تعهّد الديمقراطي زهران ممداني خلال كلمته بخطاب الانتصار في انتخابات عمدة مدينة نيويورك، بمواجهة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي هاجمه بشدة خلال الحملة الانتخابية، وتدشين "عصر سياسي جديد".
ووعد ممداني، أمام حشود كبيرة من المؤيدين في بروكلين، بإطلاق "جيل جديد من التغيير" يرفض سياسات الرئيس الأميركي، وقال إنه "إذا كان هناك من بإمكانه أن يُظهر كيفية هزيمة دونالد ترمب الذي خذل بلادنا، فهي مدينة نيويورك التي وُلد ونشأ فيها".
وتابع: "إذاً دونالد ترمب، أعلم أنك تشاهد الآن، لدي 4 كلمات لك، ارفع صوت (الجهاز) للأعلى، سنحاسب مُلّاك العقارات السيئين، لأن أمثال ترمب في مدينتنا أصبحوا مرتاحين جداً في استغلال المستأجرين لديهم".
وأضاف ممداني: "لقد منحتموني تفويضاً للتغيير.. تفويض لنمط جديد من السياسة، تفويض لمدينة يمكنها أن تتحمل تكاليف المعيشة، وتفويضاً لإدارة يمكنها تحقيق ذلك".
واعتبر ممداني، أنه في "هذه اللحظة من الظلام السياسي، ستكون نيويورك هي النور"، متعهداً بقيادة المدينة "بروح من التعاطف في زمن الانقسام".
ووصف ممداني فوزه في الانتخابات، بأنه "انتصار رغم كل الصعاب"، وأضاف أمام حشود استقبلته بهتافات "زهران.. زهران": "المستقبل بين أيدينا".
الدفاع عن الأقليات
وأشار ممداني في خطاب النصر إلى الأقليات العرقية في مدنية نيويورك، وقال في كلمته باللغة العربية: "أنا منكم وإليكم"، مكرّراً عبارة وردت في مقطع فيديو ترويجي قبل أيام، تحدث فيها باللغة العربية، مستهدفاً الناخبين الأميركيين من أصول عربية.
وشكر ممداني زوجته راما دواجي، وهي أميركية من أصل سوري، ووصفها بلغة عربية قائلاً إنها "حياتي".
وممداني أول عمدة مسلم لمدينة نيويورك، وأول شخص من أصول جنوب آسيوية يتولى هذا المنصب.
وأضاف ممداني قائلاً: "لم أكن المرشح المثالي، أنا شاب صغير في العمر، ومسلم، واشتراكي ديمقراطي، والأسوأ بالنسبة للبعض، أنني أرفض التخلي عن ذلك".
وأكد ممداني أنه سيدافع عن جميع الأقليات، قائلاً: "نؤمن هنا بالدفاع عن أولئك الذين نحبهم، سواء كنت مهاجراً، أو إحدى النساء السود اللواتي أقالهن دونالد ترمب من وظيفة فيدرالية، أو أماً عزباء لا تزال تنتظر انخفاض تكلفة البقالة، أو أي شخص آخر يجد نفسه في موقف صعب".
ووعد العمدة المنتخب بالوقوف "بثبات إلى جانب اليهود في نيويورك"، و"ألّا يتراجع عن محاربة معاداة السامية".
وقال إن "المسلمين في نيويورك سيعلمون أيضاً أن لهم مكانهم ليس فقط في الأحياء الخمسة لهذه المدينة، بل في مراكز صنع القرار أيضاً".
عصر سياسي جديد
ووصف زهران ممداني رؤيته لإدارته المقبلة، بأنها "عصر جديد". وقال: "الليلة انتقلنا من القديم إلى الجديد، فلنتحدث الآن بوضوح وبقناعة لا يمكن إساءة فهمها حول ما سيقدمه هذا العصر الجديد".
وتابع ممداني قائلاً، إن هذا العصر سيقدّم لسكان نيويورك "رؤية جريئة" بدلاً من "الأعذار".
وأضاف: "الركيزة المركزية لتلك الرؤية ستكون أجندة هي الأكثر طموحاً لمعالجة أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة، التي لم تشهدها هذه المدينة منذ أيام العمدة السابق فيوريلو لاجوارديا"، الذي قاد نيويورك بين عامي 1934 و1945، ويوصف بأنه أحد أعظم من تولى منصب العمدة في التاريخ الأميركي.
وتوجّه ممداني إلى أنصاره قائلاً: "أصدقائي، لقد أسقطنا سلالة سياسية"، في إشارة إلى خصمه أندرو كومو. وأضاف: "أتمنى لأندرو كومو كل التوفيق في حياته الخاصة، لكن يجب أن نكون واضحين، هذه الليلة ستكون آخر مرة أذكر فيها اسمه".
واعتبر ممداني فوزه في الانتخابات "انتصاراً لكل سكان نيويورك، من سائقي سيارات الأجرة إلى الطهاة".
وروى ممداني قصة إضرابه عن الطعام لمدة 15 يوماً أمام مبنى البلدية برفقة سائق تاكسي يُدعى ريتشارد. وقال له: "أخي ريتشارد، نحن في مبنى البلدية الآن".
كما استعاد ممداني أحاديث أخرى أجراها على مدار السنوات مع أشخاص من الطبقة العاملة، من أصحاب البقالات الصغيرة إلى الممرضات. وقال إن حملته كانت من أجل تمثيل هؤلاء الناس. وأضاف: "هذه مدينتكم، وهذه الديمقراطية تخصكم أيضاً".
وجعل ممداني قضية القدرة على تحمل تكاليف المعيشة محور حملته، وجدّد في خطاب النصر التأكيد على أن خططه تشمل تجميد الإيجارات، وجعل حافلات المدينة مجانية، وتوفير رعاية أطفال شاملة.
ويمثل فوز ممداني انتصاراً للجناح التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، فيما يشهد الديمقراطيون انقساماً على المستوى الوطني حول كيفية مواجهة ترمب، الذي انتقد ممداني واصفاً إيّاه بـ"الشيوعي".









