أعلنت كوريا الشمالية الثلاثاء، أنها اختبرت "صواريخ كروز استراتيجية" تُطلق من البحر، وذلك قبل يوم من زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في مدينة غيونغجو، فيما قلل ترمب من الاختبار، قبيل وصوله إلى بوسان، آخر محطات جولته الآسيوية، حيث سيلتقي مع الرئيس الصيني شي جين بينج.
وقالت وكالة الأنباء الكورية المركزية إن الصواريخ التي أُطلقت الثلاثاء، حلّقت لأكثر من ساعتين قبل أن "تُصيب أهدافها بدقة" في المياه الغربية للبلاد، مشيرة إلى أنها مصممة لحمل رؤوس نووية.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب)، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون لم يشرف على الاختبار، فيما لم تبلغ وسائل الإعلام الحكومية التي تستهدف الجمهور المحلي، مثل صحيفة "رودونج سينمون"، عن أحدث إطلاق للصواريخ.
ووصف باك جونج تشون، نائب رئيس اللجنة العسكرية المركزية، الاختبار بأنه "نجاح مهم"، معتبراً أنه "من واجبنا ومسؤوليتنا أن نواصل تعزيز الجاهزية القتالية النووية دون توقف".
ويُعدّ هذا ثاني اختبار صاروخي لكوريا الشمالية خلال أسبوع، بعد أن أطلقت الأربعاء الماضي، صاروخين قالت إنهما "أسرع من الصوت"، نحو هدف في شمال شرقي البلاد، فيما صنّفتها سول على أنها صواريخ باليستية قصيرة المدى.
ورغم أن بيونج يانج أجرت في السنوات الأخيرة سلسلة من التجارب الصاروخية، فإن توقيت الإطلاق الأخير جذب الانتباه، إذ جاء عشية وصول ترمب إلى كوريا الجنوبية، وسط مساعٍ أميركية لإحياء التواصل مع الزعيم كيم جونج أون، وفق "نيويورك تايمز".
ترمب: كيم يطلق الصواريخ منذ عقود
وقلل ترمب في تصريحات على متن طائرة الرئاسة في الطريق من اليابان إلى كوريا الجنوبية، من اختبار كوريا الشمالية الصاروخي، قائلاً: "إنه (كيم جونج أون) يطلق الصواريخ منذ عقود، أليس كذلك؟".
وأضاف ترمب أن تركيزه الدبلوماسي الفوري ينصبّ خلال جولته الآسيوية، على مفاوضات التجارة مع الصين، لكنه ألمح في الوقت نفسه إلى أنه قد يعود قريباً إلى المنطقة لعقد لقاء مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
وجدّد ترمب تأكيده رغبته في لقاء الزعيم الكوري الشمالي في وقتٍ ما، قائلاً: "كان لدينا تفاهم جيد جداً فيما بيننا".
وكان ترمب قد قال في تصريحات خلال الجولة: "سأكون في كوريا الجنوبية، وإذا أراد اللقاء، فسيسعدني ذلك". لكن بيونج يانج لم ترد حتى الآن على هذه العروض، وأكدت أنها لن تستأنف الحوار مع واشنطن ما لم يُعترف بها كقوة نووية.
وفي الوقت ذاته، أرسلت كوريا الشمالية وزيرة خارجيتها، تشوي سون هوي، إلى موسكو، حيث التقت نظيرها الروسي سيرجي لافروف، وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً أكدا فيه "عزمهما تسريع تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات".
وقالت "نيويورك تايمز"، إن التقارب المتزايد بين بيونج يانج وموسكو، والذي شمل تبادل الأسلحة والذخائر والدعم اللوجستي، عزز من قدرة كيم على المناورة دبلوماسياً في مواجهة واشنطن.











