وسط خلاف بشأن تايوان.. دبلوماسي ياباني يزور الصين لتهدئة التوتر المتصاعد

الرئيس الصيني شي جين بينج مع رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي على هامش قمة أبيك. كوريا الجنوبية. 31 أكتوبر 2024 - @takaichi_sanae
الرئيس الصيني شي جين بينج مع رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي على هامش قمة أبيك. كوريا الجنوبية. 31 أكتوبر 2024 - @takaichi_sanae
بكين/طوكيو-الشرقرويترز

من المقرر أن يزور مسؤول كبير في وزارة الخارجية اليابانية الصين، الاثنين، وذلك في إطار سعي طوكيو لتهدئة الخلاف الدبلوماسي المتصاعد بشأن تايوان والذي يسبب توتراً في العلاقات بين الجارتين في شرق آسيا، إثر تصريحات رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي، حسبما أفادت به وكالة الانباء اليابانية NHK.

ومن المتوقع أن يصل المدير العام لمكتب الشؤون الآسيوية والأوقيانوسية بوزارة الخارجية اليابانية، كاناي ماساكي، إلى الصين، ليلتقي بمسؤولين من بينهم المدير العام لإدارة الشؤون الآسيوية بوزارة الخارجية الصينية، ليو جين سونج.

ويُعتقد أن كاناي يعتزم توضيح أن تصريح تاكايتشي بشأن حالة الطوارئ في تايوان "لم يحيد عن موقف اليابان تجاه تايوان"، كما قد يحث الصين على السعي إلى منع الخلافات بين البلدين من التأثير على التبادلات الشعبية.

وسيقدم كاناي احتجاجاً شديد اللهجة على منشور للقنصل العام الصيني في أوساكا على وسائل التواصل الاجتماعي رداً على تصريح تاكايتشي، إذ دعا بعض أعضاء الحزبين الحاكم والمعارض في اليابان إلى اتخاذ إجراءات ضد القنصل العام، بما في ذلك ترحيله باعتباره "شخصاً غير مرغوب فيه".

وكانت كل من اليابان والصين استدعتا سفير كل منهما لتقديم احتجاج، إذ حثت بكين مؤخراً مواطنيها على تجنب السفر إلى اليابان، فيما تعتزم الحكومة اليابانية مراقبة تحركات الصين من خلال تبادل التصريحات بين كبار مسؤولي وزارة الخارجية، أملاً في منع تصاعد التوترات.

خلاف دبلوماسي

واندلع الخلاف، بعد أن قالت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي للمشرعين اليابانيين إن أي هجوم صيني على تايوان قد يشكل تهديداً وجودياً لليابان وربما يؤدي إلى رد عسكري، وهو أمر يتجنب المسؤولون منذ فترة طويلة التصريح به علناً، خشية استفزاز بكين التي تطالب بالجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وقالت تاكايتشي أمام البرلمان الياباني في 7 نوفمبر الجاري، إن استخدام القوة ضد تايوان التي تطالب بها الصين "قد يبرّر رداً عسكرياً من طوكيو". وأكدت اليابان منذ ذلك الحين أن موقفها من تايوان، التي تبعد 100 كيلومتر فقط عن أقرب جزيرة يابانية "لم يتغير".

وأضافت: "إذا تضمن الأمر استخدام السفن الحربية وممارسة القوة، فأعتقد أنه بلا شك سيُعدّ حالة تهدد وجود الأمة". وأكدت أن موقف اليابان الثابت هو "وجوب حلّ قضايا تايوان سلمياً.

وتصرّ بكين على أن تايوان، التي احتلتها اليابان لعقود حتى عام 1945، جزء من أراضيها، ولم تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها. وتُعد الصين واليابان شريكين تجاريين رئيسيين، لكن انعدام الثقة التاريخي والاحتكاكات بسبب المنافسات الإقليمية والإنفاق العسكري، كثيراً ما تختبر تلك العلاقات.

وتاكايتشي، وهي محافظة وذات موقف متشدد تجاه الصين، خففت من خطابها منذ تولّيها منصبها الشهر الماضي. لكن تصريحاتها الأسبوع الماضي بأن الهجوم المسلح على تايوان قد يبرّر إرسال قوات إلى الجزيرة تحت بند "الدفاع الذاتي الجماعي" وضعت البلدين على خلاف.

ويتيح قانون الأمن الذي أُقِرّ في عام 2015 لليابان ممارسة حق "الدفاع الذاتي الجماعي" ضمن شروط معينة، بما في ذلك إذا كان هناك خطر واضح يهدد بقاء البلاد.

وحذرت بكين، الجمعة، اليابان من أنها ستواجه "هزيمة عسكرية ساحقة"، إذا استخدمت القوة للتدخل في تايوان، واستدعت السفير الياباني لتقديم "احتجاج قوي". كما نصحت المواطنين الصينيين بعدم زيارة اليابان، ما أثار القلق من أن تشهد الشركات المرتبطة بالسياحة في اليابان تراجعاً في الأعمال التجارية.

تصنيفات

قصص قد تهمك