توصلت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، الأربعاء، إلى اتفاق تجاري بعد أشهر من المفاوضات لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل اتفاقية إطارية أُبرمت في يوليو الماضي، حسبما أفادت به "بلومبرغ".
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه تم التوصل إلى الاتفاق مع كوريا الجنوبية خلال حضوره مأدبة عشاء أقامها الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج في قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ.
وأضاف ترمب أثناء مصافحته لي في هذا الحدث: "لقد توصلنا إلى اتفاق تجاري"، دون تقديم تفاصيل إضافية. وفي وقت لاحق من العشاء، وصف اجتماعاته مع كوريا الجنوبية بأنها "هائلة"، قائلاً إنه "أتم تقريباً اتفاقاً تجارياً".
بدوره، أكد رئيس السياسات الرئاسية في كوريا الجنوبية، كيم يونج بوم، التوصل إلى اتفاق، مضيفاً أن سول ستنفق 150 مليار دولار على بناء السفن في الولايات المتحدة وتقدم 200 مليار دولار نقداً بموجب تعهد استثماري.
وبالنسبة لأشباه الموصلات، تقول كوريا الجنوبية إن الجانبين اتفقا على تطبيق الرسوم الجمركية بمستوى لا يجعلها في وضع غير مواتٍ مقارنةً بمنافستها الرئيسية، تايوان.
وقال كيم أنه "لن تكون التعريفات الجمركية الأميركية على الرقائق الإلكترونية في كوريا الجنوبية غير مواتية مقارنةً بتايوان، كما سيتم تخفيض رسوم السيارات إلى 15%".
وأشار إلى أن الرئيس الأميركي طلب من نظيره الكوري الجنوبي العودة إلى البيت الأبيض، فيما طلب لي من ترمب الاهتمام بقضية إعادة معالجة الوقود النووي في كوريا الجنوبية.
محادثات بين سول وواشنطن
وقللت كوريا الجنوبية من أهمية فكرة إمكانية إبرام الجانبين لاتفاقية تجارية من شأنها أن تشهد خفض الولايات المتحدة للرسوم الجمركية مقابل الاتفاق على تفاصيل تعهد استثماري بقيمة 350 مليار دولار من سول.
وظلت محادثات التجارة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في حالة من عدم اليقين لمدة 3 أشهر تقريباً، بعد أن سارع الجانبان إلى توقيع اتفاقية أولية في أواخر يوليو حددت الرسوم الجمركية الأميركية على السلع الكورية بنسبة 15%.
ويمنح هذا الاتفاق، ترمب نجاحاً آخر يُمكنه إضافته إلى قائمة الصفقات التي أبرمها خلال جولته الآسيوية، ويُعقد الاجتماع الأهم لتعزيز الصورة الإيجابية للرحلة الخميس، عندما يلتقي بالزعيم الصيني شي جين بينج.
وفي وقت سابق، عقد ترمب محادثات ثنائية مع لي خلال زيارته لكوريا الجنوبية آخر محطات جولته الآسيوية، قبل المشاركة إلى جانب قادة دول ورجال أعمال آخرين في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، الذي يتضمن عدداً من القمم والاجتماعات، واللقاء المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينج.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي، الأربعاء، إنه يأمل أن يسمح ترمب لبلاده بالحصول على وقود لتشغيل الغواصات النووية، مشدداً على أنه "سيعمل على زيادة الإنفاق العسكري من أجل تخفيف العبء عن الولايات المتحدة"، فيما قال ترمب إنه "ملتزم بعملية السلام في شبه الجزيرة الكورية".
وطلب لي خلال اجتماع ثنائي مع ترمب في مدينة جيونججو، دعم بلاده لتحقيق تقدم ملموس بشأن السماح لكوريا الجنوبية بإعادة معالجة الوقود النووي المستهلك أو تخصيب اليورانيوم.
وقال لي مخاطباً ترمب: "لقد لاحظت الليلة الماضية أن مؤشرات الأسهم لديكم سجلت مستوى قياسياً جديداً، لذا أنتم حقاً تجعلون أميركا عظيمة من جديد".
وأعرب الرئيس الكوري الجنوبي عن اهتمامه بالحصول على غواصات تعمل بالطاقة النووية، قائلاً: "يمكننا المساعدة في أنشطتكم بهذه المنطقة".
وقدم الرئيس الكوري الجنوبي نسخة طبق الأصل من تاج ذهبي وميدالية معروضة في متحف جيونججو الوطني إلى الرئيس ترمب، إذ تمثل الميدالية وسام موجونجوا الأعلى في كوريا الجنوبية، وهو أرفع وسام في البلاد. ويعد ترمب أول رئيس أميركي يحصل على هذا التكريم.











