تداعيات اقتصادية لاضطرابات المطارات الأميركية مع استمرار الإغلاق الحكومي

إلغاء رحلات جوية على لوحة إعلانية في مطار لوجان الدولي بمدينة بوسطن الأميركية. 7 نوفمبر 2025 - Reuters
إلغاء رحلات جوية على لوحة إعلانية في مطار لوجان الدولي بمدينة بوسطن الأميركية. 7 نوفمبر 2025 - Reuters
دبي/ واشنطن -الشرقوكالات

تهدد اضطرابات المطارات الأميركية، الناجمة عن الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، بتداعيات اقتصادية واسعة، إذ ألغت شركات الطيران الأميركية 1330 رحلة جوية في اليوم الثاني من تخفيضات الرحلات الجوية التي فرضتها الحكومة الفيدرالية في جميع أنحاء البلاد، السبت.

وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، قد أصدرت تعليمات لشركات الطيران بتخفيض 4% من الرحلات الجوية اليومية بدءاً من الجمعة في 40 مطاراً رئيسياً، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الحركة الجوية. وأدى الإغلاق إلى نقص في عدد المراقبين الجويين، بسبب عدم حصولهم على رواتبهم منذ أسابيع.

واستشهدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بمشكلات مراقبة الحركة الجوية في الوقت الذي يحاول فيه الجمهوريون الضغط على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ لدعم ما يسمونه مشروع قانون تمويل حكومي "نظيف" دون قيود.

ويلقي الديمقراطيون باللوم في الإغلاق على رفض الجمهوريين للتفاوض بشأن دعم التأمين الصحي الذي سينتهي في نهاية هذا العام.

وأبلغت إدارة الطيران الاتحادية، السبت، عن مشكلات تتعلق بالعاملين في مراقبة الحركة الجوية في 25 مطاراً ومركزاً آخر، مما أدى إلى تأخير الرحلات الجوية في 12 مدينة أميركية كبرى على الأقل، بما في ذلك أتالانتا ونيوارك وسان فرانسيسكو وشيكاجو ونيويورك.

ازدادت وتيرة الاضطرابات التي شهدتها رحلات الجوية بشكل طفيف يوم السبت، وهو يوم يقلُّ فيه السفر عادةً في الولايات المتحدة، حيث تم تسجيل نحو 1000 رحلة ملغاة في كل من اليومين الأولين، وفق موقع FlightAware، وهو موقع إلكتروني يتتبع الرحلات الجوية.

وبحلول منتصف يوم السبت، شهد مطار شارلوت، بولاية نورث كارولاينا، إلغاء 130 رحلة جوية قادمة ومغادرة، حسبما أشارت مجلة "بوليتيكو".

كما شهدت مطارات أتالانتا وشيكاجو ودنفر ونيوارك بولاية نيو جيرسي، العديد من الاضطرابات على مدار يوم السبت. وأدى النقص المستمر في الموظفين في مراكز الرادار وأبراج المراقبة، إلى زيادة حالات الإلغاء والتأخير يوم السبت في العديد من مطارات الساحل الشرقي، بما في ذلك تلك المحيطة بمدينة نيويورك.

وأوضحت المجلة، أنه لم تكن جميع حالات الإلغاء بسبب أمر إدارة الطيران الفيدرالية، وهذه الأرقام لا تمثل سوى جزء صغير من إجمالي الرحلات الجوية على مستوى البلاد. ولكن من المؤكد أنها سترتفع في الأيام القادمة إذا استمر التباطؤ.

صرحت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية FAA، بأن التخفيضات التي تؤثر على جميع شركات الطيران التجارية تبدأ بنسبة 4% من الرحلات في 40 مطاراً مستهدفاً، وسترتفع مجدداً، الثلاثاء، قبل أن تصل إلى 10% من الرحلات يوم الجمعة.

وحذر وزير النقل الأميركي شون دافي، هذا الأسبوع من أنه قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من تخفيضات الرحلات إذا استمر الإغلاق الحكومي وتوقف المزيد من مراقبي الحركة الجوية عن العمل.

لماذا تُلغى الرحلات؟

ظل مراقبو الحركة الجوية بدون رواتب لما يقرب من شهر مع استمرار الإغلاق الحكومي، مما دفع الكثيرين إلى التغيب عن العمل بداعي المرض، مما زاد من نقص الموظفين الحالي.

وقال وزير النقل الأميركي، إنه قد يوجه بتخفيضات بنسبة 20% في الحركة الجوية إذا توقف المزيد من المراقبين عن الحضور للعمل، وأضاف: "أقوم بتقييم البيانات. سنتخذ القرارات بناء على ما نراه في المجال الجوي".

وأفادت الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية، بأن معظم المراقبين يعملون ساعات إضافية إلزامية ستة أيام في الأسبوع خلال فترة الإغلاق دون أجر، ويلجأ بعضهم إلى وظائف إضافية لسداد فواتيرهم.

وخلال فترة الإغلاق الحكومي المطولة المستمرة منذ 39 يوماً، أُجبر 13 ألف مراقب للحركة الجوية، و50 ألف مراقب أمني على العمل دون أجر، وتم إخطار عدد من مراقبي الحركة الجوية، الخميس الماضي، بأنهم لن يتلقوا أي تعويضات لفترة الرواتب الثانية على التوالي الأسبوع المقبل.

كيف يتأثر الركاب؟

شعر معظم المسافرين بالارتياح عندما علموا أن شركات الطيران التزمت إلى حد كبير بجدولها الزمني، الجمعة، وأن أولئك الذين أُلغيت رحلاتهم تمكنوا من إعادة الحجز بسرعة. وحتى الآن، لم تنقطع الرحلات الدولية الأطول، فيما يكتنف الغموض، الرحلات الجوية التي ستُلغى لاحقاً.

وأبلغت شركات تأجير السيارات، عن زيادة حادة في حجوزات الذهاب فقط يوم الجمعة، وقام بعض الأشخاص بإلغاء الرحلات تماماً.

ما هي الآثار الاقتصادية المحتملة؟

تزداد احتمالات ارتفاع أسعار بعض المنتجات في المتاجر الأميركية، مع استمرار اضطراب حركة الطيران في ظل الإغلاق الحكومي، حيث يتم شحن ما يقرب من نصف إجمالي الشحنات الجوية في الولايات المتحدة في طائرات الركاب التجارية.

وقال باتريك بنفيلد، أستاذ ممارسات سلسلة التوريد في جامعة سيراكيوز لـ"بوليتيكو"، إن الاضطرابات الكبيرة في الرحلات الجوية قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن التي تنتقل إلى المستهلكين.

وحذر جريج رايف، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إليفيت" للطيران، من أن المزيد من الخسائر ستمتد إلى الاقتصاد إذا استمر التباطؤ، وتمتد القطاعات المعنية من السياحة إلى التصنيع.

وأضاف في تصريحات للمجلة: "سيؤثر هذا الإغلاق على كل شيء، من طائرات الشحن إلى حضور اجتماعات العمل، إلى قدرة السياح على السفر"، وتابع: "سيؤثر ذلك على ضرائب الفنادق وضرائب المدينة. هناك تأثير متتالي ينتج عن هذا الأمر".

تصنيفات

قصص قد تهمك