وفاة الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري في سجن بالسنغال

 الرئيس التشادي السابق حسين حبري يدلي بتصريحات لوسائل الإعلام أثناء مغادرته المحكمة في داكار، السنغال- 25 نوفمبر 2005 - REUTERS
الرئيس التشادي السابق حسين حبري يدلي بتصريحات لوسائل الإعلام أثناء مغادرته المحكمة في داكار، السنغال- 25 نوفمبر 2005 - REUTERS
داكار -أ ف ب

توفي الرئيس التشادي الأسبق حسين حبري الثلاثاء، عن 79 عاماً في أحد سجون السنغال حيث كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، تنفيذاً للحكم الصادر ضده عام 2016، بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ختام محاكمة غير مسبوقة.

وقال وزير العدل السنغالي مالك سال لشبكة "تي إف إم"، إن "حبري انتقل إلى رحمة الله". فيما ذكرت قنصلية تشاد بالعاصمة داكار، لوكالة "فرانس برس"، أن حبري توفي جراء إصابته بفيروس كورونا في المستشفى الرئيسي بالعاصمة.

وأضافت أن عائلة الرئيس الراحل نقلته بشكل طارئ، قبل بضعة أيام من السجن إلى مستشفى خاص في العاصمة بعد تدهور وضعه الصحي.

وعلّق عضو بلجنة الخبراء القانونيين الذين يساعدون عائلات ضحايا حقبة حكمه على رحيله، بقوله إنه رحيل "أحد الطغاة الأكثر قسوة" في التاريخ.

الرئيس السجين

وحُكم على حبري الذي تولى السلطة في تشاد خلال الفترة من عام 1982 حتى 1990، في 30 مايو عام 2016 بالسجن مدى الحياة في ختام محاكمة غير مسبوقة بداكار، بعد إدانته بجرائم ضد الإنسانية وجرائم اغتصاب وإعدامات وعبودية وخطف.

وقدرت لجنة تحقيق تشادية عدد ضحايا أعمال القمع في ظل حكم حبري بنحو 40 ألف قتيل.

ونقل حسين حبري الذي أُطيح به في عام 1990 إلى السنغال حيث توافرت، بضغوط دولية، ظروف محاكمته، وأوقف في عام 2013 ووجهت إليه محكمة خاصة تشكلت بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي، لائحة الاتهامات.

وكانت عائلته ومحاموه يطالبون منذ أشهر باعتماد نظام سجن آخر غير الاعتقال بسبب سنه وتدهور وضعه الصحي. وحذروا من احتمال إصابته بكورونا في السجن.

وكان القضاء السنغالي وافق في أبريل عام 2020 على السماح له بالخروج من السجن لمدة 60 يوماً بسبب مخاطر تعرضه للفيروس، وعاد آنذاك إلى منزله في داكار تحت حراسة دائمة من سلطات السجن، بحسب السلطات السنغالية.

وقال وزير العدل السنغالي: "يجب أن نكون جميعاً فخورين بالطريقة التي استقبلنا بها حبري"، وذلك في مواجهة انتقادات محتملة.

وأضاف: "رغم الضغوط الدولية، صمدت السنغال. كل ما يمكننا القيام به هو الصلاة من أجل راحة نفس حبري".

"القرون الوسطى"

ورغم إقرار الجمعية التي تدافع عن حقوق ضحايا حبري بحقه في معاملة إنسانية وتلقي العلاج، فإنها رفضت بشدة التسامح معه، مؤكدة أنه لم يظهر أي تعاطف معها ولم يسدد أي قرش من 82 مليار فرنك إفريقي (125 مليون يورو) حُكم عليه بدفعها.

وأعرب ريد برودي عضو لجنة العدل الدولية التي تساعد الضحايا منذ عام 1999 عن "حزنه لإعلان وفاة حبري"، مضيفاً في رسالة إلكترونية: "مضت أشهر ونحن نطالب بتلقيح حبري".

وقال: "سيبقى حبري في التاريخ أحد الديكتاتوريين الأكثر وحشيةً بوصفه رجلاً ذبح شعبه للاستيلاء على السلطة والبقاء فيها، وأحرق قرى بكاملها، وحكم على نساء بأن يكن في خدمة جنوده وأقام مخابئ مارس فيها صنوفاً من التعذيب بحق أعدائه تذكر بالقرون الوسطى".