إدارة ترمب توسع حملتها ضد الهجرة إلى الجنوب الأميركي

إدارة الهجرة الأميركية تطلق حملة واسعة في نورث كارولاينا مع انتقال التركيز من شيكاجو

ضباط فيدراليون خلال احتجاج مناهض لسياسات ترمب بشأن الهجرة أمام منشأة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) في بورتلاند- 25 أكتوبر 2025 - Reuters
ضباط فيدراليون خلال احتجاج مناهض لسياسات ترمب بشأن الهجرة أمام منشأة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك (ICE) في بورتلاند- 25 أكتوبر 2025 - Reuters
دبي-الشرق

بدأ عملاء فيدراليون في الولايات المتحدة، السبت، في تنفيذ عمليات توقيف في شارلوت، المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان بولاية نورث كارولاينا، مع بدء نشر قوات من حرس الحدود في المدينة، في خطوة قالت وزارة الأمن الداخلي إنها تهدف إلى "ضمان سلامة الأميركيين والتخلص من التهديدات التي تمس الأمن العام"، وفق شبكة NBC News.

وسعى مسؤولون محليون السبت، إلى طمأنة السكان مع تزايد القلق في المنطقة حيال العمليات المرتقبة، مؤكدين أن شرطة شارلوت-ميكلنبورج ذات الأغلبية الديمقراطية، لا تشارك في إنفاذ قوانين الهجرة الفيدرالية. كما دعوا المجتمع إلى الحفاظ على الهدوء.

وأكد رئيس شرطة مقاطعة ميكلنبورج، جاري ماكفادن، في وقت سابق هذا الأسبوع، أنه علم بخطط حرس الحدود للعمل داخل المدينة.

وتوسع بذلك، إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حملتها على الهجرة غير الشرعية إلى جنوب الولايات المتحدة، بعد انتقال التركيز جزئياً من شيكاجو، بولاية إلينوي.

وقالت وزارة الأمن الداخلي، التي أطلقت على العملية اسم "عملية شبكة شارلوت" (Operation Charlotte’s Web)، في تلاعب لفظي على قصة للأطفال تحمل اسم Charlotte’s Web، وتم تحويلها إلى فيلم، إن نحو 1400 مذكرة احتجاز صادرة عن وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في ولاية نورث كارولاينا "لم يُلتزم بها"، ما يعني أن الأشخاص المعنيين أُطلق سراحهم "في شوارع نورث كارولاينا، بسبب سياسات الملاذ الآمن".

وزعمت المتحدثة باسم الوزارة، تريشا ماكلاكلين، وجود "عدد كبير للغاية من الضحايا" نتيجة جرائم ارتكبها مهاجرون غير شرعيين. وقالت إن الرئيس دونالد ترمب والوزيرة كريستي نويم "سيتحركان لحماية الأميركيين عندما يعجز سياسيو الملاذات الآمنة عن ذلك".

وأفادت منظمات أهلية برصد انتشار متزايد لعناصر وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك وحرس الحدود في عدد من المحاور، بينها "ساوث بوليفارد" و"آرشديل" و"أروود" و"سنترال أفينيو" و"روزهافن" و"شارون أميتي"، منذ ساعات الصباح الأولى، السبت.

وفي مخبزه اللاتيني بشرق شارلوت، وقف المالك مانويلو بيتانكور يراقب المكان، مرتدياً صافرة حول عنقه وحاملاً مفتاح بابه في يده استعداداً لإغلاقه.

ويُعد مخبزه مقصداً أساسياً لمجتمع المهاجرين. وقال إنه في وقت سابق من صباح السبت، قام مسؤولون فيدراليون بتفتيش مكان وقوف السيارات الخاص بمخبزه، بينما كان طاقمه يُعد آلاف قطع الكعك المُحلى "الكونشا" لزبائنهم.

وقال بيتانكور: "فقد كثير من الأطفال آباءهم هذا الصباح"، في إشارة إلى اعتقال الكثير من الآباء المهاجرين.

ووثق صحافي محلي مقطع فيديو يُظهر عناصر حرس الحدود، وهم يقتادون رجلاً مكبلاً بالأصفاد في مركز تسوق بشرق شارلوت. وفي مركز آخر، رُصد عناصر وهم يسحبون رجلاً من شاحنته استعداداً لتوقيفه.

كما شوهد عناصر في موقف للسيارات تابع لمتجر "هوم ديبوت" (Home Depot) على طريق "نورث ويند أوفر".

عمليات واسعة وأوامر احتجاز

وخلال الأشهر الأخيرة، نفذت وكالات الهجرة الفيدرالية عمليات واسعة في مدن مثل شيكاغو، حيث أشار أمر قضائي إلى احتجاز 85% من الموقوفين في إطار عملية "ميدواي بليتز" (Midway Blitz) من دون مذكرات، ما استدعى الإفراج عن مئات المحتجزين.

وفي بورتلاند، أثارت تقارير عن احتجاجات وانتشار قوات فيدرالية مرتبطة بإنفاذ قوانين الهجرة دعاوى قانونية وتدقيقاً بشأن استخدام القوة.

وتطرق مسؤولو مقاطعة ميكلنبورج إلى هذه القضية في بيان مشترك، السبت، مؤكدين أن عمليات حرس الحدود "تثير خوفاً وعدم يقين غير ضروريين في المجتمع، إذ أسفرت العمليات الأخيرة في مدن أخرى عن احتجاز أشخاص من دون سجلات جنائية واندلاع احتجاجات عنيفة نتيجة قرارات غير مبررة".

وفي داخل مخبز بيتانكور، وزع ناشطون بطاقات صغيرة توضح الحقوق القانونية بالإنجليزية والإسبانية، وتنصح الناس بالامتناع عن الإجابة عن الأسئلة أو توقيع الوثائق.

وأخرج بيتانكور جواز سفره الأميركي، الذي يحمله رغم حصوله على الجنسية منذ عقود. وقال إنه يخشى ألا يصدق العناصر أنه مواطن بسبب لكنته ومظهره.

وقالت سوزان رودريجيز ماكدويل، مفوضة مقاطعة ميكلنبورج، بعد زيارتها المخبز لتقديم الدعم: "انقبض قلبي... عندما تأتي وتبدأ في جمع الناس، وتبحث عما يشبه الأضرار الجانبية، كما لو أن هذا ما تريده، عندها أعتقد أنك تجاوزت الخط".

وأثناء حديثه، كان بيتانكور يتوقف مراراً لمعانقة الزبائن، وتفقد السيارات المجهولة في ساحة الانتظار، خوفاً من أن تكون مركبات فيدرالية بدون لوحات.

وقال: "أريد أن يعرف أطفالي أنه عندما يعودون الليلة إلى المنزل بعد مباراة كرة القدم، سيكون والدهم بخير، لكن كثيراً من الأطفال... لن يعود آباؤهم إلى منازلهم الليلة".

تصنيفات

قصص قد تهمك