في تحدٍ لستارمر.. أعضاء "العمال" يختارون وزيرة مقالة نائبةً لرئيس الحزب

رئيسة مجلس العموم البريطاني السابقة لوسي باول تتحدث خلال المؤتمر السنوي لحزب العمال في ليفربول. 22 سبتمبر 2024 - REUTERS
رئيسة مجلس العموم البريطاني السابقة لوسي باول تتحدث خلال المؤتمر السنوي لحزب العمال في ليفربول. 22 سبتمبر 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

فازت لوسي باول وزيرة الدولة البريطانية السابقة لمجلس العموم، في انتخابات نائب رئيس حزب "العمال"، السبت، متغلبة على منافستها وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون، ما يسلط الضوء على "استياء داخلي" إزاء توجه الحزب الحاكم، وسط تقييمات استطلاعات رأي متردية، وفق "بلومبرغ".

وأعلنت وزير الداخلية شبانا محمود، صباح السبت، أمام المرشحين، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فوز باول لتخلف أنجيلا راينر، والتي أشعلت استقالتها في أعقاب "فضيحة ضريبية" شرارة المنافسة على القيادة في سبتمبر.

كانت باول زعيمة مجلس العموم حتى إقالتها في التعديل الوزاري، الذي أجراه ستارمر في بداية سبتمبر الماضي، وكان يُنظر إليها على أنها المرشحة الأوفر حظاً طوال فترة المنافسة.

ولفتت "بلومبرغ" إلى أن فوز باول هو رسالة إلى رئيس الوزراء البريطاني مفادها أن الحزب الأوسع يشعر باستياء متزايد من نهجه في كل شيء بدءاً من الهجرة إلى محاولات خفض مزايا الرعاية الاجتماعية، التي يرون أنها تبتعد عن قيم حزب العمال التقليدية.

وحصلت باول على 87 ألفاً و407 أصوات، أي 54% من أصوات الناخبين، بينما حصلت فيليبسون على 73 ألفاً و536 صوتاً، فيما بلغت نسبة إقبال الناخبين المؤهلين 16.6%، وفق صحيفة "الجارديان" البريطانية.

أُعلنت النتيجة بعد تصويت اعتُبر على نطاق واسع بمثابة استفتاء لأعضاء حزب العمال على توجه الحزب تحت قيادة ستارمر. وكان يُنظر إلى فيليبسون على أنها المرشحة المفضلة لداونينج ستريت، مع تراجع حزب العمال في استطلاعات الرأي، حيث يتخلف عن حزب "الإصلاح" منذ أبريل.

دعا كلا المرشحين إلى إلغاء الحد الأقصى المعمول به حالياً للإعانة عند طفلين، وهي السياسة التي تسببت في تمرد برلماني في غضون أسابيع من تولي حزب العمال الحكم، وهي سياسة لا تحظى بشعبية كبيرة بين الأعضاء.

خطاب فوز ينتقد حكومة العمال

وخلال خطاب فوزها، ألمحت باول إلى أوجه تقصير من جانب الحكومة، وقالت إن حزب العمال لم يكن قوياً بما فيه الكفاية ضد حزب "الإصلاح" البريطاني بزعامة نايجل فاراج.

وحضت القيادة على الاستماع إلى الأعضاء والنواب، الذين طُرد العديد منهم منذ وصول الحزب إلى السلطة بسبب تمردهم على قضايا مثل الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، والحد الأقصى لإعانة الطفلين.

وأضافت باول: "أعضاؤنا وممثلونا المنتخبون ليسوا نقطة ضعفنا، بل هم رصيدنا الرئيسي، فهم من يقدمون التغيير على أرض الواقع". 

وتابعت: "تأتي الوحدة والولاء من الهدف الجماعي، وليس من القيادة والسيطرة. فالنقاش والاستماع والإنصات والاستماع ليس معارضة. إنها قوتنا".

وزادت: "علينا أن نمنح الأمل، أن نقدم التغيير الكبير الذي تنادي به البلاد. يجب أن نعطي إحساساً أقوى بهدفنا، وفي صف من نقف، وقيمنا ومعتقداتنا العمالية. هذا ما سمعته بصوت عالٍ وواضح في جميع أنحاء البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية".

ومضت قائلة: "في الوقت الذي نفعل العديد من الأمور الجيدة... يشعر الناس أن هذه الحكومة ليست جريئة بما فيه الكفاية في تحقيق التغيير الذي وعدنا به. سأكون مدافعة عن قيمنا العمالية وجرأتنا في كل ما نقوم به".

وأردفت: "يبدأ الأمر باستعادة الصوت السياسي، ووضع جدول الأعمال بشكل أقوى. لأننا لنكن صادقين، لقد سمحنا لفاراج وأمثاله بالهروب من الأمر".

وحذرت من أن "الانقسام والكراهية في ازدياد، والشعور بالإحباط والاستياء منتشرة على نطاق واسع، والرغبة في التغيير أصبحت غير صبورة وملموسة"، مضيفة: "الناس ينظرون حولهم، ويبحثون عن إجابات في مكان آخر، وعلينا كحزب العمال، كحزب الحكومة، أن نمضي قدماً، ونضطلع بهذا الأمر".

ترحيب ستارمر

من جانبه، رحّب ستارمر بفوز باول، وأقر بالصعوبات التي يواجهها حزب العمال، بعد يوم من خسارة الحزب لمقعد في البرلمان الويلزي لصالح القوميين الويلزيين في حزب "بليد كيمري" (Plaid Cymru) في كيرفيلي، حيث لم يخسر حزب العمال أي تصويت في مجلس العموم أو مجلس الشيوخ منذ أكثر من قرن.

وأشار إلى التعهد الذي قدمته النائبة عن حزب المحافظين كاتي لام، التي قالت في نهاية الأسبوع الماضي، إنها تعتقد أن "عدداً كبيراً من الأشخاص"، الذين يعيشون بشكل قانوني في بريطانيا يجب إلغاء حقهم في البقاء، و"العودة إلى ديارهم"، لإنتاج "مجموعة أكثر تماسكاً ثقافياً".

وقال ستارمر إن ذلك أظهر أن حزبي "المحافظين" و"الإصلاح" يريدان أخذ بريطانيا إلى "مكان مظلم للغاية"، مضيفاً: "مهمتنا، نحن في هذا الحزب، أياً كنا في هذا الحزب، هي توحيد كل شخص في هذا البلد يعارض تلك السياسة، وهزيمتها مرة واحدة وإلى الأبد".

وأضاف: "لقد تلقينا هذا الأسبوع تذكيراً آخر بمدى إلحاح هذه المهمة. نتيجة سيئة في ويلز. أقبل ذلك، لكنه تذكير بأن الناس بحاجة إلى أن ينظروا من نافذتهم، ويروا التغيير والتجديد في مجتمعهم، والفرص المتاحة لأبنائهم، وإعادة بناء الخدمات العامة، ومعالجة أزمة غلاء المعيشة".

ولفتت "الجارديان" إلى أن نتيجة الانتخابات كانت أقرب مما كان متوقعاً؛ إذ أشار استطلاع أجرته مؤسسة "سيرفيشن" Survation في وقت سابق من هذا الأسبوع إلى أن باول ستحصل على 58% من الأصوات. 

وكانت نسبة المشاركة البالغة 16.6٪ أقل بكثير من آخر انتخابات لنائب رئيس الوزراء في عام 2020 والتي بلغت 58.8٪. وشكل الأعضاء والمنتسبون للنقابات 970 ألفاً و642  شخصاً يحق لهم التصويت.

تصنيفات

قصص قد تهمك