أعلنت الصين أنها ستسمح بشحن بعض رقائق "نيكسبيريا" Nexperia إلى خارج البلاد، بعدما هدد نقصها بوقف إنتاج السيارات حول العالم، حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية: "سندرس بشكل شامل الظروف الفعلية للشركات، ونمنح إعفاءات للصادرات المؤهلة"، مضيفاً أن الوزارة "ستراعي بشكل كامل أمن واستقرار سلاسل التوريد المحلية والدولية".
وكانت الحكومة الهولندية سيطرت على المقر الرئيسي لشركة صناعة الرقائق الشهر الماضي، وسط مخاوف متزايدة بشأن مالكها الصيني، وبعد أن وسعت الولايات المتحدة نطاق قائمتها السوداء للتصدير لتشمل المجموعة، ما تسبب في انقسام بين مقرها الرئيسي في هولندا وعملياتها في الصين.
ورداً على ذلك، قلصت بكين شحنات منتجات "نيكسبيريا" النهائية، والتي تُعالج 80% منها في الصين، فيما دعت وزارة التجارة الصينية الشركات التي تواجه صعوبات بسبب نقص الرقائق إلى التواصل مع مسؤولي التجارة.
وانبثقت Nexperia عن قسم أشباه الموصلات في شركة Philips، والتي تعود جذورها إلى عشرينيات القرن الماضي، وبِيعَت "نيكسبيريا" في عام 2017، إلى اتحاد صيني قبل أن تشتريها شركة "وينجتيك" الصينية.
والعام الماضي، أضافت الولايات المتحدة "وينجتيك" إلى القائمة السوداء لوزارة التجارة.
وتُنتج رقائق أشباه الموصلات التي تصنعها شركة "نيكسبيريا" في ألمانيا وبريطانيا، ثم تُشحن إلى جنوب الصين للتجميع قبل توزيعها عالمياً.
هدنة تجارية مع واشنطن
وجاء تخفيف موقف بكين بعد أيام من اتفاق الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جين بينج على هدنة لمدة عام في حربهما التجارية خلال قمة في كوريا الجنوبية.
وكجزء من الاتفاق، ستعلق الصين ضوابط التصدير الشاملة على المعادن النادرة، مقابل تعليق الولايات المتحدة تمديد حظرها على تصدير التكنولوجيا إلى فروع الشركات الصينية المدرجة في القائمة السوداء.
كما أجرى مسؤولون صينيون وأوروبيون محادثات في بروكسل، الجمعة، تناولت ضوابط التصدير، بما في ذلك المعادن النادرة وشركة "نيكسبيريا".
وقال مسؤول حكومي هولندي، لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، السبت: "ما زلنا على اتصال بالسلطات الصينية وشركائنا الدوليين للعمل على إيجاد حل بنّاء يعيد التوازن إلى سلسلة توريد الرقائق، وهو ما يعود بالنفع على نيكسبيريا واقتصاداتنا"، فيما قال بيان وزارة التجارة الصينية إن "تدخل الحكومة الهولندية غير المناسب في الشؤون الداخلية للشركة أدى إلى الفوضى الحالية في سلسلة التوريد العالمية".
ويُمثل الإعلان الصيني تهدئة محتملة في الخلاف الذي حرم شركات صناعة السيارات الأوروبية والأميركية واليابانية من الرقائق الأساسية لأجزاء من سلسلة التوريد، من الوسائد الهوائية إلى الإضاءة، ما يهدد بوقف الإنتاج لدى شركات صناعة السيارات الكبرى.
ما هي شركة "نيكسبيريا"؟
وخفضت هوندا إنتاجها في أميركا الشمالية، بينما حذرت "فولكس فاجن" من نفاد إمداداتها من الرقائق بنهاية الأسبوع المقبل.
كما صرّح الرئيس التنفيذي لشركة "فورد"، جيم فارلي، بأن الحكومة الأميركية تسعى جاهدة لحل النزاع، وقال مسؤول تنفيذي أوروبي في قطاع السيارات إن التغيير في موقف الصين إيجابي وهام، لكنه حذّر من أن الاضطرابات في إمدادات الرقائق قد تستمر، حيث لا تزال تفاصيل التنفيذ غير واضحة.
بدورها، صرحت "وينجتيك" الأسبوع الماضي، أن هذه الخطوة كانت، من وجهة نظرها "محاولة لتمهيد الطريق لشركة هولندية للاستحواذ".
وأضافت أن "نيكسبيريا تواجه تهديداً وجودياً نتيجة لهذا الخلاف، مع تعرض مئات الوظائف العالمية للخطر، وأن أي شركة تخلف نيكسبيريا محكوم عليها بالفشل".











