تقرير يحذر من "هيروين طالبان".. والحركة تتعهد بمنعه

عناصر من الأمن الأفغاني يتلفون محصول الأفيون غير المشروع في منطقة سورخ رود في إقليم ننكرهار شرق البلاد - 5 أبريل 2017 - AFP
عناصر من الأمن الأفغاني يتلفون محصول الأفيون غير المشروع في منطقة سورخ رود في إقليم ننكرهار شرق البلاد - 5 أبريل 2017 - AFP
دبي-الشرق

حذر تقرير من أن حركة طالبان الأفغانية، ربما تتجه إلى "إغراق الغرب" بمخدر الهيروين، كوسيلة لدعم الاقتصاد الأفغاني في ظل سيطرتها على البلاد حالياً، فيما تعهدت الحركة  بأن تكون أفغانستان دولة "خالية من المخدرات".

وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية في تقرير، أنه مع اتجاه الحركة نحو تشكيل حكومة لأول مرة منذ عقدين، بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، فإنها ستواجه أزمة اقتصادية، لا سيما مع احتمال التوقف المفاجئ للمساعدات الخارجية، التي دعمت اقتصاد البلاد لسنوات.

وفي ظل تلك الأزمة، رجحت الصحيفة أن طالبان، ربما تعتمد على "تجارة الهيروين كمصدر رئيسي للتمويل".

وأشارت إلى أن حقول الأفيون (التي يُستخلص منها ذلك المخدر)، التي لطالما كانت مصدراً بالغ الأهمية للأموال لطالبان، ربما تصبح بديلاً حيوياً لتلك المساعدات الدولية، ما يؤدي إلى زيادة جديدة في عمليات تهريب الهيروين في جميع أنحاء دول الغرب.

ولفتت إلى أن الدول الحليفة للولايات المتحدة التي ساهمت في غزو أفغانستان عام 2001، كانت على دراية بحجم المخدرات، الذي تنتجه أفغانستان.

"أكبر مخزون" للمخدرات

رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير، قال في مؤتمر لحزب "العمال" البريطاني بعد أسابيع من هجمات 11 سبتمبر 2001، إن "أكبر مخزون للمخدرات في العالم موجود في أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان"، وإن "90% من الهيروين في الشوارع البريطانية مصدره أفغانستان".

واعتبرت قوات التحالف الدولي القضاء على حقول الخشخاش على رأس أولوياتها، لكن المفارقة أن الإنتاج انخفض عام 2001، قبل الغزو عندما فرضت طالبان نفسها إجراءات صارمة على المزارع، أملاً بأن يمنحها ذلك نفوذاً لدى الحكومات الأجنبية، وفقاً للصحيفة.

وتشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن المساحة المستخدمة لزراعة الخشخاش، انخفضت بأكثر من 90%، من 82 ألف هكتار في عام 2000 إلى 8 آلاف هكتار في عام 2001.

ثم سرعان ما انتعشت زراعة ذلك المخدر بعد ذلك على الرغم من الجهود الغربية، ووصلت إلى 224 ألف هكتار بحلول عام 2020، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف المساحة في عام 2000.

زيادة التجارة

ونقلت "تليجراف" عن جوناثان جودهاند، الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، قوله إن "حكم طالبان يمكن الآن أن يعزز هذه التجارة غير المشروعة بشكل أكبر".

وأضاف جودهاند: "إذا كان هناك قدر من الاستقرار، فهناك احتمال للعودة إلى الوضع الذي رأيناه في منتصف التسعينيات عندما استولت طالبان على السلطة، إذ وجدت دعماً من قبل مافيا التجارة الأفغانية"، لافتاً إلى أن مناطق زراعة الخشخاش أساسية لدعم طالبان، لأن المحصول "أكثر قيمة من المنتجات القانونية ويسهل نقله وإخفاؤه".

ويقول جودهاند، الذي كان عامل إغاثة في المنطقة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات، إن "اقتصاد الخشخاش يتكيف بشكل رائع مع بيئة شديدة الخطورة".

تمويل طالبان

من جانبها، قالت فاندا فيلباب براون، من معهد "بروكنجز"، إنها أبلغت مجلس اللوردات البريطاني العام الماضي، أن ما بين 20 و40% من تمويل طالبان يأتي من الأفيون.

وأشارت براون إلى أنها في المرة الأخيرة التي أجرت فيها مقابلات مع كبار قادة طالبان، قبل عدة أشهر، "ألمحوا إلى نواياهم حظر الاقتصاد القائم على الأفيون".

وتابعت: "لست متأكدة من إمكانية تصديق ذلك، لأن الأفيون سيكون مصدر دخل بالغ الأهمية. هذه التصريحات تشير إلى أنهم يريدون تقديم أنفسهم على أنهم ممثل حكومي مسؤول، يريد اعترافاً دولياً".

وتوقعت أنه في حال بدأت الحركة فرض حظر على زراعة الخشخاش، فسيكون لذلك "رد فعل سلبي كبير عليها، بما في ذلك سكان المناطق الحيوية مثل هلمند وقندهار. وردود الفعل المحلية يمكن أن تعرقل المفاوضات الدولية".

المساعدات الدولية

وفقاً للصحيفة، فمن الناحية المالية، تعتبر المساعدات الخارجية أكثر أهمية من الخشخاش. ففي العام الماضي، تعهد تحالف من المانحين بقيادة الولايات المتحدة بمنح أفغانستان 3.3 مليار دولار، كمساعدات إنمائية لعام 2021، مع مبالغ مماثلة من المتوقع أن تتبعها في السنوات اللاحقة، التي تأتي على رأس ما قيمته عدة مليارات من الدولارات، في شكل مساعدات عسكرية وأمنية.

وأشارت إلى أن الانخفاض الحاد في الدعم، ربما يؤدي إلى أزمة اقتصادية بعد سنوات من مساهمة المساعدات في النمو، على الأقل إذا أصبح مئات الآلاف من الجنود والشرطة، الذين يدفع لهم الغرب رواتبهم، عاطلين عن العمل.

وبين عامي 2003 و2012، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي الأفغاني بمتوسط أكثر من 9% سنوياً، وفقاً لصندوق النقد الدولي، رغم أنه منذ ذلك الحين انخفض إلى أقل من 2% سنوياً، ويشمل ذلك انخفاضاً بنسبة 5% العام الماضي بسبب الجائحة.

وقالت الصحيفة، إن الوضع يعتمد الآن على ما إذا كانت طالبان "ستسيطر على السلطة بسلاسة"، وهو أمر غير مضمون حتى الآن، وكذلك موقف الدول الغربية بشأن المساعدات.

"خالية" من المخدرات

في المقابل، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، الثلاثاء، إنه "لن يعمل أحد في تهريب المخدرات من الآن فصاعداً، وأفغانستان ستكون دولة خالية من المخدرات".

وأضاف أنه "خلال فترة حكم طالبان قبل 2001، كانت زراعة الخشخاش في حدود صفر في المئة، لكن أفغانستان أصبحت أكبر منتج للأفيون في العالم بعد الغزو الأميركي". 

وتابع: "طالبان تدعو المجتمع الدولي لتوفير المساعدات اللازمة، لمساعدة المزارعين في الأرياف على توفير بديل لزراعة الخشخاش".

اقرأ أيضاً: