فرض ضوابط جديدة على تصدير "جميع البرمجيات المهمة" بحلول نوفمبر، أي قبل 9 أيام من انتهاء مدة الإعفاء من الرسوم الجمركية الحالية.

وجاءت هذه الإجراءات رداً على فرض الصين لقيود على صادراتها من العناصر الأرضية النادرة والمعدات. وتهيمن الصين على سوق هذه العناصر، التي تعتبر ضرورية للتصنيع التكنولوجي.

ودخل البلدين في حرب تجارية منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض. وتراجعت الأسواق العالمية بعدما طرح الرئيس الأميركي في وقت سابق احتمال إلغاء لقائه مع شي، لكن مسؤولين أميركيين أكدوا أن ترمب لا يزال ملتزماً بلقاء نظيره الصيني خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ التي تستضيفها كوريا الجنوبية في أواخر أكتوبر.

وكان معهد "بيترسون" للاقتصاد الدولي، أشار إلى أن "متوسط الرسوم الجمركية الأميركية على الصادرات الصينية يبلغ الآن 57.6%، مما يعني أن الرسوم الجديدة سترتفع إلى نحو 157%".

"ليست مستدامة"

ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت هذه النسبة ستظل مستمرة، أجاب ترمب أنها "ليست مستدامة، ولكن هذا هو الرقم. ربما تكون مستدامة، وربما لا. لكنهم (الصينيون) أجبروني على اتخاذ هذا الإجراء". 

وشدد ترمب على ضرورة التوصل إلى اتفاق عادل بين البلدين، قائلاً: "علينا أن نحصل على صفقة عادلة.. فنحن نواجه خصماً قوياً للغاية، وهم لا يحترمون سوى القوة، هذا ما يفعلونه حقاً". 

من جهته، قال مسؤول كبير في إدارة ترمب لشبكة CNBC، إن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، سيتحدث هاتفياً، الجمعة، مع نائب رئيس الوزراء الصيني هي لي فينج، لمناقشة القضايا التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

تحذيرات من تصاعد التوترات التجارية

بدورها، حثت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، نجوزي أوكونجو إيويالا، الولايات المتحدة والصين على تهدئة التوترات التجارية، محذرة من أن تباعد الشقة بين أكبر اقتصادين في العالم قد يقلل من الناتج المحلي الإجمالي العالمي 7% على المدى الطويل.

وقالت أوكونجو إيويالا لوكالة "رويترز"، إن منظمة التجارة العالمية قلقة للغاية بشأن تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، موضحةً أنها تحدثت مع مسؤولين من كلا البلدين للتشجيع على المزيد من الحوار.

وأعربت عن قلق المنظمة من أي تصعيد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين، مشيرة إلى أن الجانبين تراجعا عن أول تصعيد للرسوم الجمركية في وقت سابق من هذا العام، مما أدى إلى تجنب عواقب أكثر خطورة. وعبرت عن أملها في أن يحدث ذلك مرة أخرى.

وتابعت: "بالمثل، نأمل حقاً أن يتوافق الجانبان معاً، وأن يتراجعا عن التصعيد، لأن أي توتر بين الولايات المتحدة والصين وأي انفصال بينهما (سيترتب عليه) تبعات ليس فقط على أكبر اقتصادين في العالم، ولكن أيضاً على بقية العالم".

وذكرت أن كلا الجانبين يدركان أهمية العلاقات الجيدة، نظراً للآثار التي تترتب على ذلك بالنسبة للاقتصاد العالمي وللبلدان الأخرى.

وقالت إن أي نوع من الانفصال الذي يقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين سيؤدي إلى "خسائر كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي على المدى الطويل، بخسائر تصل إلى 7% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وخسائر فيما يتعلق بالرفاهية الاجتماعية للدول النامية (بمعدلات) توضع في خانتين".

وخفضت منظمة التجارة العالمية، الأسبوع الماضي، توقعاتها لنمو حجم التجارة العالمية للبضائع لعام 2026 بشكل حاد إلى 0.5% من تقديراتها السابقة البالغة 1.8% في أغسطس، مشيرة إلى الآثار المتوقعة من رسوم ترمب. ورفعت توقعاتها لنمو تجارة السلع العالمية إلى 2.4% لعام 2025.

وقالت أوكونجو إيويالا، إنها أخبرت مسؤولين من مجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، مساء الأربعاء الماضي، أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار مالي عالمي دون استقرار التجارة العالمية.

وأضافت للمجموعة "لم تهدأ الضغوطات على النظام وقد تزداد حدة.. والآثار الكاملة لأحدث الرسوم الجمركية لم تظهر بعد. التحول التجاري يؤجج المشاعر الحمائية في أماكن أخرى. ولا تزال التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين تشكل خطراً كبيراً".

تصنيفات

قصص قد تهمك