قالت بريطانيا، الجمعة، إن محادثات الانضمام إلى صندوق الدفاع التابع للاتحاد الأوروبي SAFE انهارت، مما يمثل انتكاسة كبرى لجهود إعادة ضبط العلاقات بعد خروج المملكة المتحدة من التكتل، وهي الجهود التي لاقت ترحاباً كبيراً بهدف تعزيز دفاعات القارة.
وقال وزير العلاقات الأوروبية في بريطانيا، نيك توماس سيموندز: "رغم أنه من المخيب للآمال أننا لم نتمكن من اختتام المناقشات بشأن مشاركة بريطانيا في الجولة الأولى من صندوق الدفاع الأوروبي، فإن صناعة الدفاع في بريطانيا ستظل قادرة على المشاركة في المشروعات من خلال الصندوق بشروط دولة ثالثة".
وأضاف: "أُجريت المفاوضات بحسن نية، لكن موقفنا كان واضحاً دائماً، والمتمثل في أننا لن نوقع إلا على الاتفاقيات التي تخدم المصلحة الوطنية، وتوفر قيمة مقابل المال".
صندوق الدفاع الأوروبي
واختتمت مفاوضات انضمام بريطانيا إلى صندوق الدفاع الرئيسي للاتحاد الأوروبي، الذي تبلغ قيمته 150 مليار يورو، دون التوصل إلى تفاهم، وفقاً لما نقلت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة.
وعلى الرغم من المحادثات التي جرت بين المسؤولين هذا الأسبوع، ظل الجانبان متباعدين بشأن المساهمة المالية التي ستقدمها بريطانيا للمشاركة في برنامج العمل الأمني لأوروبا، أو SAFE، وفقاً لما ذكره الأشخاص الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
وقال مسؤولون من كلا الجانبين إن المفاوضات انتهت دون التوصل إلى حل قبل الموعد النهائي في نهاية الشهر.
ويسمح SAFE للدول بالتقدم بطلب للحصول على تمويل للمساعدة في شراء المعدات العسكرية.
وكانت المفوضية الأوروبية قد سعت في الأصل إلى الحصول على مدفوعات تصل إلى 6.75 مليار يورو من بريطانيا للانضمام إلى SAFE، وهو مبلغ اعتبرته لندن غير مقبول.
وعرض اقتراح بريطاني مضاد قُدم في الأيام الأخيرة مساهمة مالية قدرها 82 مليون يورو، بالإضافة إلى رسوم إدارية غير محددة. وهو ما رفضته بروكسل.
ويمثل هذا الانهيار انتكاسة في العلاقات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي تحاول فيه أوروبا إعادة التسليح بشكل جماعي في مواجهة العدوان الروسي. كما أنها ضربة موجعة لصناعة الدفاع البريطانية، التي كانت ستستفيد من مشاركة المملكة المتحدة في البرنامج.
انهيار المحادثات
وقال المتحدث باسم المفوضية، توماس رينييه، للصحافيين في إحاطة إعلامية: "إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة، دعونا لا ننسى أن برنامج SAFE مفتوح بطبيعته".
وأضاف: "بابنا مفتوح دائماً لشركائنا ذوي التفكير المماثل، وخاصة المملكة المتحدة".
وكانت ألمانيا من بين الدول التي تضغط على الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة لإيجاد حل وسط، فيما أعرب آخرون عن قلقهم من العروض المالية البريطانية، معتبرين أنها منخفضة للغاية.
وقالت مصادر إن عدم التوصل إلى اتفاق يُمثل انتكاسة أخرى لرئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، التي شاركت في العملية مباشرةً مع فريقها. وأضاف المصدران أن بعض الدول الأعضاء، بما فيها ألمانيا، انتقدت تعامل المفوضية مع المحادثات.
وسيظل بإمكان بريطانيا المشاركة في شراكات دفاعية ثنائية مع دول الاتحاد الأوروبي، على ألا تتجاوز نسبة المكونات القادمة من بريطانيا 35% من مجموع مكونات أي مشروع مدعوم من برنامج SAFE.










