تستمر هجمات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، حيث وقعت أعمال عنف في مدن نابلس، ورام الله، وبيت لحم، والخليل وقراهم، في ظل تصاعد العنف خلال الأسابيع الأخيرة، فيما أدانت الرئاسة الفلسطينية الهجمات، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية، في وقت يزعم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد اجتماع أمني بشأن عنف المستوطنين.
وطالبت الرئاسة الفلسطينية، المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الاعتداءات المتكررة على المدن والقرى الفلسطينية.
وأضافت الرئاسة الفلسطينية: "الاعتداءات الإرهابية التي نفذها المستوطنون، الجمعة، في مدن الضفة وقراها، والتي شملت اعتداءات على المواطنين وتخريب للممتلكات، تأتي في سياق تصعيد متواصل للهجمات الإرهابية ضد المواطنين الفلسطينيين".
وحذرت الرئاسة "من خطورة هذه الأعمال الإرهابية، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذه العمليات الإرهابية"، مؤكدة ضرورة إجبار إسرائيل على منع تواصل مثل هذه الاعتداءات، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وطالبت الإدارة الأميركية بـ"الضغط على الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة لوقف توفير الحماية لإرهاب المستوطنين، وإجبارهم على الالتزام بالقانون الدولي ووقف اعتداءاتهم الإرهابية على المدن، والقرى، والمخيمات الفلسطينية".
"نحو 150 سيارة أُحرقت أو تضررت"
وذكرت شبكة CNN الأميركية، أن مستوطنين إسرائيليين أشعلوا النار في ساحة خردة ببلدة حوارة في الضفة الغربية، بينما كان نتنياهو يعقد اجتماعاً أمنياً لبحث تزايد عنف المستوطنين.
وقال محمد دلال، مالك ساحة السيارات، إن أكثر من "10 مستوطنين اقتحموا الموقع، حطموا سيارات وأشعلوا النيران"، موضحاً أنه لم يكن أحد موجوداً في الساحة وقت الهجوم، وأشار إلى أن نحو 150 سيارة أُحرقت أو تضررت.
وبحسب CNN وقع الهجوم في الليلة نفسها التي قال فيها نتنياهو إنه عقد اجتماعاً أمنياً بشأن عنف المستوطنين في الضفة الغربية، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
ولم يتضح ما إذا كان الاجتماع قد خلص إلى قرارات بشأن كيفية التعامل مع هذا التصعيد.
وأقرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق CNN، بأن سيارات أُحرقت في البلدة الفلسطينية القريبة من مستوطنة يتسهار المعروفة بتوجهاتها المتطرفة.
ويُعدّ هذا الهجوم الثاني خلال أيام، بعد أن أضرم عشرات المستوطنين النار في منازل ومركبات فلسطينية جنوب بيت لحم.
تصاعد عنف المستوطنين
وفي الأسبوع الماضي، شن مستوطنون هجوماً واسعاً على منطقة زراعية في شمال الضفة الغربية، وأشعلوا النار في شاحنات وأكواخ معدنية وممتلكات أخرى.
وتعرّضت بلدة حوارة لهجمات مماثلة من قبل؛ ففي يونيو 2023، اجتاح مستوطنون البلدة، فقتلوا فلسطينياً وجرحوا المئات.
وفي نابلس جرفت قوات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، الجمعة، عشرات الدونمات من أراضي قرية عراق بورين جنوب نابلس.
وأفادت الصحة الفلسطينية، الجمعة، بأن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها بقتل إسرائيل لشاب واحتجاز جثمانه في بلدة تل غرب نابلس.
وفي العام الماضي، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، حينها، يوآف جالانت أن إسرائيل لن تلجأ إلى الاعتقال الإداري ضد المستوطنين، ما يمنع الأجهزة الأمنية من استخدام أحد أقوى أدواتها لاحتجازهم، بينما تواصل استخدامه على نطاق واسع ضد الفلسطينيين.
