محدّث
سياسة

"تقدم هائل".. ترمب يوجه ويتكوف للقاء بوتين في موسكو ودريسكول إلى الأوكرانيين

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل عقد اجتماع في العاصمة موسكو. 6 أغسطس 2025 - REUTERS
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قبل عقد اجتماع في العاصمة موسكو. 6 أغسطس 2025 - REUTERS
دبي -الشرق

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إنه وجه مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف لزيارة موسكو ولقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع إرسال وزير الجيش دان دريسكول إلى الأوكرانيين، وذلك بهدف وضع "اللمسات الأخيرة" على خطة السلام المقترحة، مؤكداً إحراز "تقدم هائل" لإنهاء الحرب المستمرة منذ فبراير 2022.

وكتب ترمب على منصة "تروث سوشيال": "على مدى الأسبوع الماضي، أحرز فريقي تقدماً هائلاً فيما يتعلق بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا (وهي حرب ما كانت لتبدأ أبداً لو كنت رئيساً!). في الشهر الماضي، لقي 25 ألف جندي حتفهم".

وأشار ترمب إلى أن خطة السلام الأصلية المكونة من 28 نقطة، والتي "صاغتها الولايات المتحدة"، تم "تنقيحها" بإضافة مدخلات إضافية من كلا الجانبين، و"لم يتبق سوى عدد قليل من نقاط الخلاف المتبقية".

وأضاف: "على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة السلام هذه، أصدرتُ تعليمات لمبعوثي الخاص ستيف ويتكوف للقاء الرئيس بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه، سيلتقي وزير الجيش دان دريسكول مع الأوكرانيين".

واختتم الرئيس الأميركي تصريحه بالتأكيد على شروط لقاء القمة: "أتطلع إلى الاجتماع مع الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين قريباً، لكن فقط عندما تكون الصفقة لإنهاء هذه الحرب نهائياً، أو في مراحلها النهائية.. شكراً لاهتمامكم بهذه المسألة الهامة للغاية، ودعونا جميعاً نأمل أن يتحقق السلام في أقرب وقت ممكن".

وتأتي تصريحات ترمب بعدما قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقت سابق الثلاثاء، إن خطة السلام المعدّلة لأوكرانيا يجب أن تعكس "روح ونص" التفاهمات التي تم التوصل إليها بين بوتين وترمب خلال قمتهما في ألاسكا.

وأشار لافروف، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إلى أن روسيا رحبت بالنسخة الأولى من خطة السلام الأميركية لأوكرانيا، لكنها تنتظر نسخة "مؤقتة" معدلة بعد أن تنتهي واشنطن من تنسيقها مع أوكرانيا وأوروبا.

وسبق لويتكوف أن التقى بالرئيس الروسي 5 مرات خلال العام الجاري، حيث تركزت هذه المباحثات التي استمر بعضها لأكثر من 4 ساعات، بشكل رئيسي على ملف أوكرانيا، بالإضافة إلى بحث إمكانية عقد لقاء قمة مباشر بين ترمب وبوتين الذي تم في أغسطس بولاية ألاسكا.

دور جديد لوزير الجيش الأميركي

وقال مسؤولون إن قرار ترمب باللجوء إلى وزير الجيش دانيل دريسكول، الذي يركز عمله عادة على تدريب وتجهيز الجنود، لمحاولة إحياء المحادثات المتوقفة، كان مدفوعاً بالاعتقاد بأن كييف وموسكو قد تكونان أكثر انفتاحاً على المفاوضات التي يتوسط فيها الجيش الأميركي، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".

وتقول الصحيفة إن كبار قادة الجيش الأميركي يحافظون على علاقات وثيقة مع نظرائهم الأوكرانيين طوال الحرب التي استمرت 4 سنوات؛ وفي الوقت نفسه، يعتقد المسؤولون الأميركيون أن موسكو قد تكن احتراماً أكبر للقادة العسكريين.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: "يقدر الرئيس ترمب جهود الوزير دريسكول لجمع مدخلات من الروس والأوكرانيين من أجل صياغة صفقة تضمن سلاما دائماً وقابلاً للتنفيذ".

ورحلات دريسكول إلى كييف، الأسبوع الماضي، دفعت وزير الجيش، وهو صديق وزميل سابق في كلية الحقوق لنائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في كلية الحقوق بجامعة ييل، إلى دور دبلوماسي غير متوقع لا يشغله عادة رئيس مدني لفرع عسكري.

ويوصف دريسكول بأنه "محبوب جدا في الإدارة"، ووصفه ترمب بأنه "قاتل" في إعلان بالمكتب البيضاوي أنه سينشر الحرس الوطني في ممفيس، وأشار إليه بأنه "رجل الطائرات بدون طيار"، في إشارة إلى تركيز دريسكول على تجهيز مليون طائرة بدون طيار جديدة للجيش الأميركي.

من جانبه، قال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لاحقاً إنه أجرى اتصالاً مع وزير الجيش الأميركي، معرباً عن شكره على "التركيز والبناء".

وقال يرماك على منصة "إكس": "كما أوضح الرئيس ترمب، نتوقع وصول وزير الجيش إلى كييف في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ونحن مستعدون لمواصلة العمل بأسرع ما يمكن لوضع اللمسات الأخيرة على الخطوات اللازمة لإنهاء إراقة الدماء".

وشدد يرماك على أن "لدينا أساساً صلباً تم وضعه في جنيف، والرئيس زيلينسكي، إلى جانب الفريق بأكمله في كييف، ملتزمون تماماً بمزيد من التعاون"، مؤكداً أن بلاده "لم تكن أبداً ولن تكون أبداً عقبة أمام السلام".

واختتم يرماك تصريحه قائلاً: "نحن ممتنون للولايات المتحدة على كل دعمها، وسيتم إعداد اجتماع الرئيسين بشكل شامل وفوري من جانبنا".

خلافات جوهرية بين روسيا وأوكرانيا

ويحاول المسؤولون الأميركيون تقريب وجهات النظر مع الأوكرانيين بشأن وضع خطة لإنهاء أعنف صراع في أوروبا وأكثرها إلحاقاً للدمار منذ الحرب العالمية الثانية، فيما تخشى أوكرانيا من إجبارها على قبول اتفاق يصب إلى حد بعيد في مصلحة روسيا، بحسب وكالة "رويترز".

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي الليلي، الثلاثاء، أن فريقه عمل على صياغة "نص الوثيقة التي تم إعدادها مع الولايات المتحدة في جنيف"، في إشارة إلى الاجتماعات التي جرت بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في جنيف، الأحد.

وشدد زيلينسكي على أن "المبادئ الواردة في هذه الوثيقة يمكن تطويرها لتصبح اتفاقيات أعمق"، وأن "من مصلحتنا المشتركة أن يكون الأمن حقيقياً".

وأكد اعتماده على استمرار التعاون مع الإدارة الأميركية، قائلاً: "أعتمد على استمرار التعاون النشط مع الجانب الأميركي والرئيس ترمب، الكثير يعتمد على الولايات المتحدة لأن قوة أميركا هي ما تأخذه روسيا على محمل الجد أكثر من غيره".

وقال مصدر أوكراني مطلع بشكل مباشر على المحادثات لشبكة CNN الأميركية إن "التقدم مستمر بين الولايات المتحدة وأوكرانيا بشأن صياغة مسودة مقترح جديد لإنهاء الحرب"، لكن "لا تزال هناك خلافات جوهرية قائمة، ولم يتم الاتفاق على نص نهائي بعد".

وأضاف المصدر أنه "تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن معظم النقاط، لكن هناك 3 مسائل مهمة على الأقل لا تزال الخلافات فيها قائمة".

بخصوص القضية المتعلقة بتسليم أوكرانيا أراض لروسيا لم تسيطر عليها، قال المصدر إنه "لم يتم التوصل إلى قرار بعد"، موضحاً أنه "سيكون من الخطأ جداً القول إن لدينا الآن مسودة قبلت بها أوكرانيا".

وبشأن مقترح مطالبة أوكرانيا بتحديد أفرد جيشها إلى 600 ألف، وهو الرقم الذي تضمنته الخطة الأميركية المكونة من 28 نقطة، ذكر المصدر أنه "تم طرح رقم جديد، لكن كييف تريد المزيد من التغييرات قبل أن تكون مستعدة للموافقة".

وبشأن مسألة تخلي أوكرانيا عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أشار المصدر إلى أن "هذا المطلب غير مقبول"، معتبراً أن مثل هذا التنازل سيشكل "سابقة سيئة" تمنح روسيا فعلياً حق النقض (الفيتو) في الناتو "وهي ليست عضواً فيه أصلاً".

نقاط حساسة

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني إن كييف مستعدة للمضي قدماً في إطار عمل تدعمه الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا، ومناقشة النقاط الحساسة مع ترمب خلال محادثات أكد زيلينسكي على ضرورة إشراك الحلفاء الأوروبيين فيها.

وفي خطاب ألقاه أمام "تحالف الراغبين"، دعا زيلينسكي القادة الأوروبيين إلى مناقشة إطار عمل لنشر "قوة طمأنة" في أوكرانيا، والاستمرار في دعم كييف ما لم تبد موسكو استعداداً لإنهاء الغزو عليها.

وجاء في نص خطاب زيلينسكي: "نؤمن إيماناً راسخاً بأن القرارات الأمنية المتعلقة بأوكرانيا لا بد أن نشارك فيها، والقرارات الأمنية المتعلقة بأوروبا يتعين أن تشارك فيها أوروبا أيضاً.. لأنه عندما يجري اتخاذ قرار ما دون علم دولة أو شعبها، يكون هناك دائماً خطر كبير بألا يؤتي ثماره".

وأضاف: "هذا الإطار مطروح على الطاولة، إننا مستعدون للمضي قدماً معاً.. مع الولايات المتحدة، وبمشاركة شخصية من الرئيس ترمب".

ومن جهته، قال أمين المجلس القومي الأوكراني للأمن والدفاع رستم أوميروف إن زيلينسكي ربما يزور الولايات المتحدة خلال الأيام القليلة المقبلة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق مع ترمب، لكن لم يؤكد الجانب الأميركي هذه الزيارة حتى الآن، بل وأعلن ترمب لاحقاً إنه لا يريد أي لقاء مع زيلينسكي أو بوتين إلا عند التوقيع على اتفاق وقف الحرب.

وأجرت فرق تفاوض أميركية وأوكرانية محادثات في جنيف، الأحد، بشأن أحدث خطة سلام مدعومة من الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم وزير الجيش الأميركي دان دريسكول إن الوزير أجرى محادثات مع مسؤولين روس في أبوظبي، الاثنين والثلاثاء.

وفاجأ أحدث مقترح أميركي للسلام، وهو عبارة عن خطة من 28 نقطة كُشف عنها الأسبوع الماضي، العديد من المسؤولين في واشنطن وكييف ودول أوروبية، وأثار المخاوف أيضاً من أن تكون إدارة ترمب مستعدة للضغط على أوكرانيا لتوقيع اتفاق يميل لصالح موسكو.

وتتطلب الخطة من كييف التنازل عن مزيد من الأراضي والقبول بقيود على قدراتها العسكرية ومنعها من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وهي شروط دأبت كييف على رفضها باعتبارها تعادل الاستسلام.

تصنيفات

قصص قد تهمك