"حماس": ملاحقة إسرائيل للمحاصرين في أنفاق رفح "خرق فاضح" لاتفاق غزة

مقاتلو حركة "حماس" خلال عمليات البحث عن جثامين المحتجزين الإسرائيليين في خان يونس جنوبي قطاع غزة. 28 أكتوبر 2025 - REUTERS
مقاتلو حركة "حماس" خلال عمليات البحث عن جثامين المحتجزين الإسرائيليين في خان يونس جنوبي قطاع غزة. 28 أكتوبر 2025 - REUTERS
دبي-الشرق

قالت حركة "حماس"، الأربعاء، إن ملاحقة الجيش الإسرائيلي لمقاتليها في أنفاق رفح، جنوبي قطاع غزة، يعد "خرقاً فاضحاً" لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما زعم مسؤول إسرائيلي أن تل أبيب اقترحت استسلام المحاصرين بشروط لكنهم رفضوها.

ودعت "حماس"، في بيان، الوسطاء إلى التحرك العاجل للضغط على إسرائيل للسماح بخروج المقاتلين وعودتهم إلى منازلهم، وذكرت أن الجيش الإسرائيلي يرتكب "جريمة وحشية عبر ملاحقة وتصفية واعتقال" المقاتلين المحاصرين في أنفاق مدينة رفح.

وأضافت أن ملاحقة المقاتلين المحاصرين "خرق فاضح" لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، و"دليل دامغ على المحاولات المستمرّة لتقويض هذا الاتفاق وتدميره".

وتابعت الحركة: "لقد بذلت الحركة، طوال الشهر الماضي، جهوداً كبيرة مع مختلف القيادات السياسية والوسطاء لحلّ مشكلة المقاتلين وعودتهم إلى بيوتهم، وقدّمت أفكاراً وآليات محدّدة لمعالجة هذه المشكلة، في تواصل كامل مع الوسطاء والإدارة الأميركية بصفتها أحد ضامني اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضافت أن "الاحتلال نسف كل هذه الجهود، مُغلِّبًا لغة القتل والإجرام والملاحقة والاعتقال، في إجهاضٍ لجهود الوسطاء الذين بذلوا جهداً كبيراً مع مختلف الأطراف الدولية لوضع حدٍّ لمعاناة هؤلاء المقاتلين الأبطال".

كما نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، منشوراً مقتضباً على تطبيق "تليجرام"، كتبت فيه: "ليس في قاموسنا الاستسلام #رفح".

خروج مشروط

في المقابل، قال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل نقلت اقتراحاً إلى "حماس"، الأسبوع الماضي، بشأن الإفراج المشروط عن عشرات من مقاتلي الحركة المحاصرين في أنفاق داخل منطقة يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في شرق رفح، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وذكر المسؤول أن إسرائيل أرسلت الاقتراح إلى كبار مسؤولي "حماس" عبر دول وسيطة، متضمناً "السماح للمسلحين المتبقين في المنطقة بالخروج إذا استسلموا ووافقوا على نقلهم إلى السجون الإسرائيلية".

وتابع المسؤول أن الاقتراح ينص على أن المقاتلين "سيكونون مؤهلين للإفراج وإعادتهم إلى المنطقة التي تسيطر عليها حماس في قطاع غزة"، بشرط أن يتعهدوا بعدم العودة إلى القتال وأن يوافقوا على نزع السلاح.

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن المسلحين لم يستسلموا منذ تقديم الاقتراح، مضيفة أنهم "خرجوا في عدة مناسبات من الأنفاق في محاولات للفرار أو مهاجمة قوات الجيش، مما يشير إلى أن العرض لم يتم قبوله".

