ملك المغرب: بلادنا تعرضت لهجمات مدروسة من دول ومنظمات

ملك المغرب محمد السادس  - twitter/MAP_Information
ملك المغرب محمد السادس - twitter/MAP_Information
دبي -الشرق

قال ملك المغرب محمد السادس، الجمعة، إن بلاده تعرضت لـ"هجمات مدروسة من طرف بعض الدول والمنظمات المعروفة بعدائها للمغرب". وذكر أن الرباط تواصلت بـ"هدوء ومسؤولية" مع مدريد بعد أن مرت العلاقات بـ"أزمة غير مسبوقة هزت الثقة المتبادلة"، على حد وصفه.

وأضاف ملك المغرب في كلمة بـ"مناسبة الذكرى الـ68 لثورة الملك والشعب"، أن بلاده "تتعرض على غرار بعض دول اتحاد المغرب العربي، لعملية عدوانية مقصودة".

ولفت إلى أن "قليلاً من الدول خاصة الأوروبية التي تعد للأسف من الشركاء التقليديين، تخاف على مصالحها الاقتصادية، ومراكز نفوذها بالمنطقة"، بحسب وكالة الأنباء المغربية.

وأكد الملك محمد السادس أن "بعض قيادات هذه الدول لم يستوعبوا أن المشكل ليس في أنظمة بلدان المغرب الكبير، وإنما في أنظمتهم، التي تعيش على الماضي، ولا تستطيع أن تساير التطورات".

وتابع: "يريدون أن نصبح مثلهم، من خلال خلق مبررات لا أساس لها من الصحة، واتهام مؤسساتنا الوطنية، بعدم احترام الحقوق والحريات، لتشويه سمعتها، ومحاولة المس بما تتميز به من هيبة ووقار".

وأشار ملك المغرب إلى وجود "تقارير تتجاوز كل الحدود. فبدل أن تدعو إلى دعم جهود المغرب، في توازن بين دول المنطقة، قدمت توصيات بعرقلة مسيرته التنموية، بدعوى أنها تخلق اختلالاً بين البلدان المغاربية".

أزمة إسبانيا والعلاقة مع ماكرون

وأضاف ملك المغرب أنه "لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار، وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا".

وأشار إلى أن العلاقات مع إسبانيا مرت خلال الفترة الأخيرة بـ"أزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة بشأن مصيرها، غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية".

وأكد أن بلاده لم يكن هدفها "الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما جعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات، التي تحكم هذه العلاقات"، معرباً عن تطلعه لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، من أجل "تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات".

وبشأن العلاقة مع فرنسا، قال الملك محمد السادس إنه "ملتزم بنفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بین المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها إيمانويل ماكرون، روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل".

شرارة الأزمة

واندلعت أزمة دبلوماسية بين الرباط ومدريد في أبريل الماضي، حين استقبال إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو المطالبة باستقلال الصحراء إبراهيم غالي، لعلاجه إثر إصابته بفيروس كورونا المستجد.

وأدرجت مدريد الأمر في إطار "إنساني"، لكن الرباط رفضت حججها، واعتبرت وزارة الخارجية المغربية أن هذا الملف كشف عن "المواقف العدائية لإسبانيا واستراتيجياتها المسيئة، تجاه قضية الصحراء"، وشكت من "انهيار الثقة" بين الجانبين.

وواجهت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أرانتشا غزنزاليس لايا انتقادات في بلادها باعتبارها مسؤولة عن اندلاع الأزمة باستقبال إسبانيا، وأيضاً بسبب التصعيد في حدة الخلاف بمحاولة إسبانيا إقحام الاتحاد الأوروبي في الأزمة والتهديد بضم مدينتي سبتة ومليلية إلى الاتحاد الأوروبي، بينما يعتبر المغرب المدينتين محتلتين من قبل إسبانيا ويطالب باسترجاعهما.

ويعد المغرب شريكاً حيوياً لإسبانيا، لا سيّما في السيطرة على الهجرة ومكافحة الإرهاب. كما أن المغرب هو ثالث شريك اقتصادي لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة والمكسيك.