أعلن "حزب العمال الكردستاني"، الأحد، انسحاب عناصره من تركيا إلى شمال العراق، في إطار عملية نزع سلاحه، فيما حثّ الحكومة التركية على اتخاذ "إجراءات ملموسة" لدفع عملية الانتقال السياسي للحزب قدماً.
وفي بيان صدر من شمال العراق، الأحد، قال "حزب العمال الكردستاني" إنه "قرر سحب جميع مقاتليه لإرساء أسس حياة حرة وديمقراطية"، مع المضي قدماً في "مراحل جديدة" في عمليتي نزع السلاح والاندماج، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"
وأضاف الحزب أن هذه الخطوة تعكس التزامه بهذه العملية، داعياً الحكومة التركية إلى "اتخاذ خطوات قانونية وسياسية دون تأخير".
وتابع: "يجب على أنقرة تمهيد الطريق لانتقال حزب العمال الكردستاني إلى السياسة والديمقراطية، من خلال قوانين الاندماج".
وذكرت "رويترز" أن العديد من مقاتلي الحزب بدأوا عملية تسليم السلاح في مراسم أقيمت في جبل قنديل بشمال العراق.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس"، عن صبري أوك، العضو في "اتحاد الجماعات الكردستانية"، المظلة التي تضم "حزب العمال الكردستاني"، قوله إن "جميع قوات الحزب في تركيا يتم سحبها إلى مناطق في شمال العراق، لتجنّب الاشتباكات أو الاستفزازات".
وأضاف أوك في بيان أن هذه الخطوة تمت بموافقة زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان، مشيراً إلى ان إجراءات تنظيمية مشابهة يتم اتخاذها فيما يتعلق بالمواقع القريبة من الحدود، و"التي قد تنطوي على خطر وقوع اشتباكات"
وقال عمر جليك، المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، في منشور على منصة "إكس"، إن "قرار انسحاب حزب العمال الكردستاني يُمثل نتيجة ملموسة لهدف الحكومة المتمثل في جعل تركيا خالية من الإرهاب، وسيُسهم في تشكيل الإطار الإيجابي الذي ستُنشئه لجنة برلمانية للجانب القانوني من العملية".
"لا خطوات ملموسة من أنقرة"
البرلمان التركي شكّل في أغسطس لجنة من 51 عضواً للإشراف على الإصلاحات القانونية والسياسية اللازمة لدعم عملية السلام عقب قرار حزب العامل الكردستاني بحلّ نفسه ونزع سلاحه. ومن المقرر أن تعقد اللجنة اجتماعها التالي في 30 أكتوبر.
وقال المتحدث باسم "حزب العمال الكردستاني" زاغروس هيوا، في تصريحات أوردتها "أسوشيتد برس"، إن إعلان الأحد يهدف إلى تأكيد تصميم الحزب على المضي في العملية إلى الأمام، مضيفاً أنها "خطوة أحادية الجانب لإظهار جديتنا وإصرارنا الكامل على إنجاح هذه العملية".
لكنه أعرب عن خيبة أمله من الحكومة التركية، متهماً إياها بعدم اتخاذ أي خطوات ملموسة لدفع العملية قُدماً، بما في ذلك "السماح باستخدام اللغة الكردية في البرلمان"، و"تحسين ظروف احتجاز أوجلان".
وأضاف: "حتى الآن، لا توجد مؤشرات على أن الدولة التركية غيّرت نهجها أو سياستها، فلم يسمحوا حتى للمبادرين بالسلام بالتحدث بالكردية في البرلمان، وهذا دليل على استمرار سياسة الإنكار، فيما لا يزال القائد أوجلان في السجن منذ 27 عاماً".
وفي مايو الماضي، قرر "حزب العمال الكردستاني"، الذي خاض تمرداً ضد الدولة التركية منذ عام 1984، نزع سلاحه وحل نفسه بعد دعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان لإنهاء صراعه المسلح.
ويتمركز "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق، بعد أن تم دفعه إلى ما وراء الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا خلال السنوات الأخيرة.
وسبق للقوات التركية تنفيذ ضربات منتظمة على قواعد الحزب في شمال العراق، كما أقامت عدداً من القواعد العسكرية هناك.
في يوليو الماضي، أحرق 30 مسلحاً من حزب العمال الكردستاني أسلحتهم عند مدخل كهف في شمال العراق، في خطوة رمزية، لكنها مهمة نحو إنهاء تمرد مستمر منذ عقود ضد تركيا.
وعلى مر السنين، تحولت أهداف "حزب العمال الكردستاني" من السعي لإقامة "دولة مستقلة"، إلى السعي لتحقيق حقوق كردية أكبر وحكم ذاتي محدود في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.









