أعلن الجيش السوداني الخميس، تصديه لهجوم بمسيرات أطلقتها قوات الدعم السريع، قال إنها كانت تستهدف مطار وسد مروي، فيما انتقد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو "الدعم السريع"، ووصف الأوضاع في السودان بأنها "كارثة حقيقية".
وأضاف الجيش في بيان أن الفرقة 19 مشاة بمدينة مروي "نجحت في إسقاط جميع المسيرات قبل أن تصل إلى أهدافها".
وتقع مدينة مروي في شمال السودان، تحديداً على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد حوالي 200 كيلومتر شمال العاصمة الخرطوم. وهي مدينة تاريخية هامة كانت عاصمة مملكة كوش، وتضم أكثر من 200 هرم من الأهرامات الكوشية.
ويأتي ذلك، فيما قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الأربعاء، إن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من تطورات الأوضاع في السودان، ملقياً باللوم على قوات الدعم السريع التي تخوض قتالاً منذ أكثر من عامين مع الجيش السوداني.
وفي حديثه للصحافيين بعد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع في كندا، قال روبيو: "قلقون جداً.. نرعى المبادرة الرباعية إلى جانب مصر والسعودية والإمارات، وأعتقد أن المشكلة الجوهرية، التي نواجهها، أن قوات الدعم السريع توافق على أمور معينة، ثم لا تستطيع مطلقاً، ولا مرة، أن تفي بها أو تنفذها".
وأضاف وزير الخارجية الأميركي: "لدينا الآن كارثة حقيقية بين أيدينا، عقدنا اجتماعات حول هذا الموضوع، وناقشناه مرات عدة مع دول عديدة اليوم، وأعتقد أنه لا بد من اتخاذ خطوات لقطع الأسلحة والدعم الذي تتلقاه قوات الدعم السريع بينما تواصل تقدمها، وأرى أن ما تنقله إلينا المنظمات الإنسانية بالغ الدلالة؛ فهي تقول إن مستويات سوء التغذية والمعاناة التي تشهدها لدى بعض من تمكنوا من الفرار غير مسبوقة.. لقد قالوا إنهم سجلوا حالات لم يسبق لهم تسجيلها من قبل".
ورداً على سؤال عما إذا كان يؤيد مسعى من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في مجلس الشيوخ لتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية أجنبية أو ضمن تصنيف SDGT، قال روبيو: "إذا كان ذلك سيساعد في إنهاء ما يجري، فسنؤيده".
وSDGT هو اختصار لـ Specially Designated Global Terrorist، ويشير إلى "الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص"، وهو تصنيف رسمي تستخدمه وزارة الخزانة الأميركية لتحديد الأفراد والكيانات المرتبطين بالإرهاب عالميًا.
وأضاف روبيو: "لم أطلع على هذا المقترح بعد، لكنني أعلم أن بعض أعضاء مجلس الشيوخ ناقشوا الأمر معي قبل أشهر، لكن في النهاية، ما نريده هو أن يتوقف هذا (ما يحدث في السودان).. يجب أن يتوقف".
مقترح هدنة
وكانت قوات "الدعم السريع" أعلنت، موافقتها على الدخول في الهدنة الإنسانية المطروحة من دول "الآلية الرباعية"، الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات، تمتد من 3 إلى 9 أشهر.
وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان، أنها تتطلع إلى "الشروع مباشرة في مناقشة ترتيبات وقف العدائيات والمبادئ الأساسية الحاكمة للمسار السياسي في السودان بما يفضي إلى معالجة الأسباب الجذرية للحروب".
وكان قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) أعلن "تشكيل لجنة تحقيق في تجاوزات حصلت في الفاشر"، بحسب تعبيره، متعهداً بمحاسبة "أي جندي أو ضابط ارتكب أي جرم أو تجاوز حدوده في الفاشر".
وقال "حميدتي" إن معركة الفاشر فُرضت على قواته، ولم يكن أمامها خيار سوى القتال.










