يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إطلاق "مهمة جينيسيس" Genesis Mission كجزء من أمر تنفيذي لتعزيز جهود تطوير الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، حسبما نقلت "بلومبرغ" عن مسؤول في وزارة الطاقة الأميركية.
ويسعى ترمب عبر هذه الخطوة، إلى إبراز أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي واعتبار أنه لا يقل أهمية عن "مشروع مانهاتن" الخاص بتطوير القنبلة الذرية الأميركية، أو سباق الفضاء، وفقاً لما صرّح به كارل كو، رئيس موظفي وزارة الطاقة، الأربعاء، خلال مؤتمر "الفرص في مجال الطاقة" في نوكسفيل بولاية تينيسي.
وامتنع كو عن تقديم تفاصيل إضافية، لكنه قال إن الأمر التنفيذي سيوجه على الأرجح المختبرات الأميركية، على المستوى الفيدرالي، لبذل المزيد من الجهود في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي الناشئة، وقد يشمل شراكات بين القطاعين العام والخاص.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم كشف هويته، لـ"بلومبرغ"، إن النقاش حول الأوامر التنفيذية المحتملة لا يزال مجرد تكهنات حتى الإعلان الرسمي.
تبسيط اللوائح التنظيمية
وتُعدّ إدارة ترمب أيضاً، أمراً تنفيذياً منفصلاً، من شأنه أن يسمح لوزارة العدل بمقاضاة الولايات الأميركية، بشأن لوائح الذكاء الاصطناعي التي تعتبرها غير دستورية، ويهدد بخفض التمويل الفيدرالي للولايات، التي تُعتبر قوانين الذكاء الاصطناعي فيها مُعقدة أو مُقيّدة للغاية.
وقال ترمب في مؤتمر الاستثمار الأميركي السعودي، الأربعاء، إنه سيعمل مع الشركاء لـ"بناء أكبر وأقوى وأكثر أنظمة الذكاء الاصطناعي ابتكاراً في العالم".
وأضاف الرئيس الأميركي: "سنعمل على ذلك بحيث تكون عملية الموافقة واحدة دون الحاجة إلى المرور عبر 50 ولاية"، مضيفاً أن وجود مجموعة من اللوائح على مستوى الولايات سيكون "كارثة" لأن الأعمال قد تخرج عن مسارها بسبب "ولاية واحدة".
والثلاثاء، دعا ترمب المشرعين الأميركيين في الكونجرس، إلى إقرار معيار فيدرالي يحكم الذكاء الاصطناعي، إما في مشروع قانون الإنفاق الدفاعي القادم أو كتشريع مستقل.
وقال ترمب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "إذا لم نفعل ذلك، فستلحق بنا الصين بسهولة في سباق الذكاء الاصطناعي".
توسيع نطاق الأبحاث
وقد أدلى الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، جنسن هوانج، الذي التقى ترمب، الثلاثاء، بمثال في هذا الصدد، قائلاً إن اللوائح الصينية المبسطة تمنح بكين ميزة على الولايات المتحدة في المنافسة العالمية على الذكاء الاصطناعي.
وصرح زعيم الأغلبية في مجلس النواب، ستيف سكاليز، وهو جمهوري من لويزيانا، لصحيفة "بانشبول نيوز" في وقت سابق من هذا الأسبوع أن القادة الجمهوريين "يبحثون" إضافة هذه الصياغة إلى قانون تفويض الدفاع الوطني.
ومنع مجلس الشيوخ الأميركي، محاولة إدراج هذا الإجراء في مشروع قانون ميزانية يوليو الماضي، حيث قال المعارضون إنه قد يُحبط محاولات تطبيق ضوابط سلامة الأطفال وحقوق الطبع والنشر على هذه التقنية الناشئة.
وكشف ترمب في يوليو عن مخطط شامل لسياسة الذكاء الاصطناعي، مُصمم لتسهيل نمو شركات الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، ولتسهيل حصول حلفاء الولايات المتحدة على الأجهزة والبرامج الأساسية.
وشجع هذا المخطط وزارة الطاقة والوكالات الأخرى على الاستثمار في "مختبرات آلية مُرتبطة بالسحابة لمجموعة من المجالات العلمية، بما في ذلك الهندسة وعلوم المواد والكيمياء والأحياء وعلم الأعصاب" بالتعاون مع القطاع الخاص والمختبرات الوطنية. كما وجّه الإدارة لتوسيع نطاق أبحاث الذكاء الاصطناعي والتدريب عليها في المختبرات.
وكشفت شركة "إنفيديا" الشهر الماضي، عن شراكات مع وزارة الطاقة لتوسيع نطاق البحث في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، بما في ذلك تطوير سبعة حواسيب عملاقة جديدة تحتوي على شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة في منشآت بحثية تُديرها الحكومة الفيدرالية.










