وافق مجلس الشيوخ الأميركي الاثنين، على حزمة مؤقتة لتمويل الحكومة وإنهاء الإغلاق، بعدما انضم 8 أعضاء ديمقراطيين إلى الجمهوريين في التصويت لصالح الحزمة، رغم أن مشروع القانون لا يضمن مطلب حزبهم الأساسي وهو تمديد إعانات قانون الرعاية الصحية الميسرة، والذي يساعد ملايين الأميركيين على تحمل تكاليف التأمين الصحي.
وسيتعين الآن على مجلس النواب الموافقة على حزمة التمويل لإعادة فتح الحكومة رسمياً، وتمويل وكالاتها ودفع رواتب الموظفين الفيدراليين.
ويتوقع أن يصوت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون الأربعاء، ما يضع حداً لأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، وصل إلى يومه الـ41 الثلاثاء.
ومن المرجح أن يحتاج رئيس المجلس مايك جونسون إلى مساعدة الرئيس دونالد ترمب، لحشد الدعم اللازم داخل صفوف حزبه المنقسم من أجل تمرير الحزمة، كما يتوقع إجراء سلسلة من عمليات التصويت المتتالية.
ومرر مجلس الشيوخ حزمة التمويل بـ60 صوتاً (52 جمهورياً و8 ديمقراطيين)، ومعارضة 40 نائباً (39 ديمقراطياً، وجمهوري واحد)، بينهم زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر.
وينص المشروع على تمويل الحكومة حتى 30 يناير، إضافة إلى إدراج حزمة من ثلاثة قوانين تمويل سنوية كاملة، بينها تمويل برامج المساعدات الغذائية لـ42 مليون أميركي، ما يعني أنه إذا نفد التمويل في 30 يناير، ودخلت البلاد في إغلاق جديد، فإن مساعدات "قسائم الطعام" لن تتأثر.
وشمل المشروع بنوداً تُلغي عمليات فصل الموظفين التي حدثت خلال الإغلاق، وتضمن صرف مستحقات المتأخرات لهم، وهو ما اعتبره بعض الديمقراطيين مكسباً كافياً لدعم المشروع.
وأصبح الإغلاق الحكومي مكلفاً سياسياً إذ أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الجمهوريين يتحملون اللوم بشكل متكرر عن التعثر في التمويل.
وأثارت الصفقة التي عقدها الديمقراطيون الوسطيون في مجلس الشيوخ مع زملائهم الجمهوريين لتمرير الحزمة، خلافاً داخل الحزب بشأن استراتيجيته في معركة التمويل المستمرة منذ 41 يوماً، وإلى أين يتجهون بعد ذلك، وفق CNN.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ جون ثون على منصة "إكس"، إنه "بعد 41 يوماً طويلاً، يسعدني أننا أخيراً أصبح لدينا مساراً واضحاً لإنهاء هذا الإغلاق غير الضروري بطريقة مسؤولة تعيد دفع رواتب الموظفين الفيدراليين سريعاً وتعيد فتح الحكومة الفيدرالية".
وعد بلا ضمانة.. ومؤشر سلبي
وفيما كان معظم الديمقراطيين متحمسين لمواصلة الإغلاق حتى تمرير قانون يمدد إعانات الرعاية الصحية، قال الأعضاء الوسطيون إنه مع تصلّب موقف الرئيس دونالد ترمب، لم تكن هناك فرصة حقيقية لتحقيق مكاسب سياسية في ملف الرعاية الصحية.
وبدلاً من ذلك، حصل الديمقراطيون الـ8 على وعد بإجراء تصويت مستقبلي على مشروع قانون للرعاية الصحية، لكن هذا الوعد يبقى بلا ضمانة، إذ لا توجد أي ضمانات على دعم الجمهوريين لتمرير مشروع القانون في مجلس الشيوخ، ناهيك عن مجلس النواب.
وفي مؤشر سلبي لهذا المسار، صوت جميع الجمهوريين الـ53 في مجلس الشيوخ الاثنين ضد إدراج تمديد بسيط لمدة عام واحد لتمويل قانون الرعاية الصحية، وهو اقتراح تقدمت به السيناتور الديمقراطية تامي بالدوين من ولاية ويسكونسن، وذلك قبيل التصويت النهائي، وفق ما ذكرت NBC NEWS.
وأنهى تصويت الاثنين، مفاوضات محمومة داخل مبنى الكابيتول، تخللتها محادثات هادئة بين الوسطيين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وقادة الجمهوريين والبيت الأبيض طوال عطلة نهاية الأسبوع، قبل أن يكشفوا رسمياً عن اتفاقهم، الأحد.
وتعرض زعيم الأقلية الديمقراطية في المجلس تشاك شومر لغضب شديد من الجناح اليساري في الحزب، رغم أنه لم يصوت لصالح الاتفاق، بسبب سماحه لهذه المجموعة من المشرعين بإبرام الاتفاق من دون أي مكاسب حقيقية في ملف إعانات قانون الرعاية الصحية الميسرة التي ستنتهي قريباً، ما سيرفع أقساط التأمين الصحي لملايين الأميركيين.
تحركات في مجلس النواب
وعقد رئيس مجلس النواب مايك جونسون مكالمة مع الجمهوريين في المجلس صباح الاثنين، لشرح الجدول الزمني المحتمل للتصويت هذا الأسبوع، بعد أن ظل المجلس خارج الانعقاد منذ 19 سبتمبر.
وقال جونسون إنه يأمل بالتصويت على اتفاق مجلس الشيوخ في أقرب وقت الأربعاء، رغم أن توقيت التصويت قد يتغير، ودعا الأعضاء إلى العودة إلى واشنطن في أسرع وقت، بسبب تأخيرات الرحلات الجوية.
كما تعهد بأن تؤدي النائبة الديمقراطية المنتخبة أديليتا جريهالفا اليمين قبل التصويت، بعد فوزها في الانتخابات الخاصة في 23 سبتمبر، على أن يجري المجلس بعد ذلك التصويت على مشروع مجلس الشيوخ ثم على الإقرار النهائي، قبل أن يغادر النواب العاصمة مجدداً.
ورغم التوقعات بأن يكون التصويت متقارباً، عبّر جونسون عن ثقته في تمرير مشروع تمويل الحكومة القادم من مجلس الشيوخ.
أما زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، فقال إن الديمقراطيين في المجلس "يركزون على التعامل مع مشروع القانون القادم من مجلس الشيوخ، وسنقاتل بقوة لإسقاطه".
وعندما سُئل عما إذا كان الإغلاق يستحق ما حدث، أجاب جيفريز: "لقد خضنا معركة باسم الشعب الأميركي، والمعركة ما زالت مستمرة".