شروط إسرائيل لحل أزمة مقاتلي رفح

  • الاستسلام الكامل للمقاتلين المحاصرين
  • الموافقة على نقلهم إلى السجون الإسرائيلية
  • التعهد بعدم العودة إلى القتال مستقبلاً
  • الموافقة على نزع السلاح بشكل نهائي
  • إمكانية الإفراج عنهم لاحقاً وإعادتهم إلى مناطق سيطرة "حماس" بعد الالتزام بالشروط

وأضافت أنه "من غير الواضح ما إذا كان قادة حماس قادرين حتى على التواصل مع المقاتلين المحاصرين".

وقال مسؤول إسرائيلي: "لقد منحناهم في رفح خيار الحياة والخروج من الأنفاق. حتى الآن، لم يوافقوا على الشروط التي وضعناها. يبدو أنهم قرروا أن يصبحوا شهداء".

ويوجد عشرات من مقاتلي "حماس" عالقين في أنفاق تحت الأرض خلف ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" شرقي غزة، وهي المنطقة التي انسحب إليها الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

خطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب.
خطوط انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة وفقاً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب. - الشرق

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، قتل 5 فلسطينيين، في محيط أنفاق شرق رفح، جنوبي قطاع غزة، مرجحاً أنهم خرجوا من الأنفاق.

كما ذكر الجيش الإسرائيلي، السبت الماضي، أن قواته قتلت 11 فلسطينياً، واعتقلت 6، خلال محاولتهم الخروج من أحد الأنفاق شرقي رفح، زاعماً أن مطاردتهم استمرت 24 ساعة.

مسار المفاوضات

وذكرت شبكة CNN الأميركية، منتصف نوفمبر، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب  تدفع بقوة نحو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع إغلاق ملف مقاتلي حركة "حماس" العالقين في مدينة رفح.

ووفقاً لمصادر إسرائيلية تحدّثت لـCNN، أثار جاريد كوشنر (صهر ومستشار ترمب)، قضية مقاتلي "حماس" مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت تضغط فيه واشنطن لإيجاد حل ينهي هذا الملف العالق، والذي يهدد مسار الاتفاق.

وفي وقت سابق مطلع الشهر الجاري، قال مصدران مطلعان على المحادثات لوكالة "رويترز" إن مقاتلي حركة "حماس" المتحصنين في منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة، سيسلمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع.

وكان موقع "أكسيوس" الأميركي أورد أن إدارة ترمب قدمت لإسرائيل اقتراحاً لحل الأزمة يقضي بدعوة المقاتلين العالقين في الأنفاق للاستسلام، وتسليم أسلحتهم لطرف ثالث مثل مصر، أو قطر، أو تركيا.

ونقلت "رويترز" عن أحد المصدرين، والذي وصفته بـ"مسؤول أمني مصري"، قوله إن الوسطاء المصريين اقترحوا أن يسلم المقاتلون الذين لا يزالون في رفح أسلحتهم إلى مصر، وإعطاء تفاصيل عن الأنفاق هناك، حتى يتسنى تدميرها مقابل الحصول على ممر آمن.

ووقعت إسرائيل و"حماس"، أكتوبر الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين، وانسحاب إسرائيل إلى خطوط مرتبطة بمراحل تطبيق خطة الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب.

والخط الأصفر، أول خط انسحاب للجيش الإسرائيلي من غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، وهو ما يتيح لإسرائيل السيطرة على نحو 53% من أراضي القطاع.

وتنص المرحلة الثانية من الاتفاق على خط انسحاب ثانٍ باللون الأحمر مع نشر قوة استقرار دولية مؤقتة، وصولاً إلى خط انسحاب ثالث يحدد "منطقة أمنية عازلة".

واعتمد مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي، قراراً مقدماً من الولايات المتحدة يأذن بإنشاء "قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة"، وهو القرار الذي رفضته حركة "حماس" معتبرة أنه "يفرض آلية وصاية دولية" على القطاع".

ومنذ وقف إطلاق النار، 11 أكتوبر، قتلت إسرائيل 347 فلسطينياً، وأصابت 889، ما يرفع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 69 ألفاً و785، بالإضافة إلى 170 ألفاً و965، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك