"قمة أبيك".. تعهدات بشأن الذكاء الاصطناعي وإعلان مشترك يشدد على مرونة التجارة

قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أبيك (APEC) في صورة جماعية. كوريا الجنوبية. 1 نوفمبر 2025 - Reuters - Reuters
قادة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ أبيك (APEC) في صورة جماعية. كوريا الجنوبية. 1 نوفمبر 2025 - Reuters - Reuters
جيونغجو (كوريا الجنوبية) -الشرق

اختتمت اجتماعات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" APEC في كوريا الجنوبية، السبت، فيما اعتمد القادة إعلاناً مشتركاً يؤكد الحاجة إلى "المرونة وتقاسم الفوائد" في التجارة العالمية.

ووسط غياب الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن القمة التي استمرت يومين، اجتمع القادة، السبت، لالتقاط صور تذكارية، مرتدين أوشحة خضراء مستوحاة من الملابس الكورية، المصنوعة من نسيج الهانبوك التقليدي، وفقاً لتقليد المنتدى المتمثل في ارتداء الزي التقليدي المحلي للبلد المضيف.

وتسّلم الرئيس الصيني شي جين بينج رئاسة المنتدى للعام المقبل، عقب اعتماد الإعلان المشترك، الذي أشار إلى "أهمية وجود بيئة تجارية تعزز المتانة والنفع للجميع".

وستستضيف مدينة شنتشن الصينية قمة "أبيك" لعام 2026، وهي مركز صناعي كبير في مجالات الروبوتات وصناعة السيارات الكهربائية.

وترى منطقة آسيا والمحيط الهادئ نفسها أمام منعطف حاسم، وأن النظام التجاري العالمي يواجه تحديات كبرى، وقد تكون الصناعة الإبداعية أحد محركات النمو مع ضرورة التقدم في العلم والتكنولوجيا لمواجهة الدور المتزايد لقطاع الخدمات في النمو الاقتصادي، وخاصة الخدمات المعتمدة على التقنيات الرقمية، بالإضافة إلى تحديات تواجه سلاسل الإمداد العالمية.

وكانت كتلة "أبيك"، التي تضم 21 دولة تمتد من روسيا إلى تشيلي، والتي تمثل 50% من التجارة العالمية و61% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فشلت في إصدار بيان مشترك في عامي 2018 و2019 خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

الذكاء الاصطناعي والتغيرات الديموجرافية

وتعد التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي والتغيرات الديموجرافية، أبرز التحديات التي تواجه اقتصادات "أبيك"، التي أعلنت عن مزيد من الجهد لجعل هذه التحديات فرصاً.

وأشار الرئيس الكوري الجنوبي لي جيه ميونج، في تصريحات بعد ختام المنتدى، إلى أن بلاده تسعى لتوسيع البنية التحتية فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، كما دعا إلى بذل جهود جماعية لمواجهة التحديات التي يفرضها انخفاض معدل المواليد وشيخوخة السكان.

واقترح الرئيس الصيني شي جين بينج، إنشاء هيئة عالمية لتنظيم هذا القطاع، الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة وترفض إخضاعه لهيئات دولية.

واعتبر شي في كلمته أمام اجتماع "أبيك"، أن "منظمة التعاون الدولي للذكاء الاصطناعي"، يمكنها وضع "قواعد للحوكمة وتعزيز التعاون، بما يجعل الذكاء الاصطناعي منفعة عامة للمجتمع الدولي".

وقال مسؤولون صينيون، إن "منظمة التعاون الدولي للذكاء الاصطناعي" التي اقترحها شي، يمكن أن تتخذ من مدينة شنغهاي الصينية مقراً لها.

توترات شبه الجزيرة الكورية

ورغم أن "إعلان جيونغجو" لم يشر إلى أي من القضايا الجيوسياسية التي تؤرق عدد من أعضاء المنظمة، وإن حضرت في اللقاءات الثنائية لرؤساء الدول المشاركة، إلا أن قضية شبه الجزيرة الكورية، مثلت جزءاً من اهتمام الدولة المستضيفة، كوريا الجنوبية.

وتعهد رئيس كوريا الجنوبية لي جيه ميونج، بمواصلة الإجراءات الاستباقية لتخفيف التوتر والدفع بجهود السلام مع كوريا الشمالية.

وقال لي، إن "المواجهة العسكرية والتوتر والقضايا النووية تقيد الاستقرار والتعاون ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية، ولكن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ".

وترى سول، أن "استقرار شبه الجزيرة الكورية سيخدم منطقة شمال شرق آسيا"، وكذلك "مصالح الصين" التي يزور رئيسها شي جين بينج كوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ 11 عاماً، فيما تحاول سول وبكين إعادة العلاقات إلى طبيعتها، أو استعادة عافيتها بشكل كامل.

وتُعد سول حليفاً عسكرياً أساسياً لواشنطن، إذ تستضيف آلاف الجنود الأميركيين وتعتمد على "المظلة النووية" الأميركية لحمايتها من كوريا الشمالية.

وكان لي قد استقبل ترمب في وقت سابق من الأسبوع الجاري، في زيارة دولة، قدّم خلالها الهدايا وأثنى عليه، قبل الإعلان عن اتفاق تجاري جديد يهدف إلى خفض الرسوم الأميركية مقابل استثمارات كورية بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة.

قمة صينية كورية جنوبية

ويختتم شي جين بينج، زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى كوريا الجنوبية، السبت، بعشاء رسمي واجتماع قمة مع لي جاي ميونج، الذي تعهّد بموازنة علاقات سول مع بكين.

وقال رئيس كوريا الجنوبية، إن "دور الصين مهم للغاية لإحلال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".

الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج يستقبل نظيره الصيني شي جين بينج في مدينة جيونغجو. كوريا الجنوبية. 1 نوفمبر 2025
الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج يستقبل نظيره الصيني شي جين بينج في مدينة جيونغجو. 1 نوفمبر 2025 - Reuters

واعتبر لي، أنه من الصعب القول إن العلاقات بين سول وبكين "عادت إلى طبيعتها بالكامل"، معرباً عن أمله في تحقيق تحسن كبير.

وقبل اجتماع شي ولي، قال مكتب الرئاسة في سول، إن "الرئيس سيبحث مع نظيره الصيني نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية"، وهو تعبير دبلوماسي يشير إلى ترسانة كوريا الشمالية النووية، المحظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي.

وردت بيونج يانج، الحليف العسكري والاقتصادي للصين، ببيان، السبت، وصفت فيه الدعوة لنزع السلاح النووي بأنها "حلم مستحيل".

وكان ترمب قد عرض لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، خلال زيارته لكوريا الجنوبية، لكن بيونج يانج لم ترد على طلبه.

ومع ذلك، قال رئيس كوريا الجنوبية، إن الولايات المتحدة ما تزال "الأهم" في التعامل مع ملف كوريا الشمالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك