أعلن ضباط في جيش غينيا بيساو، الأربعاء، عزل الرئيس وتعليق عمل مؤسسات الدولة حتى إشعار آخر، وذلك قبل يوم من إعلان النتائج الأولية لانتخابات رئاسية شابها التوتر.
وأفاد ضباط الجيش، في بيان بثه التلفزيون الرسمي، بتشكيل "القيادة العسكرية العليا لاستعادة النظام"، وتوليها المسؤولية في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا حتى إشعار آخر، وتعليق العملية الانتخابية، وإغلاق حدود البلاد ومجالها الجوي، مع فرض حظر للتجوال.
ولم يحدد الضباط ما إذا كانوا قد احتجزوا إمبالو، ولا يُعرف حتى الآن مكان وجوده، لكنه أعلن، خلال مقابلة مع قناة "فرانس 24" التلفزيونية، الأربعاء، عزله من منصبه، قائلاً "لقد عُزلت".
ويمثل ذلك أحدث موجة من الاضطرابات في غينيا بيساو، وهي دولة ساحلية صغيرة تقع بين السنغال وغينيا وتُعرف بأنها مركز سيئ السمعة للكوكايين المتجه إلى أوروبا.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت خطوة الجيش تحظى بدعم جميع القوات المسلحة المنقسمة في غينيا بيساو، أو ما إذا كان الجيش يسيطر على كامل البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو مليوني نسمة.
وقال شهود عيان، قبيل إعلان الضباط، إن إطلاق نار وقع، الأربعاء، بالقرب من مقر اللجنة الانتخابية والقصر الرئاسي ووزارة الداخلية، واستمر لمدة ساعة تقريباً، لكنه توقف على ما يبدو بحلول الساعة 1400 بتوقيت جرينتش، حسبما أفاد صحافي من "رويترز".
البرتغال تدعو إلى إنهاء العنف
في سياق متصل، دعت البرتغال، الأربعاء، إلى إنهاء العنف في غينيا بيساو، وطالبت باستئناف العملية الانتخابية. وقالت وزارة الخارجية البرتغالية، في بيان: "تدعو الحكومة البرتغالية جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن أي عمل من أعمال العنف المؤسسي أو المدني، واستئناف العمل المنتظم للمؤسسات، حتى يمكن استكمال عملية فرز وإعلان نتائج الانتخابات".
وتعرضت غينيا بيساو لهزات لا تقل عن 9 انقلابات ومحاولات انقلاب بين عام 1974، عندما حصلت على استقلالها عن البرتغال، و2020، عندما تولى إمبالو المنصب.
وشهدت الانتخابات الرئاسية، الأحد، منافسة محتدمة بين الرئيس الحالي عمر سيسكو إمبالو ومنافسه الرئيسي فرناندو دياس، قبل أن يعلن كلا الجانبين فوزهما.
كان إمبالو يسعى ليصبح أول رئيس منذ 3 عقود يفوز بفترة ثانية على التوالي في غينيا بيساو.
وقال متحدث باسم الرئيس الحالي إمبالو، أنطونيو يايا سيدي، لوكالة "رويترز"، إن مسلحين مجهولين هاجموا لجنة الانتخابات لمنع إعلان نتائج التصويت، مضيفاً أنهم مرتبطون بدياس، وذلك دون تقديم دليل.
ولم يرد متحدث باسم دياس على طلب التعليق على الفور.
وذكر رئيس الوزراء السابق دومينجوس سيمويس بيريرا، الذي خسر أمام إمبالو في جولة إعادة متنازع عليها في 2019، ودعم دياس في هذه الانتخابات، إن دياس لا علاقة له بالحادثة. وأوضح بيريرا: "كان دياس يلتقي بمراقبي الانتخابات عندما صرخ بعض الأشخاص في الغرفة معلنين عن إطلاق نار في وسط المدينة"، مضيفاً أنه كان في نفس الاجتماع.
وقال بيريرا إن دياس كان بأمان وفي بيساو.





