محدّث
سياسة

عبد العاطي وفيدان يناقشان قضايا غزة والسودان وسوريا وليبيا والقرن الإفريقي

وزير الخارجية المصري من أنقرة: حققنا تقدماً نحو شراكة استراتيجية مع تركيا

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مقر حزب العدالة والتنمية. 12 نوفمبر 2025 - .
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يستقبل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مقر حزب العدالة والتنمية. 12 نوفمبر 2025 - .
دبي-الشرق

استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بعد انعقاد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا، الذي انعقد في العاصمة أنقرة، برئاسة وزيري خارجية البلدين.

وقال عبد العاطي، في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، إن ما تحقق من نتائج خلال اجتماع مجموعة التخطيط المشتركة بين البلدين يمثل قاعدة قوية للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة.

وذكر أن الاجتماع يمثل "خطوة مهمة نحو خطوات عملية تعزز التعاون الثنائي"، وشهد مباحثات معمقة بين كبار المسؤولين حول "مجالات التعاون في قطاعات التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية والطاقة والثروة المعدنية والنقل والصناعة والتعليم والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".

الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا في العاصمة أنقرة. 12 نوفمبر 2025
الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة بين مصر وتركيا في العاصمة أنقرة. 12 نوفمبر 2025 - facebook.com/MFAEgypt

وأشار عبد العاطي إلى أن انعقاد مجموعة التخطيط المشتركة "يأتي في إطار الإعداد لعقد الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى في القاهرة العام المقبل".

وأكد "حرص القيادة السياسية المصرية على تعزيز التعاون المشترك مع تركيا في مختلف المجالات، وبناء نموذج يحتذى به للتعاون بين دولتين مركزيتين في المنطقة".

تطوير التعاون العسكري

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن أنقرة تسعى إلى تعزيز الصناعات العسكرية مع القاهرة، مضيفاً أن مصر أكبر شريك تجاري لنا في إفريقيا، وأن بلاده تسعى إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة.

ودعا فيدان إسرائيل إلى رفع كل المعوقات وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال إن تركيا ترغب في رؤية شرق المتوسط على أنه "منطقة استقرار، مع احترام كل الأطراف".

وذكر فيدان أن الموقف التركي بشأن السودان يشبه الموقف المصري وموقف الجامعة العربية بضرورة وقف العنف، وأعرب عن القلق البالغ جرّاء الأحداث في مدينة الفاشر. وشدد على أن "الاشتباكات في السودان يجب أن تتوقف"، قائلاً: "سنستمر في العمل للحفاظ على وحدة وسيادة السودان".

المرحلة الثانية من اتفاق غزة

في السياق نفسه، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أن الوزيرين تناولا تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وشددا على أهمية تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، وضرورة الانتقال للمرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأضاف أن الجانبين تناولا التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار والتعافي المبكر في قطاع غزة، مشيراً إلى أن عبد العاطي أعرب عن تطلع مصر لمشاركة تركية فعالة في هذا المؤتمر بما يسهم في حشد الجهود الدولية لدعم إعادة إعمار القطاع.

وأكد الوزيران تمسكهما بضرورة التوصل إلى حل الدولتين على أساس خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ورفض أي محاولات لتغيير الوضع القانوني أو فرض وقائع جديدة على الأرض.

وحدة السودان

وتناولت المباحثات، بحسب وزارة الخارجية المصرية، تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد عبد العاطي على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة واستقرار السودان ومؤسساته الوطنية، وإدانة الفظائع المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر.

وأكد وزير الخارجية المصري أهمية التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في السودان، وفتح الممرات الإنسانية لضمان تدفق المساعدات إلى جميع أنحاء البلاد. واتفق الجانبان على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتشجيع الحلول السياسية والحوار الوطني.

خارطة أممية في ليبيا

 وفيما يخص الأزمة الليبية، جدد عبد العاطي التأكيد على دعم مصر لخارطة الطريق التي طرحتها البعثة الأممية، والدعوة إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة في أقرب وقت ممكن، وخروج جميع القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب والمرتزقة من الأراضي الليبية، بما يعيد الأمن والاستقرار ويصون وحدة ليبيا وسيادتها، بحسب بيان وزارة الخارجية المصرية.

سيادة سوريا

كما تناولت المباحثات التطورات في سوريا، حيث شدد الوزير عبد العاطي على موقف مصر الراسخ الداعي إلى احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفض أية تحركات أو تدخلات من شأنها تقويض استقرار البلاد، داعياً إلى تفعيل عملية سياسية شاملة تحقق تطلعات الشعب السوري.

استقرار القرن الإفريقي

 وفيما يتعلق بالقارة الأفريقية، أكد الوزيران أهمية تعزيز التعاون المصري التركي في إفريقيا، بما يسهم في دعم التنمية والاستقرار في القارة، واتفقا على تعزيز الشراكة الثلاثية المصرية التركية الإفريقية من خلال المشروعات التنموية والاستثمارية المشتركة، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة.

وشدد عبد العاطي على أهمية دعم الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي واحترام سيادة ووحدة الأراضي الصومالية، ورفض أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية.

وأشاد عبد العاطي بمستوى التشاور والتفاهم القائم بين مصر وتركيا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً تطلع مصر إلى مواصلة التنسيق والتشاور مع الجانب التركي بما يسهم في تعزيز الاستقرار والسلام والتنمية في المنطقة.

وأشار إلى عمق العلاقات التاريخية التي تجمع مصر وتركيا، لافتاً إلى أن زيارته الحالية لتركيا هي الثالثة خلال العام الجاري "بما يعكس الزخم المتنامي في مسار العلاقات الثنائية وحرص الجانبين على تعزيز التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات".

ونوه إلى أن الزيارتين المتبادلتين اللتين قام بهما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة، في فبراير 2024، ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في سبتمبر من العام نفسه، قد أسستا لمرحلة جديدة في مسيرة التعاون بين البلدين عقب إعادة تفعيل مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى.

بعد عام 2013، شهدت العلاقات المصرية التركية قطيعة حادة، تصاعدت مع مذكرة أنقرة لترسيم الحدود البحرية مع حكومة الوفاق الليبية المقالة من البرلمان، لكن مسار التهدئة انطلق عام 2022 بمصافحة السيسي وأردوغان، ليتطور لاحقاً بزيارات رئاسية، وتعاون في ملفات إقليمية، ومناورات بحرية مشتركة حملت اسم "بحر الصداقة" عام 2025.

تصنيفات

قصص قد تهمك