أطلق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الخميس، نداءً بالإنجليزية مع تصاعد التوتر بين واشنطن وكراكاس، داعياً الولايات المتحدة إلى تجنب "الحرب المجنونة وجنون الحرب" مع بلاده، قائلاً: "لا لحرب المجانين، لا لجنون الحرب".
وجاء تصريح مادورو بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه فوّض بتنفيذ عمليات سرية ضد فنزويلا، في ظل تصاعد حملة عسكرية أميركية ضد ما يُزعم أنهم مهربو مخدرات في الكاريبي والمحيط الهادئ.
وقال مادورو خلال اجتماع مع النقابات المؤيدة له: "نعم للسلام، نعم للسلام إلى الأبد، السلام إلى الأبد. لا للحرب المجنونة، رجاءً!"
وتأتي تصريحات الرئيس الفنزويلي في سياق تصعيد الولايات المتحدة لعملياتها العسكرية التي تستهدف تجار المخدرات المزعومين في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ.
وأسفرت الغارات في منطقة البحر الكاريبي عن سقوط 32 شخصاً على الأقل، لكن إدارة ترمب لم تقدم سوى تفاصيل قليلة، مثل عدد المخدرات المزعومة التي كانت السفن المستهدفة تحملها أو الأدلة المحددة التي لديها تشير إلى أنها كانت تحمل مخدرات.
كما كرر ترمب خططه لقصف أهداف برية في فنزويلا، ما يُعدّ تصعيداً، وقال إنه في حال اتخاذ هذه الخطوة، فمن المرجح أن تُبلغ إدارته الكونجرس، في وقت نفى مادورو أي تورط في تهريب المخدرات، وأدان الضربات الأميركية باعتبارها "انتهاكات للسيادة الفنزويلية".
تصعيد أميركي
وصعّد الرئيس الأميركي، الخميس، لهجته في ملف مكافحة تهريب المخدرات، مؤكداً أن إدارته لن تطلب إعلان حرب على ما وصفه بـ"العصابات المرتبطة بفنزويلا"، بل ستتخذ إجراءات مباشرة ضد المتورطين في إدخالها إلى الولايات المتحدة، سواء عبر البحر، أو عبر الحدود البرية التي قال إنها ستكون "الجبهة التالية".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت إدارته ستعلن الحرب على عصابات المخدرات، وما إذا كانت ستطلب من الكونجرس الموافقة على ذلك، قال ترمب للصحافيين في البيت الأبيض: "لا أعتقد أننا سنطلب بالضرورة إعلان حرب، وأعتقد أننا سنقتل ببساطة الأشخاص الذين يرسلون المخدرات إلى بلدنا".
ولفت ترمب إلى أن "ما يُسمّى بتهريب المخدرات عبر البحر أصبح الآن نحو 5% فقط؛ مما كان عليه قبل عام، بل أقل من 5%". ومضى قائلاً: "الآن تأتي عن طريق البر، وهذا مثير للقلق، وسنعالج مسألة البر لاحقاً".
ونفى الرئيس الأميركي صحة التقارير التي أفادت بأن الولايات المتحدة أرسلت قاذفات B-1 قرب فنزويلا لزيادة الضغط العسكري، وقال: "هذا غير صحيح، لكننا غير راضين عن فنزويلا لأسباب كثيرة، من بينها المخدرات، وأيضاً لأنهم كانوا يرسلون سجناءهم إلى بلدنا لسنوات، وذلك في عهد إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن، أما الآن فلم يعد ذلك يحدث، ولدينا حدود مغلقة".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن قاذفات أميركية من طراز B-1 حلقت بالقرب من فنزويلا، الخميس، في خطوة تصعيدية جديدة للضغط على الرئيس نيكولاس مادورو، بعد أيام فقط من تنفيذ طائرات حربية أميركية أخرى ما وُصف بأنه "عرض هجومي" قرب الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.










