أعلنت وزارة التجارة الأميركية، الأربعاء، السماح بتصدير أشباه موصلات أميركية متقدمة إلى شركتين في السعودية والإمارات، مشيرةً إلى أن كلا الشركتين حصلت على موافقات لشراء ما يصل إلى 35 ألفاً من رقائق مماثلة لطراز Blackwell المتقدمة، والتي تنتجها شركة "إنفيديا".
والشركتان هما "هيوماين" Humain السعودية، وهي إحدى الشركات المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، والتي تهدف إلى تطوير وإدارة حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والثانية هي شركة G42 الإماراتية للذكاء الاصطناعي.
وقالت وزارة التجارة الأميركية في بيان، إن هذه الموافقات تعزز استمرار هيمنة الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي وقيادتها التكنولوجية عالمياً، وذلك بما يتسق مع خطة الرئيس دونالد ترمب للذكاء الاصطناعي الصادرة في يوليو 2025.
ووفق وكالة "رويترز"، تقدر قيمة 35 ألف شريحة من طراز Blackwell بحوالي مليار دولار، إلا أن الأسعار يمكن أن تتفاوت.
وبحسب البيان الأميركي، تخضع هذه الموافقات لـ"التزام الشركتين بمتطلبات صارمة تتعلق بالأمن والتقارير الدورية. وتتولى إدارة الصناعة والأمن في وزارة التجارة، التواصل مع الشركتين بشأن هذه المتطلبات، وستراقب الالتزام بها بشكل مستمر".
وذكرت الوزارة، أنها ستواصل دعم تصدير منظومة التكنولوجيا الأميركية الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى السعودية والإمارات، وحلفاء وشركاء آخرين حول العالم.
وتملك شركة AMD المنافسة لـ"إنفيديا"، اتفاقاً بمليارات الدولارات للعمل مع Humain السعودية. ويحتوي خادم GB300 على معالج Blackwell B300 من "إنفيديا"، وهو شريحة متقدّمة.
600 ألف شريحة
وفي وقت سابق، الأربعاء، أعلنت "هيوماين" Humain، خططاً لشراء 600 ألف شريحة من "إنفيديا"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن شركتي Humain وXAI التابعة للملياردير إيلون ماسك تعملان على تطوير مراكز بيانات مشتركة في السعودية، بما في ذلك منشأة بقدرة 500 ميجاوات.
الرئيس التنفيذي لشركات "تسلا" و"سبيس إكس" و" XAI" قال خلال مشاركته بمنتدى الاستثمار الأميركي السعودي في واشنطن، الأربعاء، إن المرحلة الأولى من مركز البيانات الجاري العمل على إنشائه، تبلغ 50 ميجاوات.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" جينسن هوانج، أن شركته تعمل على "بناء حواسيب فائقة في السعودية لمحاكاة الحواسيب الكمية، واستخدام حواسيبنا للتحكّم في عملية تصحيح الأخطاء الكمية التي تتطلب قدراً هائلاً من القدرة الحوسبية".
وقال هوانج في الجلسة التي شارك فيها ماسك، وأدارها وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي، عبد الله السواحة، إن "شراكتنا مع Humain تسير على ما يُرام. أولاً، عملنا معاً لإطلاق هذه الشركة وبدء أعمالها، وحصلنا مؤخراً على عميل رائع هو إيلون".
وأضاف: "هل يمكنك أن تتخيل شركة ناشئة تبلغ إيراداتها حوالي صفر؟ الآن، سيبنون مركز بيانات لإيلون، إن 5 ميجاوات طاقة هائلة، هذه الشركة ستتجاوز التوقعات".
بنى تحتية للذكاء الاصطناعي
يأتي ذلك تزامناً مع توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي بين السعودية والولايات المتحدة. وتشمل الشراكة توفير أشباه الموصلات المتقدمة، وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وبناء وتطوير البنى التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي، وتوسيع الاستثمارات النوعية بين الجانبين في هذه المجالات، وفق بيان مشترك.
كما وقعت السعودية والولايات المتحدة حزمة اتفاقات واسعة تشمل الدفاع الاستراتيجي، والطاقة النووية السلمية، والذكاء الاصطناعي، والمعادن النادرة، وتعزيز الالتزامات الاستثمارية السعودية في الاقتصاد الأميركي إلى نحو تريليون دولار، خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة.
وشملت الاتفاقات مذكرة تفاهم "محورية" في مجال الذكاء الاصطناعي، تمنح السعودية "إمكانية الوصول إلى أنظمة أميركية رائدة عالمياً مع حماية التكنولوجيا الأميركية من النفوذ الأجنبي"، وفق البيت الأبيض.
أطلقت السعودية في مايو الماضي شركة Humain لتكون حجر الزاوية في استراتيجيتها المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وتركّز الشركة على ضمان السيادة في طموحها لتطوير البنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي داخل المملكة، حيث أكد رئيسها التنفيذي طارق أمين، في مقابلة سابقة مع "الشرق" أن "بناء البنية التحتية في السعودية هو الأساس وهو ما يضمن السيادة في هذا المجال التكنولوجي".
Humain أطلقت أعمال إنشاء مراكز بيانات في المملكة، مع خطط لتشغيلها في أوائل عام 2026 باستخدام أشباه الموصلات المستوردة من الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن تبدأ المراكز في العاصمة الرياض، ومدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، العمل في الربع الثاني، بقدرة مبدئية تصل إلى 100 ميجاوات لكل منها، بحسب الرئيس التنفيذي لـ Humain.
