قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الاثنين، إن طهران لم تتلق أي رسائل من الولايات المتحدة بشأن بدء مفاوضات نووية جديدة، مشيراً إلى أن تبادل الوسطاء رسائل لتقريب وجهات النظر، لا يعني بدء عملية تفاوض بين طهران وواشنطن.
وأضاف بقائي في تصريحات صحافية أوردتها وكالة أنباء "مهر" الإيرانية أن "تحركات الوسطاء بخصوص الملف النووي الإيراني طبيعية، ولا توجد أي مفاوضات جديدة"، مشدداً على أن الأمور المرتبطة بالتفاوض "واضحة، ويجب على الطرف المقابل احترام حقوقنا".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد قال في أكتوبر الماضي، إن بلاده مستعدة للتفاوض من أجل إثبات أن برنامجها النووي سلمي تماماً، مشيراً إلى أنها "مستعدة لأي حل عادل لقضية البرنامج النووي، لكنها لن تتنازل عن حقوقها".
وأضاف عراقجي أن "قنبلة إيران النووية هي القدرة على قول كلمة لا أمام القوى العظمى"، وفق تعبيره، مجدداً تأكيده أن لبلاده الحق في تخصيب اليورانيوم، وأن برنامجها "سلمي بحت".
ورداً على سؤال بشأن تصريح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، قبل أيام قليلة بأن إيران "لم تكن ولا تسعى لامتلاك قنبلة ذرية، أو تُخصّب اليورانيوم"، قال بقائي الاثنين: "لقد صرّح المدير العام بما هو بديهي. ينبغي على الوكالة الامتناع عن الإدلاء بتصريحات تُمثّل نوعاً من تكرار الادعاءات والتكهنات الفارغة".
"تحركات قرب مواقع نووية"
وكان جروسي قال نهاية الشهر الماضي، إن إيران لا تقوم حالياً بتخصيب اليورانيوم بشكل نشط، غير أن الوكالة رصدت تحركات قرب مواقع تخزين مواد نووية داخل البلاد، فيما نقلت شبكة "CNN" عن مصادر استخباراتية أوروبية أن طهران تسرع في إعادة بناء برنامجها للصواريخ الباليستية، رغم إعادة فرض العقوبات الأممية، في سبتمبر.
وأوضح جروسي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" أنه على الرغم من عدم تمكّن المفتشين من الوصول إلى المواقع النووية الإيرانية، إلا أن الوكالة لم ترصد عبر صور الأقمار الاصطناعية أي مؤشرات على تسريع إيران إنتاجها من اليورانيوم المخصب بما يتجاوز المستويات التي كانت لديها قبل الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو.
وأضاف جروسي: "مع ذلك، فإن المواد النووية المخصبة بنسبة 60% لا تزال موجودة داخل إيران"، وتابع: "هذه من النقاط التي نناقشها حالياً، لأن علينا أن نعود إلى هناك لنتأكد من أن تلك المواد لا تزال في مكانها، ولم تُحول إلى أي استخدام آخر".
وتتهم القوى الغربية، إيران، بأن لديها برنامجاً سرياً لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية، من خلال تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عال من النقاء الانشطاري، وهي مستويات تقول هذه الدول إنها تتجاوز ما يمكن تبريره لبرنامج مدني للطاقة الذرية.
وتؤكد طهران أن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض مدنية.
وكانت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وقعتا في سبتمبر الماضي، في القاهرة اتفاقاً يمهد الطريق لاستئناف التعاون بين الجانبين، بما في ذلك إعادة تفعيل عمليات التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية، إلا أن هذا الاتفاق لم يُنفذ بعد، وفق "أسوشيتد برس".
وجاء هذا الاتفاق بعد أن علّقت إيران كل تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب الحرب مع إسرائيل، والتي شنّت خلالها مع الولايات المتحدة ضربات على عدد من المواقع النووية الإيرانية.
ومنذ توقيع الاتفاق، أُعيد فرض سلسلة من العقوبات الأممية على إيران؛ بسبب ما وصفته الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي لعام 2015 بأنه عدم امتثال إيران لالتزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى جانب انهيار مفاوضات السلام مع الولايات المتحدة.










