كثّفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الضغوط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، معلنة دخول تصنيف "كارتل دي لوس سولس" كـ"منظمة إرهابية أجنبية" حيز التنفيذ، فيما يزور الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الاثنين، قوات بلاده المتمركزة في البحر الكاريبي، قبالة سواحل فنزويلا.
ويُعدّ تصنيف "كارتل دي لوس سولس" أحدث إجراء في حملة واشنطن المتصاعدة ضد مادورو، وتتزامن مع تقييم الرئيس الأميركي لاحتمال اتخاذ عمل عسكري ضد فنزويلا، وهو خيار لم يستبعده رغم حديثه مؤخراً عن إمكانية إجراء محادثات مع مادورو.
و"كارتل دي لوس سوليس" أو "كارتل الشموس" ليس تنظيماً فعلياً ولا كارتلاً قائماً بذاته، بل هو مصطلح يُستخدم في فنزويلا للإشارة إلى كبار الضباط العسكريين الذين اتهموا بجمع ثروات طائلة من خلال تهريب المخدرات.
وجاءت تسمية "الشموس" من الشارات الشمسية التي يضعها الضباط الكبار على أكتافهم. ومع اتساع اتهامات الفساد خلال عهد هوغو تشافيز ولاحقاً نيكولاس مادورو، اتسع استخدام المصطلح ليشمل مسؤولين حكوميين يُشتبه بتورطهم في أنشطة فساد متنوعة.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث إن "تصنيف كارتل دي لوس سوليس منظمة إرهابية سيمنح الولايات المتحدة مجموعة واسعة من الخيارات" للتعامل مع مادورو، لكنه لم يوضح الخيارات المطروحة، ورفض التصريح بشأن ضربات محتملة داخل الأراضي الفنزويلية. وأضاف: "لا شيء مستبعد، ولا شيء مضمون"، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
استعدادات الجيش الأميركي في الكاريبي
وسط تصاعد الضغوط الأميركية على فنزويلا، يزور الجنرال دان كين بورتوريكو وإحدى السفن الحربية الأميركية المنتشرة في البحر الكاريبي، الاثنين.
ويعدّ الجنرال كين أحد المهندسين الرئيسيين لعملية "رمح الجنوب"، التي يعتبرها البنتاجون أكبر حشد للقوات البحرية الأميركية في الكاريبي منذ أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول أميركي قوله، إن من المتوقع أن يجري كين مشاورات مع القادة العسكريين حول استعدادات هذا الحشد البحري.
ووصلت حاملة الطائرات "جيرالد آر فورد"، الأكبر والأحدث في البحرية الأميركية، إلى الكاريبي الأسبوع الماضي، وباتت القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة تضم 15 ألف جندي، بينهم مشاة بحرية على سفن هجومية برمائية، ونحو 5 آلاف فرد في قواعد عسكرية في بورتوريكو.
وتأتي زيارة كين، بينما وافق ترمب على "عدة إجراءات تهدف للضغط على فنزويلا والاستعداد لاحتمال القيام بعمل عسكري"، بحسب ما نقلت "نيوروك تايمز" عن مصادر مطلعة.
وذكرت المصادر أن ترمب وافق على خطط لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) لتنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا قد تكون تمهيداً لعمليات لاحقة. كما وافق على جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة مع فنزويلا، والتي أدت في مرحلة ما إلى عرض من مادورو بالتنحي بعد عامين، وهو عرض رفضه البيت الأبيض.
ولا يزال من غير الواضح طبيعة العمليات السرية أو موعد تنفيذها. ولم يأذن ترمب بنشر قوات قتالية في فنزويلا، ما يعني أن المرحلة المقبلة قد تشمل "عمليات تخريب، أو هجمات سيبرانية، أو حرباً نفسية وإعلامية"، وفق الصحيفة الأميركية.
وقالت "نيويورك تايمز" إنها حللت صور أقمار اصطناعية، ولفتت إلى أن البحرية الأميركية تسيّر بانتظام سفناً حربية على بُعد 80 إلى 160 كيلومتراً من السواحل الفنزويلية، وهي منطقة بعيدة عن خطوط تهريب المخدرات الأكثر نشاطاً قرب كولومبيا.
وشنّت الولايات المتحدة 21 ضربة على قوارب تتهمها بالتهريب، وقتلت أكثر من 83 شخصاً، لكنها لم تستهدف قوارب قبالة المكسيك أو كولومبيا، وهما مركزان رئيسيان لتجارة الكوكايين والفنتانيل، وفق "نيويورك تايمز".
وقال مسؤولون للصحيفة إن ترمب لم يتخذ قراراً نهائياً بشأن عمليات عسكرية إضافية، رغم تصريحه قبل أسابيع بأن "ضربات برية داخل فنزويلا قادمة".
وناقش مسؤولون هذا الأسبوع عدة سيناريوهات تشمل ضرب منشآت مرتبطة بالمخدرات، أو وحدات عسكرية، أو حتى دائرة مادورو المقربة.
ومع انتشار حاملة الطائرات، تنفذ مقاتلات F/A-18 طلعات قرب السواحل الفنزويلية. كما تجري قاذفات B-1 وB-52، المسلحة بعشرات القنابل الموجهة، تدريبات منتظمة فوق البحر قرب فنزويلا.
إلغاء رحلات جوية إلى فنزويلا
وألغت العديد من شركات الطيران رحلاتها من وإلى فنزويلا رداً على تحذير أصدرته إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية، السبت، بشأن "تدهور الوضع الأمني وزيادة النشاط العسكري حول فنزويلا"، مما زاد من التكهنات حول عمليات أميركية محتملة.
وصرحت ماريسيلا دي لوايزا، رئيسة رابطة شركات الطيران في فنزويلا، لوكالة "أسوشيتد برس"، أن ست شركات طيران علقت رحلاتها إلى أجل غير مسمى، وهي: الخطوط الجوية التركية، و"لاتام" (التشيلية)، و"أفيانكا" (الكولومبية)، و"إيبيريا" (الإسبانية)، و"غول" (البرازيلية)، و"الكاريبي" (ترينيداد وتوباجو).
وكتب رئيس كولومبيا جوستافو بيترو، الأحد، على منصة "إكس"، أنه "يجب أن تكون هناك رحلات منتظمة إلى جميع دول أميركا اللاتينية، ومن أميركا اللاتينية والعالم".
وأضاف بيترو: "الدول ليست محظورة، لأن حظر الدول يعني حظر الناس، وهذه جريمة ضد الإنسانية".
والجمعة، حذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية الطيارين من أن تهديدات غير محددة "قد تشكل خطراً محتملاً على الطائرات على جميع الارتفاعات"، وكذلك الطائرات التي تقلع وتهبط في فنزويلا، وحتى الطائرات على الأرض.











