كيف أجبر "داعش" واشنطن على تغيير خطط الإجلاء من أفغانستان؟

أحد أفراد قوات طالبان  أمام مطار حامد كرزاي الدولي في كابول - أفغانستان - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
أحد أفراد قوات طالبان أمام مطار حامد كرزاي الدولي في كابول - أفغانستان - 16 أغسطس 2021 - REUTERS
دبي- الشرق

قال مسؤول أميركي كبير، السبت، إن التهديدات المحتملة من الموالين لتنظيم "داعش" ضد الأميركيين في أفغانستان، أجبرت الجيش الأميركي على تطوير طرق جديدة لنقل الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم إلى مطار كابول.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، أن تلك التهديدات تضيف تعقيداً جديداً لجهود الإجلاء الفوضوية بالفعل، منذ سقوط أفغانستان السريع في يد حركة طالبان.

ونقلت الوكالة عن المسؤول الأميركي الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، قوله إن مجموعات صغيرة من الأميركيين وربما مدنيون آخرون، سيتم إعطاؤهم تعليمات محددة، بشأن ما يجب القيام به، بما في ذلك الانتقال إلى نقاط العبور، حيث يمكن أن يجمعهم الجيش الأميركي. 

وتأتي التغييرات في الوقت الذي أصدرت فيه السفارة الأميركية في كابول، تحذيراً أمنياً جديداً السبت، تطالب فيه مواطنيها بعدم السفر إلى مطار كابول، دون تعليمات فردية من ممثل الحكومة الأميركية. 

ورفض المسؤولون الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن تهديد  تنظيم" داعش" في ولاية خراسان، لكنهم وصفوه بأنه "خطير"، وقالوا إنه "لم تكن هناك هجمات مؤكدة حتى الآن".

ويقترب الوقت من النفاد قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي جو بايدن، لسحب معظم قوات بلاده المتبقية، وهو 31 من أغسطس الجاري، ولم يلتزم الرئيس ليلة الجمعة بتمديدها. 

فوضى خارج المطار

يواجه بايدن انتقادات متزايدة بسبب طرق الإخلاء، حيث تُظهر مقاطع الفيديو، الفوضى والعنف خارج المطار، حيث إن الأفغان الذين يخشون انتقام طالبان، يرسلون نداءات يائسة بألا يتركهم الأميركيون وراءهم، وفق "أسوشيتد برس".

ولا تزال حشود الأفغان خارج الحواجز الخرسانية في محيط مطار كابول، ممسكين بوثائق السفر وأحياناً أطفالاً يبدو عليهم الذهول، وهم ممنوعون من الدخول بواسطة الأسلاك الشائكة.

ويتطلع عشرات الآلاف من المترجمين الأفغان، وغيرهم من المتعاونين خلال فترة الحرب، وأفراد أسرهم، إلى الإجلاء بعد استيلاء طالبان على أفغانستان بشكل سريع وصادم، بحسب الوكالة الأميركية.

أعلن مسؤول في طالبان، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن زعيم طالبان الملا عبد الغني برادر، الذي تفاوض على اتفاق السلام الموقع مع الولايات المتحدة العام الماضي، كان في كابول لعقد اجتماعات مع قيادة الجماعة.

ويعد وجود برادر مهماً، لأنه أجرى محادثات في كثير من الأحيان مع قادة أفغان سابقين، مثل الرئيس السابق حامد كرزاي.

وأوضح مسؤولون أفغان مطلعون على المحادثات التي أجريت في كابول، أن طالبان قالت إنها لن تعلن عن حكومتها حتى مضي 31 أغسطس الموعد النهائي لسحب القوات الأميركية.

رحلات إجلاء "شبه خاوية"

وتستمر عمليات الإجلاء، على الرغم من أن بعض الرحلات المغادرة كانت بعيدة عن أن تكون ممتلئة، بسبب فوضى المطار ونقاط التفتيش التابعة لطالبان، والبيروقراطية.

ونقلت طائرة ألمانية مساء الجمعة 172 شخصاً تم إجلاؤهم، لكن رحلتين متتاليتين كان بهما سبعة وثمانية أشخاص فقط على التوالي.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، إن حوالي 1000 شخص يتم إجلاؤهم يومياً وسط "استقرار" في المطار. لكن مسؤولاً سابقاً في مشاة البحرية الملكية البريطانية، تحول إلى مدير جمعية خيرية في أفغانستان، أكد أن الوضع يزداد سوءاً، ولا يتحسن.

وقال بول فارثينج لراديو "بي بي سي"، السبت: "لا يمكننا مغادرة البلاد لأننا لا نستطيع الوصول إلى المطار، من دون تعريض حياتنا للخطر"، مضيفاً: "لقد رأيتم جميعاً المشاهد (الفوضى في المطار عقب سيطرة طالبان)، فالأمر لا يختلف اليوم عن أي وقت آخر".

ونقلت "أسوشيتد برس" عن مسؤول عسكري أميركي الجمعة، أن حوالي 5700 شخص، من بينهم حوالي 250 أميركياً، نُقلوا من كابول على متن 16 طائرة نقل من طراز سي -17، تحت حراسة عسكرية أميركية مؤقتة، قوامها 6 آلاف جندي. وفي اليومين الماضيين، تم نقل حوالي 2000 شخص جواً.

وأكد المسؤولون، أن طائرات هليكوبتر عسكرية أميركية حلّقت خارج مطار كابول لنقل 169 أميركياً يسعون إلى الإجلاء. ومن غير المعروف عدد المواطنين الأميركيين الباقين في أفغانستان، لكن التقديرات تصل إلى 15 ألفاً.

التغطية المباشرة لمستجدات الأحداث في أفغانستان: