قال وزير الحرب الأميركي بيت هيجسيث، الأحد، إن واشنطن تريد تعزيز التعاون العسكري مع فيتنام، وذلك خلال زيارة لهانوي من المقرر أن يلتقي خلالها بقادة فيتناميين.
وأضاف قبيل اجتماعه مع وزير الدفاع فان فان جيانج، أن علاقات واشنطن العسكرية مع فيتنام تضمنت تسليم ثلاث سفن لخفر السواحل الفيتنامي وثلاث طائرات تدريب من طراز تي-6، من طلبية تشمل 12 طائرة.
وذكر هيجسيث: "الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة هذه المشاريع وأكثر من ذلك"، مضيفاً أن بلاده تدعم "فيتنام قوية ومستقلة". وأردف قائلاً "تعزيز التعاون سيعود بالنفع على بلدينا".
ويلتقي هيجسيث، الأحد، بمسؤولين فيتناميين كبار وسط محادثات مستمرة منذ فترة طويلة بشأن إمكانية توريد واشنطن معدات عسكرية إلى بلد كان عدوا لهاً في السابق.
وذكر مسؤول فيتنامي مطلع أنه من المتوقع أن يلتقي هيجسيث بزعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام ورئيس البلاد لونج كونج.
مواجهة التوسع الصيني
وتُعد الولايات المتحدة أكبر سوق لصادرات فيتنام، ومنذ رفع الحظر الأميركي على تصدير السلاح إلى هانوي في 2016، أصبحت واشنطن مورّداً رئيسياً للأسلحة، كما تعتبرها الحكومة الأميركية شريكاً استراتيجياً مهماً في جهودها لمواجهة التوسع الصيني.
مع ذلك، لا تزال فيتنام تحتفظ بعلاقة عسكرية طويلة الأمد مع روسيا، تعتمد من خلالها على موسكو في توفير قطع الغيار والمعدات العسكرية، وهو ما يُرجّح استمرار هذا الاعتماد لسنوات مقبلة، وتشير العقود الدفاعية الأخيرة إلى أن هانوي لا تنوي التراجع عن دعمها لموسكو، حتى مع تنامي علاقاتها مع واشنطن.
وتتطلع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، والتي تعتمد بشكل كبير على الأسلحة الروسية، منذ سنوات إلى تنويع ترسانتها.
واكتسبت المحادثات مع الولايات المتحدة، التي رفعت في عام 2016 حظراً على إمدادات الأسلحة لفيتنام، زخماً خلال إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، لكنها لم تسفر بعد عن أي إعلان رسمي.
تراجع صادرات روسيا
وتعد روسيا المورّد الرئيسي للأسلحة إلى فيتنام، بما في ذلك المقاتلات والدبابات والسفن، غير أن الحرب الدائرة بين موسكو وكييف، والعقوبات الدولية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، أدت إلى تضييق الخناق على الصادرات الروسية.
ففي عام 2011، قدمت روسيا قرضاً لفيتنام بقيمة ملياري دولار لتمويل صفقة شملت فرقاطتين و64 دبابة من طراز T90S. وفي 2023، حصلت على قرض إضافي بقيمة 8 مليارات دولار لشراء مقاتلات SU-30 وفرقاطتين إضافيتين، لم تُسلّم بعد.
وخلال زيارة إلى موسكو في مايو 2024، وقّع وفد فيتنامي رفيع المستوى، برئاسة الأمين العام للحزب الشيوعي تو لام، عدداً من الاتفاقيات المتعلقة باستكشاف النفط والغاز، بالإضافة إلى "خطة شراكة استراتيجية" للدفاع والتعاون في مجالات أخرى للفترة بين 2026 و2030، وفقاً لبيان مشترك صادر عن الجانبين.
وتسعى الولايات المتحدة منذ سنوات إلى تعزيز علاقاتها مع فيتنام لمواجهة تنامي النفوذ الصيني في جنوب شرق آسيا، فيما تتفاوض معها تجارياً بعد أن فرض البيت الأبيض رسوماً جمركية بنسبة 20% على صادرات هانوي.











