قالت مصادر عسكرية سودانية لـ"الشرق"، السبت، إن مناطق بولاية شمال كردفان، وتحديداً في الجهة الغربية من مدينة الأبيض، تشهد تحركات عسكرية متصاعدة.
وأوضحت المصادر أن الجيش السوداني شن هجوماً على منطقتي "أب قعود" و"أم صميمة"، مستخدماً المدفعية الثقيلة والقصف الصاروخي، إلى جانب تنفيذ مناورات ميدانية في هذا المحور النشط.
وتقع منطقة "أب قعود" على بُعد نحو 60 كيلومتراً غربي مدينة الأبيض.
وفي محور بابنوسة بولاية غرب كردفان، تشهد المنطقة حشوداً كبيرة لقوات الدعم السريع، مع استمرار القصف المدفعي المتبادل بين الطرفين. كما أفادت مصادر بتحليق طائرات مسيّرة تابعة للطرفين في أجواء المنطقة.
وتقع بابنوسة في ولاية غرب كردفان، وتبعد نحو 700 كيلومتر عن العاصمة الخرطوم، وتضم محطة سكة حديد رئيسية تربط مناطق الإنتاج الزراعي والتجاري الكبرى.
وتهدف عمليات الجيش إلى التوجه نحو ولايات غرب كردفان وإقليم دارفور. فيما يسعى الدعم السريع لتعزيز سيطرته لتشمل كامل إقليمي دارفور وكردفان.
وفاة أطفال بسبب سوء التغذية
وفي السياق، أعلنت شبكة أطباء السودان أن فرقها الميدانية وثّقت وفاة 23 طفلاً في مدينتي الدلنج وكادقلي بولاية جنوب كردفان خلال الفترة من 20 أكتوبر إلى 20 نوفمبر، نتيجة سوء التغذية الحاد ونقص الإمدادات الأساسية الناجم عن الحصار المفروض على المنطقة.
وقالت الشبكة إن هذه الأرقام تمثل مؤشراً خطيراً على تفاقم الأزمة الإنسانية، محذّرة من انهيار شامل في الخدمات الصحية.
ودعت الشبكة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل لفتح ممرات آمنة وتوفير المساعدات، محملة الجهات المتسببة في الحصار مسؤولية تدهور الأوضاع الصحية وتهديد حياة آلاف المدنيين.
جهود أميركية لوقف النار
وكانت مصادر أفادت لـ"الشرق"، الخميس، بأن كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والإفريقية مسعد بولس أطلق تحركاً دبلوماسياً مكثفاً مع الأطراف المعنية في السودان بهدف وقف إطلاق النار، وذلك فور إعلان دونالد ترمب عن نيّته البدء بالعمل على الملف بناء على طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأضافت المصادر أن التحرك الأميركي يهدف إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر، يتزامن مع بدء إدخال المساعدات الإنسانية، ويسير بالتوازي مع مفاوضات للتوصّل إلى حل سياسي.
وأعلن ترمب، الأربعاء، أنه سيعمل على إنهاء الحرب في السودان، بعد أن طالبه ولي العهد السعودي الذي زار واشنطن بـ"التدخل لحل الصراع".
وكتب ترمب في وقت لاحق في منشور على منصة "تروث سوشيال" أن واشنطن ستتعاون مع السعودية والإمارات ومصر ودول أخرى في الشرق الأوسط لـ"وضع حد للفظائع التي ترتكب في المنطقة ولإرساء الاستقرار في السودان".
وأضاف: "تُرتكب فظائع في السودان التي صارت أكثر الأماكن عنفاً على وجه الأرض، تحدث هناك أكبر أزمة إنسانية على الإطلاق. هناك حاجة ماسة لتوفير الغذاء والأطباء وكل شيء آخر".
بدوره، قال مسعد بولس إن الولايات المتحدة "ملتزمة بحل الصراع في السودان"، مضيفاً عبر منصة "إكس": "أعلن اليوم أن الولايات المتحدة ملتزمة بإنهاء الصراع المروع في السودان، وتحت قيادة الرئيس ترمب، نعمل مع شركائنا لتسهيل هدنة إنسانية وإنهاء الدعم العسكري الخارجي للأطراف، الذي يغذي العنف".











